تقنيات الطاقة النظيفة.. 6 أسباب تدفع الحكومات لدعم الشركات الناشئة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- الدعم الحكومي ضروري لتعزيز التقنيات النظيفة.
- دعم ابتكار الشركات الناشئة يسرع عملية تحول الطاقة.
- رعاية الشركات الناشئة تعزز النمو الاقتصادي.
- تقنيات الطاقة النظيفة توفر فرصة سوقية للشركات الناشئة.
- دعم الشركات الناشئة يدعم التعافي الاقتصادي من الوباء.
دون المزيد من الابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة سيظل العالم بعيدًا عن تحقيق مستقبل منخفض الكربون، كما ترى وكالة الطاقة الدولية.
ومن أجل ذلك، تحتاج الشركات الناشئة في مجال تقنيات الطاقة النظيفة إلى المزيد من الدعم الحكومي؛ لتأمين رأس المال اللازم لاستمرارها.
وتحتاج شركات التقنيات الناشئة دائمًا إلى مزيد من رأس المال حتى تقف على أرض صلبة، بالإضافة إلى دعم الوصول إلى معدات المختبرات، وغيرها من الضروريات حتى تصل إلى الإنتاج النهائي.
وتوضح وكالة الطاقة الدولية، في تقرير حديث، 6 أسباب تشجع الحكومات على دعم الشركات الناشئة العاملة في مجال تقنيات الطاقة النظيفة.
المزيد من الابتكار
ترى وكالة الطاقة الدولية أنه دون مزيد من الابتكار، ستكون أهداف الطاقة والمناخ بعيدة المنال؛ الأمر الذي يفرض ضرورة تسريع ابتكار تقنيات الطاقة النظيفة.
ويأتي ذلك في ظل استمرار ارتفاع الطلب على الطاقة مع الزيادة السكانية المتنامية، والحاجة إلى تقليص انبعاثات القطاع التي تمثل ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
وبحسب وكالة الطاقة؛ فإن التقنيات الموجودة حاليًا لا تستطيع خفض نصف الانبعاثات اللازمة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
لذلك؛ فإن الدعم الحكومي للشركات الناشئة أمر ضروري لتحسين الأداء وتطوير تقنيات ميسورة التكلفة ومناسبة للشركات والأفراد في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
وعلى الرغم من بعض العلامات المشجعة في السنوات الـ3 الماضية؛ فقد توقف نشاط تسجيل براءات الاختراع في تقنيات الطاقة منخفضة الكربون إلى حد كبير منذ عام 2013، وفق وكالة الطاقة.
الشركات الناشئة تُسرع الابتكار
استحوذت الشركات الكبرى على غالبية ابتكارات الطاقة في الماضي، مع اعتمادها على منشآت بحثية كبيرة وأسواق واسعة لنشر تقنيات الطاقة النظيفة؛ لذلك أدّت الشركات الناشئة دورًا أصغر تاريخيًا.
ومع ذلك، أدّت اللوائح الحكومية التي تعزز اللامركزية في السوق وتولي اهتمامًا أكبر للأداء البيئي، إلى اتساع نطاق ابتكار الطاقة، وأصبحت التكنولوجيا الأصغر حجمًا، مثل الخلايا الشمسية والبطاريات، وتحديات نظام الطاقة المرتبطة بها هي التيار الرئيس، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
لذلك، فإن الحاجة الملحّة إلى تحول الطاقة تفرض على الحكومات الاهتمام المتزايد بمشروعات الشركات الناشئة، التي تحمل عبئًا أكبر على عاتقها، مع مخاوف الاستثمار في هذه المشروعات الناشئة، كونها تحمل مخاطر أكبر.
ومع ذلك، ما زالت الشركات الكبيرة مهمة للغاية في إيصال التقنيات الجديدة إلى السوق؛ إذ ارتفعت استثمارات رأس المال المخاطر بالشركات الناشئة المبتكرة في مجال الطاقة في السنوات الأخيرة لتصل إلى 5 مليارات دولار خلال عام 2020.
نقص التمويل
ترى وكالة الطاقة الدولية أن شركات تكنولوجيا الطاقة تعاني نقص رأس المال الخاص؛ ما قد يُعطل تقنيات الطاقة النظيفة، وهو ما يتطلب دعمًا حكوميًا.
ويأتي ذلك في ظل حاجة تقنيات الطاقة النظيفة إلى سنوات عديدة للتطوير، في حين يتطلب نموذج رأس المال المخاطر -الذي ظهر أساسًا لدعم الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات- إعادة رأس المال إلى المستثمرين في غضون 5 سنوات غالبًا.
وعلاوة على ذلك، يجب على مطوري تقنيات الطاقة في كثير من الأحيان التغلب على العديد من العقبات التقنية والتجارية والتنظيمية لتصبح أعمالًا مستدامة.
وتتمثل إحدى هذه العقبات في الوقت الطويل المستغرق لتنفيذ السياسات الحكومية الأساسية لإنشاء السوق التي ستعتمد عليها معظم هذه الشركات الناشئة في نهاية المطاف لجذب العملاء.
رعاية الشركات الناشئة تعزز النمو الاقتصادي
تُعَد سياسة الدعم الحكومي للابتكار في مجال الطاقة مهمة بصفة خاصة، لتعزيز النمو الاقتصادي، من خلال رعاية الشركات الناشئة حتى تتوسع، وهنا توفر المزيد من فرص العمل، وفق وكالة الطاقة الدولية.
لذلك تهدف الحكومات، بما في ذلك الحكومات المحلية، إلى مساعدة الشركات الناشئة المبتكرة على توسيع أعمالها لتصبح جزءًا كبيرًا من العمليات في المنطقة، ومن ثم يبدأ المجتمع في الاستفادة من فرص العمل في التصنيع والمبيعات وخدمة ما بعد البيع.
وحتى الوصول إلى هذا التوسع الكبير؛ فإن الشركات الناشئة تجذب وظائف للمهندسين ومطوري الأعمال وغيرهم.
وبالإضافة إلى تقديم الدعم المباشر لأصحاب المشروعات الفردية، تعزز الحكومات فكرة إنشاء أنظمة بيئية للابتكار قادرة على المنافسة في مجالات التكنولوجيا.
فرصة سوقية كبيرة للشركات الناشئة
يشير سيناريو وكالة الطاقة الدولية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 إلى أن الاستثمارات السنوية في الطاقة النظيفة يجب أن تزيد على 3 أمثالها في الوقت الحالي لتصل إلى 4 تريليونات دولار بحلول عام 2030.
وترى وكالة الطاقة أن هذه الاستثمارات لن تعزز التحول إلى الطاقة النظيفة فحسب، بل ستوفر فرصًا سوقية غير مسبوقة لمصنعي المعدات ومقدمي الخدمات والمطورين، وغيرهم في سلسلة توريد الطاقة النظيفة بأكملها.
وتمثل أسواق توربينات الرياح والألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم أيون والمحللات الكهربائية وخلايا الوقود مجتمعة فرصة سوقية تراكمية قدرها 27 تريليون دولار بحلول منتصف القرن.
وهذه فرصة كبيرة لجميع الدول، بما في ذلك الشركات المبتكرة في البلدان النامية، لتصبح جزءًا من سلاسل القيمة الناشئة التي لديها إمكانات مستقبلية هائلة.
وتُعَد منطقة آسيا والمحيط الهادئ موطنًا لنحو 45% من السوق المقدرة لتقنيات الطاقة النظيفة حتى عام 2050، وفق التقرير.
دعم ريادة الأعمال في الطاقة النظيفة
يظهر دعم ريادة الأعمال في مجال الطاقة النظيفة -التركيز على مشروع معين وتوفير الموارد اللازمة له- بصفته فرصة للتعافي الاقتصادي من جائحة كورونا.
ومن الممكن أن تحفز الحكومات النمو الاقتصادي من خلال دعم الاستثمار في الشركات الناشئة التي يمكن أن تكون بذرة النمو الاقتصادي المحلي.
ومنذ منتصف عام 2020، تضمّنت الخطط الحكومية استثمارات في مجالات تقنيات الطاقة النظيفة التي تهدف إلى تحقيق النمو المستدام، بعد أن تضررت الشركات الصغيرة والمتوسطة جراء تداعيات الوباء.
ويمكن للحكومات تقديم الدعم من خلال تمويل البحث والتطوير، كما يمكنها مساعدة الشركات في المراحل المبكرة لتصبح سريعًا جذابة لمستثمري رأس المال المخاطر ورأس المال الخاص.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تدعو صانعي السيارات للاستثمار في التقنيات النظيفة
- استثمارات الطاقة النظيفة المحتملة لا تكفي لتحقيق الحياد الكربوني (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- هل فشل جونسون في إقناع الإمارات والسعودية بزيادة إنتاج النفط؟ (تقرير)
- 3 عوامل تهدد إمدادات الغاز إلى تايلاند.. غزو أوكرانيا أبرزها