روسيا تغازل الهند وتتوسع في نيودلهي بصادرات نفطية قيمتها مليار دولار
ردًا على الحظر الأميركي لإمداداتها من الطاقة
هبة مصطفى
بينما تواجه روسيا عقوبات دولية إثر غزوها أوكرانيا منذ ما يزيد على أسبوعين، تسعى لإيجاد مخرج -عبر الهند- من حصار شحناتها النفطية وتكدسها في المواني.
ورغم التصعيد الأميركي ضد ممارسات روسيا، وفرض حظر على واردات النفط والغاز الروسية من قبل الرئيس جو بايدن، فإن موسكو تسعى لفتح آفاق جديدة لإنتاجها النفطي.
وكانت أميركا والمملكة المتحدة قد أعلنتا إجراءات عقابية تصعيدية، الأسبوع الماضي، شملت حظر واردات الطاقة الروسية بالمواني الأميركية، وعزم بريطانيا التخلص نهائيًا من الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية بحلول نهاية العام الجاري.
روسيا تتوسع في الهند
أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، اقتراب صادرات منتجات النفط الروسية إلى الهند من مليار دولار، كاشفًا وجود خطط لزيادة تلك الصادرات خلال المدة المقبلة.
وخاطب نوفاك وزير الطاقة الهندي، هارديب سينغ، مشيرًا إلى اهتمام روسيا بالتوسع في شبكة المبيعات بالهند، وتعزيز الاستثمارات الهندية في قطاع النفط والغاز بموسكو، وفقًا لما ورد في بيان للسفارة الروسية بالهند مساء أمس الجمعة 11 مارس/آذار الجاري.
وأوضح أنه بخلاف التعاون في قطاع النفط والغاز، وخطط زيادة الصادرات للهند، لفت نوفاك إلى طموح بلاده لتعزيز التعاون مع نيودلهي في مجال الطاقة النووية المدنية، ومن ضمنه بناء وحدات بمحطة مدينة كودانكولام للطاقة النووية الواقعة جنوب الهند.
ويربط روسيا والهند تعاون نفطي على مستوى الشركات، إذ امتدت ملكية بعض الشركات الهندية الحكومية إلى حصص في بعض حقول النفط والغاز الروسية، وتعكف على شراء شحنات نفطية منها، وفق رويترز.
كما تحظى عملاق النفط والغاز الروسي "روسنفط" بحصة أغلبية في شركة نايارا إنرجي الخاصة التي تدير ثاني أكبر مصافي النفط في البلاد.
- العقوبات الأوروبية على روسنفط تهدد مشروعاتها في الهند
- روسيا توقع اتفاقية مع الهند لزيادة إمدادات الفحم
- خط أنابيب بحر قزوين.. هل يكون ملجأ روسيا للتحايل على قرار بايدن؟
توقيت التوسع
يأتي إبداء رغبة روسيا في إجراء توسعات استثمارية مع الهند في قطاع النفط والغاز، في حين تواجه شحناتها النفطية حصارًا بعد عزوف المشترين عن شرائها خشية الوقوع -بطريقة غير مباشرة- تحت طائلة العقوبات الدولية، ما تسبب في تكدس الشحنات النفطية في المواني الروسية.
وعلى صعيد الأسواق الدولية، تسبّب غزو روسيا لأوكرانيا في ارتفاع أسعار النفط وخام برنت إلى مستويات غير مسبوقة، كما سجلت أسعار الغاز مستويات قياسية.
ولم يقف الأمر عند زيادة أسعار النفط والغاز فقط، إذ ألقى الغزو بآثاره على أسعار الفحم التي سجلت 642 دولارًا للطن في 10 مارس/آذار الجاري، ارتفاعًا من 186 دولارًا للطن في 23 فبراير/شباط الماضي.
وجاءت تلك الزيادات مدفوعة إما بتأثير العقوبات وإما بنقص الإمدادات الذي سببه العزوف عن شراء الشحنات الروسية، ورغم أن روسيا تواجه ضررًا مباشرًا على استثماراتها وصادراتها، فإن أسواق الطاقة العالمية عمومًا والأوروبية خصوصًا تواجه اضطرابًا على مستوى الأسعار والإمدادات، في ظل النقص الفعلي للمخزونات.
اقرأ أيضًا..
- ألمانيا تسعى لشراء الغاز المسال من قطر لخفض الاعتماد على روسيا
- النفط في غانا خلال 10 سنوات.. عائدات تتجاوز 31 مليار دولار وتحديات مستقبلية (تقرير)
- هل تنقذ آسيا النفط الروسي من الحظر الأميركي والأوروبي؟