فاتح بيرول: الطاقة المتجددة في أفريقيا ستكون موضوعًا رئيسًا في كوب 27
كشف عن "أرقام محزنة" في القارة السمراء
الطاقة
قال الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إنه جرى التوافق على أن يكون موضوع الاستثمار بالطاقة المتجددة في أفريقيا موضوعًا رئيسًا في القمة العالمية للمناخ كوب 27 التي تستضيفها مصر هذا العام، موضحًا أن هذا التوافق جرى مع مفوض الطاقة الأفريقية خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة.
وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها بيرول في افتتاحية مؤتمر وكالة الطاقة الدولية الذي يُقام بمقر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس، اليوم الخميس.
وأشار بيرول إلى أن هناك موارد كبيرة في القارة منها الطاقة الشمسية، ولكن الأرقام "محزنة للغاية"، فإجمالي الطاقة الشمسية المنتجة جنوب الصحراء الأفريقية بالكامل يساوي ثلث الطاقة الشمسية المنتجة في بريطانيا، كما أن الاستثمارات التي تُنفق لتحويل الطاقة الشمسية لطاقة كهربائية في القارة قليلة جدًا.
وأضاف أنه "عند التحدث عن التغير المناخي فإن التلوث يصيب الجميع ولكن المشكلة تكمن في الانبعاثات، وإسهام أفريقيا في الانبعاثات فقط أقل من 2%، ولكن تأثير التغير المناخي -للأسف- كبير على الشعوب الأفريقية".
ثقة بانضمام مصر
تطرّق فاتح بيرول خلال كلمته إلى انضمام مصر للوكالة، موضّحًا أنه على ثقة بأنها ستعمل بجدارة مع مفوضية الطاقة الأفريقية على ذلك، وأكد أن أفريقيا في أولوية اهتمامات الوكالة.
وأكد أن الوكالة تأخذ الموضوع الخاص بالمناخ وتحول الطاقة على محمل الجد؛ إذ إن الوضع بالنسبة إلى أفريقيا قد اختلف عما كان عليه سابقًا، موضّحًا أنه خلال العقدين المقبلين سيكون واحد من كل فردين بالعالم من أفريقيا، وسيتضاعف عدد سكان أفريقيا أكثر من عدد سكان أوروبا اليوم.
وأضاف أن ذلك يُلقي بظلاله على الطاقة؛ فـهم سيحتاجون إلى زيادة مستوى المعيشة والتطور والمدنية، بالإضافة إلى الطاقة التي ستكون في غاية الأهمية.
دعم أميركي لتحول الطاقة
شاركت في افتتاحية مؤتمر وكالة الطاقة الدولية، وزيرة الطاقة الأمريكية، جنيفر غرانهولم، التي تحدثت عن الطاقة المتجددة في أفريقيا، وأكدت دعم بلادها لجهود تحول الطاقة، مشيرة إلى أن عددًا من الحكومات الأفريقية حققت تقدمًا في هذا المجال خلال العقدين الماضيين.
واستدركت قائلةً: "لكن خلال القرن المقبل سيزداد عدد سكان القارة بشكل رهيب، وبالتالي سيتضاعف الطلب على الطاقة، ويجب ألا يؤثر هذا النمو في المناخ والأهداف الخاصة بالانبعاثات الكربونية، إذ إنه -بالاستثمارات الموجهة والدعم المنشود- ستتمكن الحكومات الأفريقية من تشييد بنية تحتية لازمة لتوفير طاقة بسعر معقول لهذا العدد المتنامي من السكان".
وأعادت الوزيرة تأكيد دعم وزارة الطاقة الأمريكية للجهود الأفريقية والمبادرات من الدعم الفني والاستشاري، موضحة أن هناك فرصًا كبيرة جاهزة تحتاج إلى العمل معًا و"الاتكاء على بعضنا بعضًا والبدء في التحول من الأفكار إلى أفعال".
طاقة أفريقيا هي المفتاح
من جانبها، أعربت مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي، الدكتورة أماني أبوزيد -خلال كلمة ألقتها في افتتاح المؤتمر- عن إيمانها بأن تناول مشكلات الطاقة في أفريقيا هو المفتاح للمناقشات العالمية.
وأشارت إلى بعض الحقائق المهمة، ومنها أن أكثر من 600 مليون مواطن أفريقي لا يحصلون على الكهرباء، و900 مليون أفريقي لا يحصلون على وسائل طهو نظيف، ومئات الآلاف يلقون حتفهم كل عام بسبب عدم حصولهم على الطاقة المناسبة.
وقالت: "يُضاف إلى ذلك أن أفريقيا تتحمل العبء الأكبر رغم أنها أقل قارة مسببة للانبعاثات وأزمات المناخ؛ فأفريقيا فيها فرص هائلة وموارد كبيرة في الطاقة مثل الغاز والنفط، والطاقات الجديدة والمتجددة".
وأشارت إلى أن الاتحاد الأفريقي يؤمن بأنه يجب عليه الإسراع من خلال الدول الأعضاء في برامج الحصول على موارد طاقة حقيقية وبسعر معقول للجميع؛ بهدف القضاء على فقر الطاقة، وأن تكون هي المحرك لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية للقارة الأفريقية.
وأكدت أبوزيد أن نقص أمن الطاقة في القارة الأفريقية تنتج عنه نزاعات، وأضافت: "لقد حددنا بعد جائحة كورونا عاملين للتعافي وهما: الطاقة والتحول الرقمي، الذي بدوره يحتاج إلى الطاقة، بالإضافة إلى دورنا في مكافحة التغير المناخي، وعلينا تحقيق التوازن بين الاثنين بالحصول على الطاقة والحفاظ على المناخ".
وأشارت إلى أن جميع الدول الأفريقية الـ55 لديها مشروعات طاقة جديدة ومتجددة، وأن هناك مشروعات مهمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومشروع طاقة باطن الأرض الحرارية الذى يقوده الاتحاد الأفريقي شرق أفريقيا، بالإضافة إلى عدة برامج أخرى.
تمويل الطاقة المتجددة في أفريقيا
أكدت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي، الدكتورة أماني أبوزيد، أن الغاز الطبيعي مهم للغاية للطهو النظيف ولتوليد الكهرباء.
وأضافت: "في الوقت الحالي ليس مناسبًا للتخلي عن الغاز؛ وذلك لإسهاماته المهمة في الطاقة النظيفة والمناخ".
وأوضحت أن أهم التحديات هي توفير التمويل وارتفاع التكلفة وعدم المساواة، كما "يجب الإسراع في توفير آليات التمويل ويجب أن يكون على أولويات موضوعات قمة المناخ المقبلة كوب 27".
وقالت إن الجميع يتحدث عن جهود كل دولة على حدة، على الرغم من أن المناخ لا يتوقف عند حدود الدول، مؤكدة أنه يجب أن يكون التعامل إقليميًا وما بين القارات.
وأشارت إلى أن هناك 24 مشروعًا إقليميًا وما بين القارات جاهزة للتمويل، مضيفة أنه في يونيو/حزيران 2021 أُطلق برنامج يهدف إلى أن تستفيد أفريقيا من كل مواردها وإنشاء شبكات ذكية لنقل الطاقة عبر القارة لرفع مستوى القارة ككل وليس دولًا منفصلة.
وختمت كلمتها بقولها إن أفريقيا تحتاج إلى 3.5 مليار دولار لتمويل برنامج الطاقة، وهي "فرصة استثمارية رائعة، لا تتوافر في أي قارة أخرى".
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر.. أوروبا تعلق آمالها على مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا
- الطاقة المتجددة في أفريقيا.. دراسة تضع مصر وجنوب أفريقيا في المقدمة
- الطاقة المتجددة في أفريقيا.. أكثر 5 دول استفادة (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- توقُّف إمدادات النفط من بحر قزوين يضع قازاخستان وأوبك+ في مأزق
- مسؤولة أوروبية تتجاهل الجزائر وتضع مصر ونيجيريا في مقدمة إمدادات الطاقة
- النفط الروسي.. كم يبلغ حجم واردات دول أوروبا؟