علماء المناخ يشعرون باليأس.. الغزو الروسي وزيادة إنتاج النفط يهددان الأرض
أحمد عمار
- التوسع في إنتاج النفط دليل على تصاعد انهيار العمل المناخي
- الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية كشف عن أشياء كثيرة خطرة
- الحرب الروسية تهدد بحقبة جديدة من تقلبات أسعار الطاقة والغذاء
- يجب الاختيار بين وقف انهيار المناخ وتعزيز إنتاج النفط والغاز
تبقى أزمة المناخ حاضرة في كل المستجدات العالمية، ومع استمرار الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية وسعي الدول الغربية التي تعتمد على واردات النفط والغاز الروسية إلى الابتعاد عنها في ظل العقوبات المفروضة على موسكو، تثور التساؤلات: هل أصبحت محاولات إنقاذ كوكب الأرض من خطر الانبعاثات في خطر؟
لقد دفعت الأزمة الحالية التي وقعت مع بدايات عام 2022 إلى تفكير الدول الأوروبية في البحث عن بدائل أخرى بعيدًا عن النفط الروسي، وسط دعواتها للدول المنتجة لذلك الوقود الأحفوري إلى زيادة الإنتاج لتعويض نقص إمدادات موسكو في ظل العقوبات المفروضة عليها.
وجاءت تلك الدعوات -النابعة من أزمة الغزو الروسي- من دول تقود السياسات المناخية عالميًا لمواجهة ارتفاع درجات حرارة الأرض، وهو ما عدّه عالم المناخ الأميركي، بيتر كالموس، دعوات تؤدي إلى الشعور باليأس بشأن تحقيق ما ينبغي فعله للحفاظ على كوكب الأرض من الانبعاثات الضارة.
انهيار في العمل المناخي
في مقال رأي لـ"بيتر كالموس" نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، رأى أن اختيار إدارة جو بايدن التوسع في صناعة الوقود الأحفوري بالولايات المتحدة -وسط أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا الحالية- يشير إلى أن هناك تصاعدًا أكثر في انهيار العمل المناخي والبيئي.
ويرى عالم المناخ أن اللحظة الراهنة تُعد مثالية لبناء مصادر الطاقة المتجددة والعمل على إنهاء صناعة الوقود الأحفوري، ولكن ما يحدث هو العكس.
ورأى أن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية كشف عن أشياء كثيرة، منها مخاطر الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى أزمة الغذاء التي يعانيها العالم حاليًا والتي تُعد أحد أسبابها تغيرات درجات حرارة الأرض.
ويشير عالم المناخ إلى أن التغيرات المناخية التي تشهدها الدول من جفاف ومجاعات وفيضانات وحرائق وعواصف المتهم الرئيس الأول فيها حرق الوقود الأحفوري، وما ينتج عنه من انبعاثات ضارة بالبيئة، الأمر الذي يؤكد ضرورة إسراع وتيرة التخلص من إنتاج الوقود الأحفوري.
شعور باليأس
يرى كاتب المقال أن اختيار إدارة "بايدن" التوسع في صناعة الوقود الأحفوري في هذه اللحظة الحرجة -وسط الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية- يعدّ أمرًا مأساويًا.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، تفاخرت -بحسب وصف الكاتب- بزيادة إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي والنفط واقترابهما من مستويات قياسية، وهو ما جاء مع موافقة إدارة بايدن على تصاريح حفر جديدة بمعدلات تجاوزت ما شهده عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
كما يخطط التنفيذيون والمستثمرون في مجال الوقود الأحفوري لزيادة الإنتاج إلى أجل غير مسمى، على أقل تقدير حتى حلول عام 2035.
وعبّر عالم المناخ عن شعوره باليأس مع كل تلك الخطوات نحو زيادة إنتاج الوقود الأحفوري، التي عدّها خطوات تؤدي إلى تحطيم كل مجهودات الحفاظ على البيئة لإنقاذ كوكب الأرض من الانبعاثات الضارة.
وقال: "هناك فجوة شاسعة بين ما يقوله العلم وكيف يستجيب صناع السياسات في العالم والعامة"، بحسب ما نقلته الغارديان.
أزمة الغذاء
وحسب المقال، فإن الغزو الروسي الذي نفذه بوتين في الأراضي الأوكرانية يمثّل تهديدًا للدول التي تعتمد على روسيا وأوكرانيا في الحصول على الحبوب.
وتنتج روسيا وأوكرانيا نحو 30% من محصول القمح في العالم، مع اعتماد العديد من الدول بصفة كبيرة على تلك الدولتين في الحصول على الحبوب.
ورأى بيتر كالموس أن "الحرب ستجعل هناك حقبة جديدة من التقلبات والزيادة في أسعار الطاقة والغذاء في العالم؛ ما سيتضرر معه الفقراء والطبقة العاملة".
واقترح عالم المناخ الابتعاد عن اللحوم -خاصة اللحم البقري- مؤكدًا أنه حل سيعمل على امتصاص صدمات ارتفاع الأسعار ونقص الحبوب، في ظل أزمة المناخ والغذاء المتفاقمة.
وبحسب المقال، فإن العالم بحاجة إلى صفقات خضراء جديدة لتوفير فرص عمل ونمو اقتصادي.
ودعا الكاتب إلى التزام الرئيس الأميركي، جو بايدن، بما يقوله "بأنه يستمع إلى العلماء"، ويستمع إلى علماء المناخ، "فالأكثر من هؤلاء العلماء مرعوبون مما يحدث الآن، وعليه الفهم أن الانهيار المناخي يهدد كل شيء حرفيًا".
واختتم الكاتب مقاله بتأكيده أنه "في ظل الوضع الراهن يمكن إما العمل على وقف انهيار المناخ وإما تعزيز إنتاج النفط والغاز، ولكن ليس كليهما".
موضوعات متعلقة..
- هل يكفي خفض الانبعاثات لحماية العالم من آثار تغير المناخ؟ (تقرير)
- حرائق الغابات في كاليفورنيا.. ضيف موسمي أصبح "دائمًا" بفعل تغير المناخ
- توقعات بخروج روسيا من سوق الطاقة.. و3 دول تظهر بديلة
اقرأ أيضًا..
- المغرب والجزائر يتنافسان على الغاز النيجيري.. هل يصبح بديلًا عن إمدادات روسيا؟
- الغاز الجزائري والنفط يجذبان إيني.. وحفر بئر جديدة خلال أيام
- مسؤول إيراني: احتياطيات النفط والغاز لدينا تكفينا 100 عام