محطة أكويو النووية في تركيا تبدأ توليد الكهرباء في 2024 (تحديث)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2023، أن محطة أكويو النووية ستبدأ توليد الكهرباء من أولى مفاعلاتها خلال العام المقبل.

جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة تاس الروسية، عن الرئيس التركي، الذي أكد تدشين المفاعل الأول خلال 2023.

وتشهد محطة أكويو النووية في تركيا تطورات جديدة في إطار المُضي قُدمًا نحو الانتهاء من هذا المشروع العملاق، وتوليد الكهرباء النظيفة التي تخدم خطط أنقرة في التحول إلى الطاقة المتجددة، وخفض الانبعاثات الصادرة عن قطاع الكهرباء.

يُعدّ المشروع أكبر مشروع استثماري روسي تركي مشترك، تُقدَّر تكلفته الإجمالية بـ 20 مليار دولار أميركي، وتنفذه شركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة الذريّة، على أساس اتفاقية حكومية دولية موقّعة بين حكومة الاتحاد الروسي وحكومة جمهورية تركيا في أنقرة، في 12 مايو 2010.

فقد بدأت يوم 21 مارس/آذار 2022، عملية لحام خط أنابيب التدوير الرئيس، وهي عملية تجميع رئيسة من المقرر إجراؤها هذا العام، في مبنى الوحدة الأولى بمفاعل المحطة.

ويربط خط أنابيب التدوير الرئيس المعدّات الرئيسة لمحطة المفاعل، ومولدات البخار، والمفاعل المبرد، ومن ثم تشكيل الدائرة الأولية لمحطة الطاقة النووية، حسب شركة روساتوم الروسية.

تقول الرئيسة التنفيذية لشركة محطة أكويو النووية، أناستاسيا زوتيفا: إن "لحام خط أنابيب الدوران الرئيس يعدّ إحدى المراحل الرئيسة في بناء وحدة الطاقة، وبينما يُقارن وعاء المفاعل في كثير من الأحيان بقلب محطة الطاقة النووية، فإن خط أنابيب الدوران الرئيس هو الشريان الرئيس".

وتضيف في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: "لحام خطوط الأنابيب عملية معقدة وعالية التقنية، والتي تخضع لأكثر المتطلبات صرامة".

وتابعت: "سيكون إكمال عملية اللحام نقطة البداية لاختبارات دوران المفاعل المفتوح، وفي هذه المرحلة، سوف نتحقق من التدفق الحر لخطوط الأنابيب، ونقوم بتنظيفها بعد التثبيت، ونؤكد جاهزية المعدّات للمرحلة التالية، مرحلة بدء تشغيل المفاعل".

بدوره، علّق المقاول الرئيس لبناء محطة أكويو النووية، أليكسي ميزيرتسكي، على مراقبة الجودة الشاملة لعمليات اللحام: "تخضع الوصلات الملحومة من خط أنابيب التدوير الرئيس لمتطلبات صارمة للغاية، تضمن أعلى مستويات الموثوقية".

وأضاف في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة: "خلال عملية اللحام، يُجري المتخصصون مسحًا تدريجيًا لجميع العمليات التي تُجرى؛ بصري، وأبعاد، وأشعة، وصبغة نفّاذة وفوق صوتية".

تسليم أثقل المعدات

في 23 مارس/آذار 2022، بدأت محطة أكويو النووية التركية تسلّم المكونات الرئيسة لمحطة توربينات الوحدة الأولى، والذي تجاوز وزن شحنتها ألف طن، وذلك بموقع محطة الشحن الشرقية، في موقع بناء المحطة.

يستمر تفريغ الشحنة -التي تندرج تحت فئة ثقيلة بشكل فريد- 7 أيام، وتطلّب التفريغ والنقل إعدادًا خاصة، واستخدم في العملية رافعة زومليون ZCC 12500 ذات قدرة تحميل رفع تبلغ 1250 طنًا.

وقال سيرجي بوتكيخ، النائب الأول للرئيس التنفيذي، مدير محطة أكويو النووية قيد الإنشاء: إن "مولّد التوربينات الساكنة هو أثقل معدّات المحطة النووية، لذلك يخضع نقله لمتطلبات صارمة بشكل خاص. نتوقع في المستقبل القريب وصول جسم أسطواني آخر منخفض الضغط وعلبة توربينية واقية من الضوضاء".

وأضاف: "هذا العام، نخطط لبدء تركيب معدّات العملية الرئيسة لمبنى التوربينات في الوحدة الأولى"، بحسب تصريحاته إلى منصة الطاقة.

أكبر موقع نووي

أكدت الرئيسة التنفيذية لشركة محطة أكويو النووية، أناستاسيا زوتيفا، أن مشروع أكويو هو أحد أكبر مواقع البناء النووي على هذا الكوكب.

وقد أتاح الحصول على ترخيص لبناء الوحدة 4، الصادر عن مجلس التنظيم النووي التركي، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، المُضي قدمًا في جميع أعمال البناء والتركيب في الوحدة، بما في ذلك مرافق الأمان النووي.

تقول زوتيفا في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: "اليوم، يعدّ موقع بناء محطة الطاقة النووية أكويو أحد أكبر مراكز البناء النووية في العالم، حيث تُنَفَّذ أعمال البناء بوقت واحد في 4 وحدات".

وأضافت أن "موقع محطة الطاقة النووية يتغير بسرعة، ففي أبريل/نيسان 2018، بدأنا تشييد المحطة على نطاق واسع، إذ كان سطحًا مستويًا، ومجهزًا لبدء العمل، وهو الآن أحد أكبر مراكز العالم للبناء النووي"، مؤكدة على أنه "على مدى أربع سنوات، قام الفريق الروسي التركي بعمل هائل".

وأوضحت أن "أكثر من 20 ألف شخص يعملون في مشروع بناء محطة أكويو النووية، 80% منهم مواطنون أتراك"، مضيفة أن "مشروع محطة أكويو النووية استثنائي وفريد من نوعه في كثير من النواحي، كما إنه يفتح مزيدًا من الفرص أمام للشركات التركية للمشاركة في المشروع".

إذ تشارك - حتى الآن- أكثر من 100 شركة تركية في المشروع، فوفقًا لخارطة الطريق الخاصة بنا، إجمالي إمكانات التوطين نحو 6 مليارات دولار، "وحتى الآن، أُبرمت عقود تزيد قيمتها عن 2 مليار دولار مع شركات تركية، فالإمكانات هنا كبيرة جدًا".

الطاقة النووية في تركيا

أكويو هي أول محطة للطاقة النووية في تركيا، ما يسمح لأنقرة بدخول نادي الدول التي تستخدم الطاقة النووية للأغراض السلمية، والتي يصل عددها حاليًا 32 دولة.

تقول الرئيسة التنفيذية للمحطة، زوتيفا، إنه "من خلال بناء أول محطة للطاقة النووية، تضع تركيا خريطة طريق لبناء محطات الطاقة النووية، إذ سيكون من الأسهل بناء محطات الطاقة النووية القادمة".

وتؤكد أن أكويو واحدة من أكبر محطات الطاقة في المنطقة، وستوفر قرابة 35 ألف غيغاواط/ساعة من الكهرباء إلى الشبكة.

ومن المقرر أن تولّد محطة الطاقة النووية ما يكفي من الكهرباء لتزويد مدينة كبيرة مثل إسطنبول بنسبة 90% على مدار العام، وستوفر ما يصل إلى 10% من احتياجات تركيا من الكهرباء.

وتشير زوتيفا إلى أنه من المهم أيضًا أن هذه طاقة نظيفة، تسهم بشكل كبير في تنفيذ أهداف الحدّ من الكربون، مضيفة: "لقد التزمت تركيا بخفض الانبعاثات بنسبة 21% بحلول عام 2030، وإذا قمنا بحساب الكمية الإجمالية للانبعاثات، فهذا يساوي نصف مليار متر مكعب من غازات الاحتباس الحراري، ومن ثم، فإن 105 ملايين متر مكعب تمثّل 21%".

وأضافت: "سيؤدي تشغيل 4 وحدات من محطة أكويو النووية إلى تقليل هذه الانبعاثات بمقدار 35 مليون متر مكعب، ومن ثم، فإن ثلث ما تعهدت به تركيا بشكل عام للحدّ من هذه الانبعاثات، سيُحقَّق عن طريق محطة أكويو النووية".

مزيج فريد من أنظمة السلامة

يقول رئيس تحرير بوابة أتومينفو "Atominfo" الإلكترونية المتخصصة في أخبار الطاقة النووية، ألكسندر أوفاروف: إن "الميزة الرئيسة لتصميم مفاعل VVER-1200، المُستخدم في محطة الطاقة النووية أكويو في تركيا، هي مزيج فريد من أنظمة السلامة النشطة والسلبية التي تجعل المحطة مقاومة بقدر الإمكان للتأثيرات الخارجية والداخلية".

وأضاف في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، أنه "تمّ تنفيذ مجموعة كاملة من الحلول التقنية في التصميم لضمان سلامة محطات الطاقة النووية ومنع إطلاق المنتجات المشعة في البيئة، على سبيل المثال، تمّ تجهيز وحدة الطاقة VVER-1200 بقذيفتي احتواء مع مساحة تهوية بينهما".

ويشير إلى أن أنظمة سلامة المحطة السلبية قادرة على العمل، حتى في حالة الفقد الكامل لإمدادات الطاقة، ويمكن أداء جميع وظائف السلامة بشكل مستقل عن الأنظمة النشطة، ودون تدخّل بشري.

*أجرت منصة الطاقة تحديثًا على هذا التقرير بتاريخ الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2023.

اقرأ أيضًا..

• الجزائر تعزز موقعها ثاني أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا.. وخبير: قد تسجل قفزة مستقبلًا
• أبرز تغيّرات سوق النفط العالمية في 2022 (إنفوغرافيك)
• توقعات أسعار النفط في 2023 وأعلى مستوى قد يصل إليه البرميل.. 10 خبراء يتحدثون
• الطاقة النظيفة سلاح صناعة الفوسفات في المغرب.. وصفقة مع الهند قريبًا