مصافي النفط في العراق.. خطة طموحة لخفض فاتورة استيراد الوقود
تخطط بغداد لتحقيق الاكتفاء الذائي من المشتقات النفطية، من خلال إنشاء وتطوير عدد من مصافي النفط في العراق.
ويعاني ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك من عجز شديد في المنتجات النفطية المكررة، والتي تكلف البلاد نحو 5 مليارات دولار سنويًا، من بينها نحو 3.5 مليار دولار لاستيراد البنزين وزيت الغاز "الديزل"، لذا يخطط للتوسع في مشروعات مصافي النفط.
وكشفت شركة مصافي الشمال التابعة لوزارة النفط، اليوم الأربعاء، بالأرقام عن المشروعات الجديدة لإنشاء مصافٍ ووحدات تكرير، ضمن خطط الاعتماد على الإنتاج المحلي لسدّ الطلب على المنتجات النفطية.
مصافي شمال العراق
قال مدير عامّ مصافي الشمال قاسم حسين: إن "هناك خطة لإنشاء مصافٍ جديدة وإعمار المصافي المتبقية، إذ ستُنشَأ وحدتا تكرير نفط خام في مصفاة حديثة بطاقة كلّية مقدارها 20 ألف برميل يوميًا لرفع الطاقة الكلّية لمصفاة حديثة إلى 36 ألف برميل يوميًا".
وأشار إلى أن الوحدتين قيد الإنشاء، ومن المأمول إنجازهما مطلع العام المقبل، إضافة إلى إنشاء وحدة تكرير تعمل على نفط خام القيارة الثقيل ومخصصة لإنتاج الأسفلت، وهي قيد الدراسة حاليًا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.
كان وزير النفط العراقي قد أكد أن المشروعات الجديدة التي تُنَفَّذ في قطاع التكرير تعمل على تخفيض استيراد المشتقات النفطية بنسبة 90% مع نهاية عام 2022.
قطاع مصافي النفط في العراق
أكد قاسم حسين أن خطة الاستثمار في قطاع مصافي النفط تشمل إنشاء مصفاة كركوك الاستثماري الجديد بطاقة 75 ألف برميل يوميًا، وهو قيد الحصول لى موافقة دوائر محافظة كركوك من أجل البدء في التنفيذ.
وأضاف أن الخطة تشمل أيضًا إنشاء مصفاة حديثة الاستثماري بطاقة 70 ألف برميل يوميًا، وهو قيد إنهاء إجراءات الإحالة والمراجعة، فضلًا عن إنشاء مصفاة القيارة الاستثمارية بطاقة 70 ألف برميل يوميًا.
وأشار إلى توقيع اتفاق أوّلي مع شركتين عالميتين من أجل إعداد جميع المتطلبات الفنية لمصفاة القيارة.
تحسين البنزين والنافثا
أوضح مدير عامّ مصافي الشمال أن شركته تعتزم إنشاء مشروع وحدة التكرير الرابعة في مصفاة الصينية ووحدة التكرير الثالثة في مصفاة الكسك بطاقة 10 ألف برميل يوميًا لكل منهما، وهو مشروع قيد إعداد الدراسة الفنية، إضافة إلى إنشاء مشروع وحدتي هدرجة النافثا وتحسين البنزين في كركوك، وهو مشروع استثماري بطاقة 12 ألف برميل يوميًا، وهو قيد الانشاء حالياً.
وتشمل المشروعات أيضًا -حسب قاسم حسين- إنشاء مشروع وحدتي هدرجة النافثا وتحسين البنزين في مصفاة حديثة بطاقة 10 آلاف برميل يوميًا، وهو قيد الإحالة حاليًا على شركة عالمية متخصصة.
وأشار إلى أن هناك مشروعًا لإعمار وتأهيل مصفاة الشمال بطاقة 150 ألف برميل يوميًا، وهو الآن قيد الإحالة على عدد من الشركات العالمية المتخصصة، فضلًا عن مشروع إعمار وتأهيل مصفاة الدهون -الخط الثاني- بطاقة 125 طنًا سنويًا، وهو مشروع قيد إعداد متطلبات التأهيل.
انبعاثات المصافي
أوضح المسؤول العرافي أن مسؤولية استغلال الغاز الحصصي في حقول كركوك أو أيّ حقول أخرى تقع على عاتق شركات الاستخراج، وفيما يخصّ حقول كركوك فهو من مسؤولية شركة نفط الشمال.
وأضاف أن ما يتعلق بالغازات المنبعثة من المصافي نتيجة أعمال التكرير، فقد كانت شركته سبّاقة في المجال لغرض استرجاع واستغلال غازات الشعلة، وتمّ التوصل إلى عقد مع إحدى الشركات العالمية لغرض استغلال واسترجاع غازات الشعلة لغرض الإفادة منها، وتحسين الواقع البيئي، لكن أحداث داعش في العام 2014 وتوقّف المصافي في حينها حالَ دون توقيع العقد.
وأشار إلى أنه بعد التحرير واستئناف العمل باشرت الشركة بإعداد الخطط اللازمة لغرض استرجاع واستغلال غازات الشعلة، ومنها مشروع استرجاع واستغلال غازات الشعلة في مصفاة كركوك، وهو قيد استدراج العروض من شركات عالمية متخصصة.
وأضاف أن هناك مشروع استرجاع واستغلال غازات الشعلة في مصفاة صلاح الدين/1 وصلاح الدين/2، وهو قيد إعداد المتطلبات الفنية، وستُتَّخَذ خطوات الإعلان والإحالة بعد استكمال هذه المتطلبات.
وأشار إلى أن "مشروع استرجاع واستغلال غازات الشعلة في مصفاة الشمال أُدرِج ضمن جدول كميات تأهيل وإعمار مصفاة الشمال، فضلاً عن مشروع استرجاع واستغلال غازات الشعلة في مصافي الصينية والكسك وحديثة فهو قيد الدراسة حاليًا، لاستكمال متطلبات إعلانه وتنفيذه".
جدول زمني للتأهيل
لفت المسؤول عن مصافي النفط في العراق إلى أن شركة مصافي الشمال وضعت جدولًا زمنيًا للإعمار وتأهيل مصافي الشركة وتقسيم عملية الأعمال إلى 5 مراحل أساسية بسبب الأضرار الكبرى التي لحقت بالمصفاة والبُنى التحتية له.
وكشف عن إنجاز أعمال المراحل الأولى والثانية والثالثة، إضافة إلى إعمار وتأهيل الوحدات التشغيلية في مصفاة صلاح الدين/1 وصلاح الدين/2 والوحدات الفنية والخدمية والبنى التحتية وبطاقة مقدارها 140 ألف برميل يوميًا.
وأضاف أن المعوقات التي تمنع عودة خطوط الانتاج بكامل طاقاتها هي التي تتعلق بتحديد حصة الشركة من النفط الخام، إضافة إلى وجود أعمال صيانة على المصفاتين لكون إعمارهما تمّ حسب المسار الحرج الذي يتطلب إعمار وتأهيل المصفاتين بالإمكانات المتاحة للشركة المعتمد على الجهد الذاتي للشركة والمتوفر من المواد.
وأكد أنه "خلال العام الحالي ستُعالَج جميع نقاط الاختناق"، موضحًا أن ما يخصّ المراحل المتبقية من عملية الإعمار فقد باشرت شركته بتنفيذ إعمار بقية المراحل، وحسب الخطة الموضوعة لذلك، والتخصيصات المالية المتوفرة.
موضوعات متعلقة..
- العراق يخطّط لزيادة إنتاج النفط من مصافي الشمال
- تكرير النفط الخام في مصفاة البصرة العراقية مستقر عند 210 آلاف برميل يوميًا
اقرأ أيضًا..
- شحنات النفط الروسي عالقة في البحر تبحث عن مشترين
- أنس الحجي يكشف السر وراء قرار حظر النفط الروسي وماذا تفعل أوبك+؟ (فيديو)