- أرسلت مجموعة التنمية للدول الأفريقية الجنوبية جنودها للمساعدة في استتباب الأمن في موزمبيق
- أجبر الهجوم الذي شنّته الجماعات المتمرة شركة توتال إنرجي على سحب موظفيها
- العمل في مشروع شركة توتال إنرجي لن يُستأنف إلا بعد أن يسود سلام دائم
- فرار 24 ألف شخص من منازلهم في الربع الأول من هذا العام
تواجه مشروعات الغاز في موزمبيق، تهديدًا حقيقيًا بسبب أعمال العنف التي تكاد لا تتوقف، وسط محاولات من الحكومة نحو دفع المشروعات إلى الأمام.
ويجتمع وزراء من مجموعة التنمية للدول الأفريقية الجنوبية (إس إيه دي سي) المكونة من 16 دولة في بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، اليوم الأحد 3 أبريل/نيسان، لمناقشة مهمة القوات التابعة للمجموعة المنتشرة في موزمبيق، التي من المقرر أن تنتهي في 14 من الشهر الجاري.
وكان من المفترض أن يقرر رؤساء الدول، غدًا الإثنين، إمكان تمديد مهمة تلك القوات، وقد تم تأجيل محادثاتهم ولم تتم إعادة جدولتها.
وتدرس الدول الأفريقية الجنوبية تمديد انتشار القوات التي تقاتل التمرد المرتبط بتنظيم داعش في مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق، والتي أجبرت شركة توتال إنرجي الفرنسية على وقف مشروع للغاز الطبيعي بقيمة 20 مليار دولار، وفقًا لما نشرت وكالة بلومبرغ مؤخرًا.
وقد أرسلت مجموعة التنمية للدول الأفريقية الجنوبية جنودها لأول مرة في يوليو/تموز للمساعدة في استتباب الأمن، وانضمت إلى القوات التي أرسلتها رواندا، وهي ليست عضوا في المجموعة.
مصير مشروعات الغاز في موزمبيق
طلب رئيس موزمبيق فيليبي نيوسي، من مجموعة التنمية للدول الأفريقية الجنوبية ورواندا المساعدة العسكرية بعد غارة في مارس/آذار 2021 على مدينة بالما، وهي أقرب بلدة من موقع شركة توتال إنرجي، التي خلفت عشرات القتلى.
وأجبر الهجوم الذي شنّته الجماعات المتمرة، شركة توتال إنرجي على سحب موظفيها وإعلان القوة القاهرة في مشروعها، وهو أحد أكبر الاستثمارات الخاصة في أفريقيا ولديه القدرة على تحويل اقتصاد ثالث أفقر دولة في العالم.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه، إن العمل في المشروع لن يُستأنف إلا بعد أن يسود سلام دائم ويعود النازحون إلى ديارهم.
واُعتُبِر إعلان شركة توتال إنرجي عن القوة قاهرة في مشروعها للغاز الطبيعي السائل في مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق خلال أبريل/نيسان من العام الماضي، في مواجهة تمرد محلي عنيف، ضربة قوية لتطوير صناعة الغاز في موزمبيق.
ويتوقع بعض المحللين أن يواصل قطاع الغاز في موزمبيق أعماله في عام 2022 وأن يتطور القطاع لتصبح موزمبيق خامس أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم (بعد أستراليا والولايات المتحدة وقطر وماليزيا) بحلول نهاية العقد.
وأُكتُشِف حقل غاز طبيعي بحري في حوض روفوما شمال موزمبيق في عام 2011؛ وتقدّر احتياطيات الحقل الآن بـ100 تريليون قدم مكعبة، وكان لديه القدرة على تحويل موزمبيق إلى إحدى أقوى منتجي الغاز في العالم؛ بحسب موقع مركز القانون التجاري للجنوب الأفريقي "ترالاك".
ويمكن مقارنة هذا الاكتشاف باحتياطيات أستراليا البالغة نحو 70 تريليون قدم مكعبة.
تأخير تشغيل المشروع
حذّرت المحللة لدى شركة أكسفورد إيكونوميكس أفريقيا، زينب محمد، من أن التأخير في تشغيل مشروع شركة توتال إنرجي قد يهدد جدواه.
وأضافت أن من غير المرجح أن تكون موزمبيق قادرة على المساعدة في ملء فراغ الغاز في أوروبا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرة إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار النفط والغاز بسبب الحرب قد يؤدي إلى تسريع انتقال أوروبا نحو الطاقة المتجددة.
وقال كبير المديرين في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، ريتشارد فرانسيس: إن ارتفاع سعر النفط على المدى القريب يجعل كل هذه البدائل أكثر إثارة للاهتمام.
وأوضح أن منشأة توتال إنرجي، التي تبلغ طاقتها 13.1 مليون طن سنويًا، ستبدأ إنتاج الغاز فقط في عام 2026 على أقرب تقدير، حتى لو تم استئناف العمل هذا العام.
وألمح إلى أن بعض صادرات الغاز الطبيعي من موزمبيق ستبدأ في التدفق من سفينة إيني للغاز الطبيعي المسال العائمة البالغة 3.4 مليون طن سنويًا في كورال في النصف الثاني من عام 2022، موضحًا أن أعمال العنف لم تؤثر على المشروع البحري.
ووفقًا لمجموعة لكابو ليغادو، التي تتابع تطورات الصراع؛ قتل ما لا يقل عن 3874 شخصا منذ بدء التمرد.
من جهتها، قالت الأمم المتحدة في بيان الشهر الماضي، إن أعمال العنف الجديدة تسببت في فرار 24 ألف شخص من منازلهم في الربع الأول من هذا العام، ومن السابق لأوانه تشجيع النازحين على العودة مع استمرار انعدام الأمن.
وأحرز الجنود الموزمبيقيون والأجانب بعض التقدم في احتواء الهجمات، ولم تحدث أي اشتباكات مسلحة على امتداد الشريط الساحلي بالقرب من مشروعات الغاز الطبيعي المسال الذي تتولي القوات الرواندية حمايتها.
وقد حدثت غارات متكررة صغيرة النطاق في منطقة داخلية شاسعة حيث تتمركز قوات دول مجموعة التنمية للدول الأفريقية الجنوبية.
اقرأ أيضًا..
- السيطرة على انفجار محطة غاز في العراق (فيديو)
- تحديات وفرص توصيل الغاز الإسرائيلي إلى الاتحاد الأوروبي عبر تركيا (مقال)
- مفاجأة.. هل حقق العراق البارحة أعلى عائدات نفطية في تاريخه؟
- المغرب والجزائر يتنافسان على الغاز النيجيري.. هل يصبح بديلًا عن إمدادات روسيا؟
- الجيش الروسي يدمر مصفاة نفط و3 محطات وقود في أوكرانيا (فيديو)