روسيا وأوكرانياأخبار السياراتأخبار منوعةتقارير منوعةرئيسيةسياراتمنوعات

أزمة الرقائق الإلكترونية تتفاقم مع توقف شركتين أوكرانيتين عن إنتاج غاز النيون

الشركتان مسؤولتان عن نصف إنتاج العالم من النيون اللازم لصناعة الرقائق

مي مجدي

وصل تأثير الأزمة الأوكرانية في الأسواق العالمية إلى صناعة الرقائق الإلكترونية، وازداد الأمر سوءًا مع توقف إمدادات غاز النيون من الشركات الأوكرانية.

ومع دخول حرب روسيا ضد أوكرانيا يومها الـ16، اضطرت شركتان أوكرانيتان -مسؤولتان عن إنتاج قرابة نصف إمدادات العالم من المكون الرئيس لصناعة الرقائق الإلكترونية- إلى وقف عملياتهما، وسيسفر ذلك عن ارتفاع الأسعار وتفاقم أزمة نقص الرقائق.

وبلغ استهلاك النيون العالمي لإنتاج الرقائق نحو 540 طنًا متريًا، العام الماضي، حسب تقديرات شركة أبحاث السوق "تيكسيت".

توقف الإنتاج

أسفرت هجمات القوات الروسية على المدن الأوكرانية عن مقتل مدنيين وتدمير البنية التحتية، وبناءً على ذلك أوقفت شركتا "إنغاس" وكريوين" عملياتهما.

الرقائق الإلكترونية
صناعة الرقائق الإلكترونية - أرشيفية

وتوفر الشركتان من 45% إلى 54% من إنتاج غاز النيون عالميًا، وهو الغاز اللازم لأجهزة الليزر ويُستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية، وفقًا لوكالة رويترز.

ويُلقي هذا القرار بظلال قاتمة على الإنتاج العالمي للرقائق الإلكترونية، الذي يعاني نقص الإمدادات منذ جائحة كورونا؛ بعد زيادة الطلب على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وطرازات السيارات الجديدة؛ ما أجبر بعض الشركات على خفض إنتاجها.

وقال المحلل في شركة "سي إف آر إيه" لبحوث الاستثمار، أنجيلو زينو، إن الإنتاج يمكن أن يتأثر حال استمر الصراع، ويرى أن الوضع سيتفاقم إذا نضبت المخزونات بحلول الشهر المقبل، ولم توفر شركات تصنيع الرقائق احتياجاتها من مناطق أخرى.

وأشار إلى أن ذلك سيشكل عائقًا أمام سلاسل التوريد، ومن شأنه أن يؤدي إلى عدم القدرة على تصنيع المنتجات النهائية للعديد من العملاء الرئيسين.

الشركات الأوكرانية

يقع مقر شركة أنغاس في مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل القوات الروسية.

وقبل الغزو، أنتجت الشركة ما بين 15 ألفًا و20 ألف متر مكعب من النيون شهريًا لعملائها في تايوان وكوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة وألمانيا، واستُخدم 75% من هذه الكمية في صناعة الرقائق، حسب كبير المسؤولين التجاريين في الشركة، نيكولاي أفدجي.

أما شركة كريوين، التي تقع في مدينة أوديسا؛ فقد أوقفت عملياتها في 24 فبراير/شباط مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا للحفاظ على سلامة الموظفين، وفقًا لمديرة تطوير الأعمال في الشركة، لاريسا بوندارينكو.

وتُعَد الشركة الأوكرانية مسؤولة عن إنتاج قرابة 10 آلاف إلى 15 ألف متر مكعب من النيون شهريًا.

وقالت بوندارينكو إن الشركة لن تكون قادرة على تلبية طلبات شراء 13 ألف متر مكعب من النيون خلال الشهر الجاري ما لم تتوقف الهجمات.

وأوضحت أنه يمكن للشركة أن تصمد ما لا يقل عن 3 أشهر مع عملية غلق المصنع، لكن في حال تعرض المعدات للضرر، سيشكل ذلك عبئًا على الوضع المالي للشركة، وسيصعب استئناف أنشطتها.

وقالت -أيضًا- إنها ليست متأكدة من قدرة الشركة على الوصول إلى مواد خام إضافية لتنقية النيون.

عملية تصنيع الرقائق الإلكترونية في شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات
عملية تصنيع الرقائق الإلكترونية في شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات

إمدادات النيون

وفقًا لوزارة الاقتصاد التايوانية، موطن أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم (تي إس إم سي)؛ فإن الشركات التايوانية اتخذت تدابير مسبقة ولديها مخزون آمن من النيون؛ لذا فلن تكون هناك أي مشكلة في سلاسل التوريد على المدى القريب.

لكن وفقًا لمديرة شركة تيكسيت، ليتا شون روي، سيظهر أثر هذه الأزمة واضحًا على شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الصغيرة.

وقالت إن أكبر المصنعين، مثل إنتل وسامسونغ وتي إس إم سي، لديهم قوة شرائية أكبر، والقدرة على الوصول إلى مخزونات تغطي احتياجاتهم لمدة طويلة تصل إلى شهرين أو أكثر.

وأوضحت أن هناك شائعات تدور حول بحث بعض الشركات عن توفير المخزونات، وسيؤدي ذلك إلى تفاقم مشكلة في الإمدادات.

ويعد النيون الأوكراني منتجًا ثانويًا لصناعة الصلب الروسية، ورغم أن الصين تُنتج غاز النيون -أيضًا- فإن الأسعار الصينية ترتفع باستمرار.

وفي هذا الشأن، تقول مديرة تطوير الأعمال في شركة كويرين، لاريسا بوندارينكو، إن الأسعار ارتفعت بنسبة 500% عن شهر ديسمبر/كانون الأول.

وتضاعف سعر غاز النيون في الصين 4 مرات من 400 يوان (221 دولارًا أميركيًا)/متر مكعب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 1600 يوان/متر مكعب في أواخر فبراير/شباط.

(1 يوان صيني = 0.16 دولارًا أميركيًا)

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق