رئيس أرامكو السعودية: أزمة الطاقة العالمية تزداد سوءًا
أمين الناصر: الوضع الحالي يكشف تأثير الجغرافيا السياسية في خطط تحول الطاقة
أحمد بدر
كشف الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر أن العالم لا يملك سوى نحو مليوني برميل يوميًا من "الطاقة الاحتياطية الفاعلة" لإنتاج المزيد من النفط الخام.
يأتي ذلك في حين يتزايد الطلب العالمي على النفط، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا والمخاوف التي تمتد إلى ما بعد ارتفاع الأسعار غير المسبوق الذي تشهده أسواق الطاقة حاليًا.
ونقل موقع "إس أند بي غلوبال بلاتس" عن الرئيس التنفيذي للشركة السعودية، قوله -خلال حضوره فعاليات أسبوع سيرا في هيوستن الأميركية- إن هناك أزمة تتعلق بأمن الطاقة حاليًا.
وتأتي تعليقات أمين الناصر تزامنًا مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن خطته لفرض حظر أميركي على واردات النفط الروسية.
- عاجل.. بايدن يعلن حظر واردات النفط والغاز الروسية
- أسبوع سيرا.. قادة صناعة النفط يكشفون السر الحقيقي وراء أزمة الطاقة العالمية
وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط ليقترب من 130 دولارًا للبرميل، بدءًا من الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش، اليوم الثلاثاء 8 مارس/آذار.
فشل عالمي واستثمار ضعيف
قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، إن العالم فشل في استثمار ما يكفي من المال في النفط والغاز في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الرسائل المختلطة حول تحول الطاقة، وها هو الآن في أزمة، بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم المشكلات القائمة.
وأضاف الناصر: "هذا تذكير قاتم بالتأثير الذي يمكن أن تحدثه الجغرافيا السياسية على خطط تحول الطاقة الهشة"، مشيرًا إلى أن الوضع المأساوي الذي يتكشف في أوكرانيا يزيد أزمة الطاقة العالمية سوءًا.
وأوضح أنه حتى إذا استخدمت أرامكو السعودية والشركات الأخرى كل الطاقة الفائضة لديها، فإن أحجام الإنتاج المرتفعة ستكون مؤقتة بسبب معدلات التراجع الأسرع، وهذا هو السبب في أن أرامكو تستثمر لزيادة طاقتها الفائضة، لكن الأمر سيستغرق حتى عام 2027 لإضافة نحو مليون برميل يوميًا.
ولفت الناصر إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات في النفط والغاز للمساعدة في "إزالة الكربون" من عملية الإنتاج، إذ إنه "مع قلة الاستثمارات نكون مطالبين بزيادة الإنتاج"، حسبما نقلت عنه رويترز.
وأعلنت أرامكو وغيرها من المنتجين الرئيسين في مبادرة مناخ النفط والغاز خططهم، يوم الثلاثاء 8 مارس/آذار، لتصفير انبعاثات غاز الميثان، في عمليات النفط والغاز بحلول عام 2030.
أميركا والنفط الروسي
قالت بيانات أولية لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن الولايات المتحدة استوردت -منذ 28 فبراير/شباط- 84 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الروسي، وهو أقل من أعلى مستوى وصل إليه مؤخرًا عند 362 ألف برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 11 يونيو/حزيران 2021.
واشترت الولايات المتحدة 672 ألف برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات المكررة الروسية في 2021، معظمها من زيت غاز وزيوت غير مكتملة، في حين بلغ متوسط تدفقات الخام الروسي إلى الولايات المتحدة 199 ألف برميل يوميًا العام نفسه، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.
وتُعد أوروبا أكبر سوق للنفط الروسي، إذ تستهلك 2.7 مليون برميل يوميًا من النفط الخام ومليون برميل أخرى من الخام والمنتجات غير المكتملة، وفقًا لبيانات إس أند بي غلوبال كوميديتي.
وعلق رئيس قسم تحليل إمدادات النفط والإنتاج في ستاندرد أند بورز غلوبال، شين كيم، على الأمر قائلًا: "لا توجد مصادر كافية للإمدادات الإضافية لتغطية خسارة كبيرة مطولة من النفط الروسي، لا سيما واردات النفط الروسية البالغة 4 ملايين برميل يوميًا إلى أوروبا".
وأضاف: "يمكن أن تضيف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة 1.5 مليونًا إلى مليوني برميل يوميًا مجتمعة إذا شغلتا طاقتهما الإنتاجية الكاملة، لكن من المحتمل ألا تستمر هذه الكميات لمدة طويلة من الوقت".
اقرأ أيضًا..
- احتياطي النفط الإستراتيجي يواصل الانخفاض بعد السحوبات الأميركية (تقرير)
- قطاع النفط الليبي يخسر 80 مليون دولار في يومين
- أكبر 5 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. مصر والمغرب في المقدمة