الإنفاق العالمي على الطاقة يتجه لمستوى قياسي في 2022 (تقرير)
ليصل إلى 2.1 تريليون دولار
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يتجه الإنفاق العالمي على الطاقة إلى مستوى قياسي جديد يتجاوز تريليوني دولار في عام 2022، بقيادة الإنفاق على النفط والغاز.
وبحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي، اليوم الجمعة؛ فمن المتوقع ارتفاع الإنفاق العالمي على الطاقة ليصل إلى 2.1 تريليون دولار في العام الجاري، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، ومقارنة بـ1.927 تريليون دولار عام 2019، قبل الوباء.
وكانت آخر مرة اقترب فيها الإنفاق العالمي على الطاقة من هذه المستويات في عام 2014، حينما بلغ 2.048 تريليون دولار.
ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز والكهرباء، جنبًا إلى جنب مع خطط الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية، فضلًا عن تسارع التضخم الناتج في الأساس عن جائحة كورونا، وفقًا للتقرير.
الإنفاق العالمي على الطاقة
في 2022، يتجه الإنفاق على الطاقة الخضراء للارتفاع بنسبة 24%، أو 125 مليار دولار، مقارنة بالعام الماضي، بناءً على المشروعات المخططة التي ستصل بالسعة العالمية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية عند 250 غيغاواط.
في المقابل، من المتوقع نمو الإنفاق على النفط والغاز بنسبة 16% أو 142 مليار دولار هذا العام على أساس سنوي، مع خطط زيادة الإنتاج وسط التعافي من تداعيات الوباء.
ويجب الأخذ في الحسبان أن الإنفاق على أنواع الوقود الأحفوري مثل الفحم، من المتوقع أن يظل ثابتًا في العام الحالي، بحسب التقرير.
ورغم ذلك، لولا الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي عرقل تحول الطاقة؛ فقد كان من الممكن أن ترتفع حصة الإنفاق على الطاقة النظيفة بوتيرة أكبر من المتوقعة للعام الحالي عند 31%، وفق ريستاد إنرجي.
وبشكل مفصل، ما زال النفط هو المهيمن على مشهد الطاقة، مع إنفاق 658 مليار دولار، بزيادة 16% على أساس سنوي، يليه قطاع الغاز والغاز المسال، بارتفاع 15% ليصل إلى 401 مليار دولار.
وضمن الطاقات الخضراء، من المتوقع أن يشهد الإنفاق العالمي على الطاقة الشمسية نموًا كبيرًا بنسبة 64%، ليصل إلى 191.47 مليار دولار، بحسب التقرير.
ويُتوقع أن يرتفع الإنفاق على احتجاز الكربون وتخزينه 54%، كما ستشهد الطاقة الحرارية الأرضية والهيدروجين زيادة متوقعة في الإنفاق تبلغ 38% و37% على الترتيب.
لماذا يرتفع الإنفاق على الطاقة؟
تدفع معدلات التضخم المرتفعة الإنفاقَ العالمي على الطاقة إلى مستويات قياسية جديدة، مع زيادة أسعار المواد وتكاليف العمالة وكذلك أسعار الشحن الناجمة عن الوباء في البداية، وتفاقم الأزمة مع الحرب الروسية الأوكرانية وفرض عقوبات على موسكو.
ومقارنة بمستويات عام 2020، زادت تكاليف المشروع في قطاع النفط والغاز بنسبة تتراوح من 10% إلى 20%، ويرجع ذلك -غالبًا- إلى ارتفاع أسعار الصلب وتشديد السوق.
وبالنسبة إلى مصادر الطاقة المتجددة، أدى ارتفاع أسعار الليثيوم والنيكل والنحاس والبولي سيليكون -جميعها مواد مهمة في صناعة البطاريات والطاقة الشمسية وطاقة الرياح- إلى زيادة تكاليف المشروع بنسبة تتراوح بين 10% و35% خلال المدة الزمنية نفسها.
فضلًا عن ذلك؛ فإن تغيّر مزيج الطاقة في أوروبا، مع اتجاه القارة إلى تقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية، سيؤثر أيضًا في هيكل الإنفاق العالمي على الطاقة.
وكشفت المفوضية الأوروبية، في مارس/آذار الماضي، عن خطة لجعل أوروبا مستقلة عن الغاز الروسي، مع استهداف زيادة حصة المصادر المتجددة في مزيج الطاقة إلى 45% بحلول 2030.
ويتطلب ذلك، إجمالي 1600 غيغاواط من السعة المركبة في أوروبا بحلول نهاية العقد؛ ما يعني زيادة الإنفاق على الطاقة النظيفة، في الوقت الذي تبحث فيه القارة عن مصادر بديلة للطاقة الروسية لتكون حلًا مؤقتًا لأزمة نقص الإمدادات الحالية.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات النفط والغاز العالمية قد ترتفع إلى 628 مليار دولار في 2022
- الإنفاق على خدمات احتجاز الكربون وتخزينه قد يتجاوز 50 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في الهند تتوسع على حساب أراضي التجمعات الفقيرة (تقرير)
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. حل مؤقت لتهدئة أسعار البنزين في أميركا (تقرير)