المقالاترئيسيةمقالات منوعةمنوعات

مقال - الرقائق الإلكترونية.. ماذا تعني لصناعة السيارات الكهربائية؟

إيمان عبدالله

اقرأ في هذا المقال

  • تستخدم الرقائق الإلكترونية في تشغيل أنظمة المعلومات والتحكم في السيارة الكهربائية.
  • تواجه أكبر شركات صناعة السيارات نقصاً في الرقائق الإلكترونية لعدد من الأسباب.
  • نقص الرقائق الإلكترونية أثر على خطط إنتاج السيارات الكهربائية على المدى الطويل.
  • من أسباب نفص الرقائق الإلكترونية إعطاء مصنّعيها الأولوية لمصنعي الهواتف الذكية الأكثر ربحًا.

بالنظر اليوم في الشوارع والطرقات نرى حضورًا متزايدًا لأعداد كبيرة من السيارات الكهربائية. في الواقع، يتوقع معظم محللي السوق أن تسجل سوق السيارات الكهربائية معدلات نمو سنوية مركبة تتراوح بين 25 و40% في السنوات العشر المقبلة.

تحتل تقنية الرقائق الإلكترونية موقع الصدارة في قيادة هذا النمو في كهربة المركبات، وهي رقائق صغيرة جدًا قد تكون أصغر من حجم علبة الثقاب، وهي مادة لا غنى عنها لجميع المنتجات الإلكترونية في حياتنا اليومية، لكن الشح العالمي في التوافر الضروري لها لصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات يشكّل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل هذه الصناعة. هذه الرقائق عبارة عن حزم مع توصيلات إلكترونية بأجهزة مختلفة مدمجة في رقاقات من السيليكون.

احتكار تايواني بامتياز

وفقاً لأحد الباحثين في مركز الأمن الأمريكي، فإن "كلّ مَن يتحكم في تصميم هذه الرقائق وإنتاجها سوف يحدد مسار القرن الحادي والعشرين".

واليوم تُعدّ تايوان مركزًا عالميًا لإنتاج الرقائق الإلكترونية، إذ تحتكر تصنيعها حول العالم من خلال شركتها العملاقة "تي إس إم سي"، وتسعى للحفاظ على سلسلة التوريد العالمية والحفاظ على درع السيليكون الخاص بها، وتقليل الاعتماد على الصين والولايات المتحدة الأمريكية والتوسع لإيجاد أسواق وشركاء تجاريين جدد مثل الاتحاد الأوروبي.

تايوان هي قلب صناعة الرقائق الإلكترونية العالمية، إذ تبلغ حصتها نحو 63% من إجمالي الحصة العالمية من الرقائق، وبلغت قيمة إنتاجها من هذه الصناعة 107,5 تريليون دولار أمريكي في عام 2020، وتمتلك شركة "تي إس إم سي" وحدها حصة سوقية عالمية تبلغ 54% من سوق تصنيع الرقائق الإلكترونية العالمية.

جدير بالذكر أن العالم يعتمد على الرقائق الإلكترونية المصنعة في تايوان بنسبة تصل إلى 90%، لذلك فإن أي خلل في سلسلة توريدها من شأنه أن يتسبّب في حدوث خسائر تُقدر بـ490 مليار دولار أمريكي لسوق المنتجات الإلكترونية العالمية!

أسباب نقص الرقائق الإلكترونية

هناك مجموعة من الآراء المختلفة حول سبب مشكلة نقص الرقائق الإلكترونية التي عصفت بسلاسل الإمداد اللازمة لصناعة السيارات الكهربائية، وبالتالي انخفاض في مبيعات السيارات.

يرى بعض المحللين أنه بسبب جائحة كوفيد-19 زاد الطلب على أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب، فقد تحوّل التعليم إلى افتراضي عن بُعد، وكذلك التعليم والعمل من المنزل. وعندما انتعش الطلب في سوق السيارات الكهربائية مدفوعًا بالحوافز الحكومية والسياسات التفضيلية، عندها اكتشف مصنعو السيارات أن مصنعي الرقائق الإلكترونية قد أعادوا تعديل إنتاجهم لتلبية الطلبات من الصناعات الإلكترونية التي شهدت طفرة خلال مدة الجائحة الصحية.

الرقائق ومستقبل صناعة السيارة الكهربائية

يُسهم النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية في عرقلة عملية خطط التوسع في التحول إلى السيارات الكهربائية بديلًا للأخرى ذات محرك الاحتراق الداخلي.

في شهر فبراير/شباط 2021م، وجّه وزير الاقتصاد الألماني رسالة إلى نظيره التايواني، حثه فيها على ضرورة زيادة تايوان إنتاجها من الرقائق الإلكترونية، مشددًا على العواقب الوخيمة التي ستواجه قطاع صناعة السيارات الكهربائية في ألمانيا.

كما أعلنت شركة تصنيع السيارات الأمريكية (فورد) أن مبيعاتها في شهر يوليو/تموز 2021 تراجعت بنسبة 27% على أساس سنوي، بسبب شح الإمدادات من الرقائق الإلكترونية، وتتوقع الشركة أن تخسر نحو عُشر إنتاجها المخطط له في النصف الثاني من هذا العام 2021، ما يعني أنها ستنتج نحو 1,1 مليون سيارة أقل في هذا العام (إذ أثّر نقص الرقائق سلبًا على أرباح تشغيلها السنوية بخسارة نحو 2,5 مليار دولار).

وحذّر الرئيس التنفيذي لشركة تسلا -أيضًا- من نقص الإمدادات في الرقائق الإلكترونية على مستقبل صناعة السيارات الكهربائية، ووصف الأمر بالخطير الذي قد يؤخّر ثورة هذه الصناعة!

وأعلنت عدد من شركات السيارات العالمية خططها للتحول من تصنيع السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي، إلى السيارات الكهربائية، على سبيل المثال: أعلنت شركة نيسان إنشاء مصنع ضخم للبطارية الكهربائية بقيمة مليار جنيه إسترليني، وتخطط شركة جنرال موتورز للتحول إلى السيارات الكهربائية بحلول 2035 من خلال طرح 30 طرازًا للسيارة.

ومؤخرًا، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن قرارًا يفضي بأن تكون نصف السيارات الجديدة المبيعة في الولايات المتحدة الأميركية سيارات كهربائية بحلول عام 2030.

ويُسهم قطاع النقل في نحو 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة الأمريكية. وللتقليل من مخاطر نقص الرقائق بدأت بعض شركات صناعة السيارات -مثل رينو الفرنسية- فرز رقائقها، والاحتفاظ بها لطرازات السيارات الكهربائية الفارهة التي تحقق ربحًا كبيرًا.

* إيمان عبدالله - باحثة وكاتبة متخصصة في شؤون الطاقة

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق