المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات النفط

تحركات سعودية ومساعي أميركية وتصريحات روسية في أسواق النفط

الوضع أضحى معقدا ومضطربا

خاص - الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • توضح تحركات السوق من الجاني ومن المجني عليه في سوق نفط تعاني فعليا
  • ارتفعت أسعار النفط بنحو 30% بعد إعلان السعودية لاجتماع عاجل معوضة تراجع الأسعار بنفس النسبة بعد انسحاب موسكو من أوبك+
  • الموقف الحالي قد يقود إلى اتفاق وقد يقود إلى خلافات وقد يخرج شركات ودول من صناعة النفط

ارتفعت أسعار النفط بعد تحركات سعودية ومساعي أميركية وتصريحات روسية، رغم زيادة المحزونات وتراجع الطلب على النفط جراء توقف الحركة تقريبا في أنحاء العالم، تفاديا لتفشي جائحة كورونا.

30% هي النسبة التي سجلتها أسعار النفط، بعد انسحاب موسكو من اتفاق أوبك+ في 6 مارس الماضي، وهي أيضا نفس النسبة التي سجلتها أسعار النفط بعد الإعلان من جانب السعودية عن اجتماع طارئ لأوبك+، يوم 2 أبريل. غير أن الحادثة الأولى كانت هبوطا والثانية ارتفاعا.

توضح تحركات السوق هنا من الجاني ومن المجني عليه، في سوق نفط تعاني، نتيجة أجندات بدأت تظهر مؤخرا على حساب ميزاينات الدول والشركات، وبالتالي المتعاملين، مثل السعي الروسي لضرب النفط الصخري، وهو ما طالب به مسؤولون روس صراحة بأن أي اتفاق لخفض الإنتاج يجب أن يتضمن النفط الصخري، وعبرت لوك أويل أمس، عن رغبتها الشديدة في اشراك الولايات المتحدة في الاتفاق المقبل، الذي كان مقررا له يوم الاثنين، وتأجل بدون ابداء أسباب، للخميس.

*دعوة السعودية

دعت السعودية الخميس لعقد اجتماع عاجل لدول أوبك+ ومجموعة من الدول الأخرى، بهدف السعي للوصول إلى اتّفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحث بالهاتف مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الخميس، أسواق الطاقة العالمية. وجاءت المكالمة بعد أن دعت الولايات المتّحدة كبار أعضاء منظّمة أوبك للعودة إلى المفاوضات.

وأوردت الوكالة الرسمية السعودية في بيان: “تودّ المملكة العربية السعودية الإشارة إلى ما بذلته خلال الفترة الماضية من جهود للوصول إلى اتّفاق في مجموعة (أوبك +) لإعادة التوازن في سوق النفط، حيث قامت بحشد التأييد لذلك من 22 دولة، من دول أوبك +، إلّا أنه تعذّر الوصول إلى اتّفاق لعدم الحصول على الإجماع”.

وبحسب الوكالة: “تأتي هذه الدعوة في إطار سعي المملكة الدائم في دعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي، وتقديرًا لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وطلب الأصدقاء في الولايات المتّحدة”.

وقفزت العقود الآجلة للنفط، نحو 30% فور تحرك السعودية، وملاء التفاؤل تعاملات المستثمرين فجأة، بعد تشاؤم وصل بالأسعار إلى حدود 20 دولارا للبرميل، واستمرت العقود الآجلة للنفط في الارتفاع، لثاني جلسة على التوالي يوم الجمعة، أخر تعاملات الأسبوع، وسجلت عقود الخام الأميركي وخام برنت كليهما أكبر مكاسبهما من حيث النسبة المئوية منذ بدء تداول عقود الخامين القياسيين، بفضل آمال بأن اتفاقا عالميا لخفض الإمدادات حول العالم قد يتم التوصل إليه الأسبوع القادم.

وفي جلسة الخميس، سجل النفط أكبر قفزة ليوم واحد في تاريخ أسواق الخام بفعل احتمالات خفض في المعروض يعادل ما يتراوح بين 10 إلى 15% من الطلب العالمي.

واستمر صعود الأسعار يوم الجمعة وقفزت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 4.17 دولار، أو 13.9%، لتسجل عند التسوية 34.11 دولار للبرميل.

وكانت عقود برنت قفزت بما يصل إلى 47% يوم الخميس، مسجلة أعلى مكاسب من حيث النسبة المئوية أثناء التعاملات في يوم واحد، قبل أن تغلق مرتفعة 21%.

وتنهي عقود برنت الأسبوع مرتفعة 36.8%، وهى أكبر مكاسبها الأسبوعية من حيث النسبة المئوية في تاريخ عقود خام القياسي العالمي.

وأنهت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط جلسة التداول مرتفعة، 3.02 دولار أو 11.93% لتسجل عند التسوية 28.34 دولار للبرميل. وتنهي عقود الخام الأميركي الأسبوع على مكاسب قدرها 31.8%، هى أيضا أكبر مكاسبها الأسبوعية على الإطلاق.

*اجتماع ترمب وشركات النفط

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن روسيا والسعودية ستتفاوضان لإنهاء حرب أسعار دفعت أسعار الخام الشهر الماضي للهبوط بأكثر من النصف. وقال ترمب أيضا إن الولايات المتحدة لم توافق على خفض إنتاجها.

قطع الرئيس الأميركي بذلك شكوكا، الجميع متأكدا حتى الآن حدوثها، وهي تخفيض الإنتاج، وذلك رغم تصريحاته، إلا أن تصريحات رسمية من البيت الأبيض أوضحت أن الأسعار الرخيصة ستجبر المنتجين على تخفيض إنتاجهم النفطي بدون إملاء من أحد.

واجتمع الرئيس دونالد ترمب مع رؤساء شركات النفط الأميركية الكبرى في البيت الأبيض أمس الجمعة، لمناقشة هبوط أسعار الخام الذي يهدد أنشطتهم.

وقال ترمب: "سنعمل على ضمان بقاء صناعة النفط في حالة جيدة"، وأبلغ ترمب رؤساء شركات النفط أن الولايات المتحدة ستشتري النفط للاحتياطي البترولي الاستراتيجي.

ووعد في الاجتماع مع رؤساء شركات النفط الأميركية في البيت الأبيض، بدراسة حزمة للبنية التحتية.

وقبيل بدء المحادثات، قال ترمب للصحفيين، وقد أحاط به وزراء ومشرعين من ولايات نفطية ورؤساء شركة نفطية كبرى مثل اكسون موبيل وشيفرون وكونتيننتال ريسورسز: "سنجتاز هذا المأزق وسنستعيد نشاط قطاعنا للطاقة". وقال إنه سيناقش آثار فيروس كورونا على صناعة النفط خلال الاجتماع.

وحث كبار المديرين التنفيذيين للنفط في الولايات المتحدة، الرئيس الأميركي، على منح صناعة النفط، إمكانية الوصول إلى البرامج الحكومية التي تهدف إلى مساعدة الشركات التي تضررت من جائحة فيروس كورونا.

وقال مايك سومرز، الرئيس التنفيذي لمعهد البترول الأميركي، الذي كان حاضراً في الاجتماع، إن ترمب كان "متجاوباً للغاية" مع هذا الطلب ولم يناقش تخفيضات إنتاج النفط. وقال سومرز: "نعمل في اقتصاد السوق، وليس مع شركات النفط المملوكة للدولة".

يهدد انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى منذ 18 عامًا، بموجة من إفلاس المنتجين في الولايات المتحدة.

وقال سومرز "لقد أجرينا محادثات إيجابية للغاية حول ضمان أن هذه الصناعة لديها السيولة التي تحتاجها لمواصلة البقاء".

على الرغم من أن المسؤولين التنفيذيين في مجال النفط لم يطلبوا "معاملة خاصة"، إلا أن سومرز قال إن شركات النفط الأصغر يجب أن تحصل على قروض إدارة الأعمال الصغيرة وأن تكون الشركات الأكبر حجماً قادرة على الاستفادة من البرامج التي تم إعدادها كجزء من حزمة التحفيز التي تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار والتي تم اعتمادها الأسبوع الماضي.

أبلغ ترمب مديري النفط خلال الاجتماع أنه متفائل بأن السعودية وروسيا ستتوصلان إلى اتفاق بينهما.

وقال سومرز: "لم تكن هناك مناقشات بشأن تخفيضات الإنتاج في الاجتماع - خارج آليات السوق ... لدينا الآلاف من المنتجين في الولايات المتحدة. ليس لدينا سلطات حكومية لإغلاق هذا النوع من الإنتاج".

ومع ذلك، سينخفض ​​إنتاج النفط الأميركي بشكل حاد بسبب انخفاض الأسعار إلى 20 دولارًا للبرميل - وهو مستوى منخفض للغاية بالنسبة للعديد من شركات النفط الأميركية للبقاء.

وأعلنت الشركات الرائدة بما في ذلك شيفرون وأوكسيدنتال بتروليوم عن تخفيضات حادة في الإنفاق وخفضت أهدافها الإنتاجية.

قال سومرز "هناك بالفعل تخفيضات في الإنتاج تحدث في الولايات المتحدة". "وستكون كبيرة ، لكنها تستند بالكامل إلى سعر النفط، وليس من تفويض حكومي".

في هذا الصدد يقول مارشال ستيفيز، محلل أسواق الطاقة في شركة IHS Markit: "لا تزال الولايات المتحدة المنتج العالمي الرئيسي، ولا تزال عند 13.0 مليون برميل يوميًا حتى الأسبوع الماضي".

من جانبه يقول أنس الحجي الخبير المستقل في الطاقة لـ MarketWatch "الدعوة لعقد اجتماع طارئ شيء، وخفض الإنتاج وتوقيت الخفض شيء آخر".

ويعتقد الحجي أن أسعار النفط ستظل منخفضة حتى لو خفضت أوبك + الإنتاج لأنه "مهما خفضوا، لا يمكنهم البيع على أي حال"، بالنظر إلى الانخفاض "الهائل" في الطلب على النفط.

*التصريحات الروسية

أمام التحرك السعودي الجاد لتوازن أسواق النفط، والمساعي الأميركية في هذا الصدد، خشية مستقبل شركات النفط الأميركية، يتبقى موقف روسيا من كل هذا، وتوضح هذه التصريحات الرسمية الموقف صراحة:

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة إن روسيا مستعدة لتخفيضات عميقة في انتاج النفط مع الولايات المتحدة وأوبك، لكنه ألقى باللوم بشكل مباشر على السعودية، القائد الفعلي لأوبك، في انهيار أسعار الخام.

ومتحدثا في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مسؤولين حكوميين روس ورؤساء شركات محلية منتجة للنفط، اقترح بوتين خفضا اجماليا لإنتاج النفط بحوالي 10 ملايين برميل يوميا، أو نحو 10% من الانتاج العالمي.

وقال بوتين "مما يؤسف له أن شركاءنا من السعودية لم يوافقوا على تمديد الاتفاق بشروطه الحالية، وانسحبوا فعليا من الاتفاق وأعلنوا عن خصومات إضافية كبيرة لنفطهم".

"هذا يحدث في وقت يشهد هبوطا حادا في الطلب كان له تأثير إضافي على انخفاض أسعار النفط وما زال يستمر في التأثير على الوضع في السوق".

وقال بوتين إن روسيا مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم، التي ليست ضمن مجموعة أوبك+.

وقال الرئيس الروسي أيضا إن موسكو ستكون راضية عن سعر للنفط عند 42 دولارا للبرميل، مضيفا أن أي تخفيضات انتاجية يجب أن تكون من مستويات الربع الأول.

حتى هنا وقبل التطرق لتصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، عن "ضرورة أن يخفض الجميع إنتاج النفط، بما في ذلك السعودية والولايات المتحدة"، قد تكون روسيا المجني عليها في أسواق النفط، وأنها غير متسببة تماما فيما آلت إليه الأوضاع حتى الآن، غير أن سعر النفط الذي يقول عنه بوتين إنه سيكون راضيا حال الوصول إليه، يوضح كم التناقض في الموقف الروسي منذاك الأزمة.

فقد أكدت روسيا في بداية الأزمة، قبل تهاوي الأسعار، أنها ستكون راضية عند مستوى 25 دولارا للبرميل لمدة 10 سنوات، والآن تريد أسعار عند 42 دولارا للبرميل، وهي المعتمدة في الميزانية، التي تأثرت بشدة جراء تراجع أسعار النفط.

الموقف الحالي والذي أضحى معقدا ومضطربا، قد يقود إلى اتفاق وقد يقود إلى تعميق الخلافات، وقد يقود إلى خروج شركات بل ودول من صناعة النفط، غير أن المؤكد أن الأسعار ستتراجع مجدد، على الأقل على المدى القصير.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق