نائب حاكم البنك المركزي الأسترالي يستقيل ليُسهِم في تحول الطاقة
والمليارديران بروكس وفورست يرفعان رأسمال مشروع طاقة شمسية ضخم
حياة حسين
حظيت قضية تغير المناخ وتحول الطاقة في أستراليا بدعم مالي وخبرات مصرفية، من خلال إعلان أهم رجلي أعمال في البلاد زيادة رأسمال مشروع طاقة شمسية، واستقالة نائب حاكم الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) لينضم إلى فريق العمل.
وأعلن المليارديران الأستراليان، مايك كانون بروكس وأندرو فورست، زيادة رأسمال شركة "صن كابل" التي تنفذ مشروع طاقة شمسية عملاقًا في شمال البلاد، يُدعى "أستراليا-آسيا باورلينك"؛ ما يمكنها من التوسع في المشروع، وتدشين مشروعات طاقة شمسية أخرى فيما بعد.
وبروكس أحد أثرى أثرياء أستراليا بثروة تزيد على 20 مليار دولار أميركي، ويعمل في قطاع التكنولوجيا، ولديه اهتمام خاص بمشكلات البيئة وتغير المناخ وتحول الطاقة، وأعلن مؤخرًا تبرعات كبيرة مع زوجته لدعم التكيف مع أزماته.
بينما يُعد فورست من رواد الأعمال المرموقين، الذي يعمل في قطاع المناجم.
استقالة نائب الحاكم
استقال نائب حاكم الاحتياطي الفيدرالي الأسترالي، غاي دبلي، قبل أيام، لينضم إلى فريق عمل شركة أندرو فورست للاستثمار، وهي الذراع الاستثمارية لمجموعة شركات رجل الأعمال أندرو فورست، التي ستشارك في تمويل محطة الطاقة الشمسية العملاقة في شمال البلاد، وهي من مشروعات تحول الطاقة.
ورغم أن دبلي -وهو صديق شخصي لفورست- كان المرشح الأوفر حظًا ليكون حاكم الاحتياطي الفيدرالي، خلفًا للحالي، فيليب لوي؛ فإنه فضّل الانضمام لفريق العمل بسبب إيمانه بضرورة علاج أزمة تغير المناخ، من خلال تحقيق تحول الطاقة في أستراليا.
وقال دبلي، في بيان عقب استقالته المفاجئة من الاحتياطي الفيدرالي: "إن تغير المناخ له آثار عميقة في أستراليا، سواء جغرافيًا أو على مستوى نشاط الأعمال والمجتمع ككل".
ويساعد دبلي، الذي تولّى رئيس المكتب المالي في شركة أندرو فورست للاستثمار، في إنتاج 15 مليون طن من الهيدروجين الأخضر من مشروعات الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وأضاف دبلي أن "أستراليا لديها تاريخ طويل مدته عقود في تصدير الطاقة، وهي تمتلك إمكانات تؤهلها لتواصل صادرات الطاقة من خلال الطاقة المتجددة بدلًا من الوقود الأحفوري كثيف الانبعاثات الكربونية، وتحقيق تحول الطاقة".
إنتاج الفحم
تُعَد أستراليا من كبار منتجي الفحم في العالم، كما أنها ثاني أكبر مُصدر للخام الأكثر تلويثًا للبيئة، ومحليًا هو أكبر مصدر لتوليد الكهرباء.
وقال حاكم الاحتياطي الفيدرالي الأسترالي الحالي: "إنهم يرغبون في معرفة فرص أستراليا في مجال الطاقة المتجددة، والمخاطر التي تواجهها البلاد في الوقت ذاته.. لقد استقال دبلي للمشاركة في هذه الفرص".
يُذكر أن كلًا من الاحتياطي الفيدرالي وهيئة تنظيم تشريعات التحوط عملا، المدة الماضية، على وضع إطار عمل لمسألة تحول الطاقة في أستراليا، من خلال معايير السوق، وتقييم الأسعار والمخاطر، إضافة إلى مستوى تغير المناخ، وآثاره التي يمكن أن تواجهها البلاد، وفق لوي.
وأضاف لوي: "إننا نحتاج إلى تزويد الأشخاص الذين يرغبون في اتخاذ قرارات متعلقة برؤوس الأموال بالمعلومات اللازمة، والجيدة.. وأستراليا تستطيع أن تمتلك فرصًا خيالية في هذه المنطقة -يقصد الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح- وهذا تحدٍّ ضخم يواجهنا في المستقبل".
مليارديران أستراليان
يرفع المليارديران الأستراليان، مايك كانون بروكس وأندرو فورست، رأسمال شركة صن كابل، التي تنفذ مشروع طاقة شمسية ضخمًا في شمال البلاد، بنحو 250 مليون دولار أميركي؛ ما يُسهِم في توليد نحو 17-20 غيغاواط.
وتنفذ الشركة مشروع الطاقة الشمسية الضخم فوق مزرعة مواشٍ في منطقة "نيوكاسل واترز".
وتُعد محطة الطاقة الشمسية أحد مشروعات الطاقة المتجددة في تلك المنطقة، التي تمتد على مساحة 12 ألف هكتار، وتضم-أيضًا- بطارية تخزين الطاقة بسعة 36-42 غيغاواط/ساعة.
وعلّق الرئيس التنفيذي لصن كابل، دايفيد غريفن، قائلًا: "إن التمويل الأخير سيساعدنا على إتمام الإغلاق المالي لمشروع أستراليا-آسيا باورلينك.. أيضًا يساعدنا على تطوير أعمالنا على نطاق أوسع؛ لأن مهمتنا هي تزويد المناطق ذات مصادر الطاقة المنخفضة بالكهرباء من المناطق الغنية بها".
وأضاف أن الشركة تخطط لتدشين مشروعات طاقة شمسية أخرى، في أستراليا وخارجها، مستفيدة من خبرتها الفنية التي طورتها خلال السنوات الـ4 الماضية.
وقال: "هناك معلومات كثيرة إضافية سنعلنها خلال الأشهر القليلة المقبلة".
عرض الاستحواذ
نفى الرئيس التنفيذي لشركة صن كابل الأسترالية وجود صلة لشركته بعرض الاستحواذ العدائي الذي قدمه الملياردير مايك كانون بروكس مع شركة بروك فيلد، لشركة "إيه جي إل إنرجي" للطاقة بقيمة 3.5 مليار دولار، ورفضته الأخيرة الأسبوع الماضي.
وقالت بروك فيلد وكانون-بروكس، قبل رفض عرض الاستحواذ من إيه جي إل بسبب انخفاض قيمة السهم في العرض، إنهما يستهدفان تسريع الوصول إلى مصادر طاقة أرخص صديقة للبيئة؛ إذ تُعَد الشركة الأكثر تلويثًا في أستراليا، وتمثل انبعاثاتها الكربونية 8% من إجمالي الانبعاثات في البلاد، وفق صحيفة وول ستريت جورنال، قبل 3 أسابيع.
من جهته علّق بروكس قائلًا: "إنها خطوة أخرى لتحويل مشروع صادرات الطاقة المتجددة الأسترالية إلى حقيقة مستقبلًا.. بينما نطور مشروعات أخرى، نستطيع أن نزود العالم بالكهرباء النظيفة، وصن كابل تستطيع تسخير الطبيعة لذلك".
وتابع: "إن رؤية صن كابل تعمل على تعظيم قدرات أستراليا لتصبح من قادة العالم في توليد وتصدير كهرباء متجددة، وتحقيق الحياد الكربوني.. أنا فخور بأنني من مستثمريها، وضمن فريقها ورؤيتها".
جنوب أستراليا
تعمل صن كابل ومليارديرا أستراليا على تطوير مشروعات طاقة شمسية عملاقة في شمال البلاد، بينما أصبحت ولاية جنوب أستراليا رائدة عالميًا في استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية؛ إذ تمكنت من تحقيق مستويات قياسية بلغت 142.3% في أحد أيام الثلث الأخير من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك بفضل تطبيق بروتوكولات الشبكة الجديدة.
موضوعات متعلقة..
- أستراليا تحتضن أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في نصف الكرة الجنوبي
-
الطاقة المتجددة في أستراليا تترقب نتائج الانتخابات للانطلاق بعيدًا عن الفحم
-
رقم قياسي تحققه الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جنوب أستراليا
اقرأ أيضًا..
- رئيس وزراء بريطانيا يحاول إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط
-
مصر تبحث تأمين تمويل واردات الوقود لتجنب تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية