طاقة متجددةأخبار الطاقة المتجددةرئيسية

جزيرة للطاقة المتجددة في بحر الشمال.. مشروع عالمي عملاق

بالتعاون بين المملكة المتحدة وبلجيكا

مي مجدي

تقترب فكرة تحويل بحر الشمال مركزًا للطاقة المتجددة من التحقق يومًا بعد يوم مع إعلان المملكة المتحدة وبلجيكا خططهما لبناء جزيرة للطاقة المتجددة تزوّد أوروبا بالكهرباء.

فخلال الأسبوع الماضي، وقّع وزير الطاقة البريطاني، غريغ هاندز، ووزيرة الطاقة البلجيكية، تيني فان دير سترايتين، اتفاقية تعاون في قطاع الطاقة، تشمل الربط الكهربائي والاستفادة من طاقة الرياح البحرية، واستخدام الهيدروجين منخفض الكربون، إلى جانب احتجاز الكربون وتخزينه، حسب موقع رنيو إكونمي.

وتأتي الاتفاقية بعد التعاون الثنائي المشترك الذي وقعه رئيس الوزراء بوريس جونسون ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وأقر الطرفان أهمية الشراكة بين المملكة المتحدة وبلجيكا في قطاع الطاقة.

تعزيز أمن الطاقة

عقبت وزيرة الطاقة البلجيكية، تيني فان دير سترايتين، على الحدث الفريد بأن البلدين يخططان لمشروع الربط البيني الثاني، إلى جانب مشروع "نيمو لينك"، الذي تبلغ قدرته غيغاواط ودخل طور التشغيل منذ عام 2019، ووصفته بأنه أحد أفضل المشروعات أداءً في العالم.

جزيرة الطاقة الدنماركية - جزيرة اصطناعية في الدنمارك
نموذج لجزيرة الطاقة

وقالت إن الربط الجديد سيسمح بتبادل الكهرباء مباشرة بين البلدين، إلى جانب توصيل مزارع الرياح الجديدة به، وترى أن المشروع يتوافق مع خطة تحويل بحر الشمال إلى مركز ضخم للطاقة المستدامة.

أما وزير الطاقة البريطاني غريغ هاندز فأوضح أن الاتفاقية ستُعزز أمن الطاقة بين البلدين وستخفف حدة أسعار الطاقة العالمية.

أهداف البلدين

لدى بلجيكا أهداف طموحة لبناء جزر لاستضافة البنية التحتية اللازمة لربط كميات هائلة وتبادلها من الكهرباء من طاقة الرياح المخطط لها في بحر الشمال وبحر البلطيق.

ووقعت في أواخر العام الماضي اتفاقية تعاون مع الدنمارك وألمانيا، لبدء استكشاف مواقع لبناء جزيرة للطاقة المتجددة.

وشمل ذلك اتفاقية تعاون مع شركة "إنرغنت"، وهي المشغّل الوطني الدنماركي لنظام نقل الكهرباء والغاز الطبيعي، للبحث في تطوير ربط كهربائي بين جزيرة الطاقة الدنماركية في بحر الشمال والشبكة البلجيكية.

وتأتي أحدث الاتفاقيات بين بريطانيا وبلجيكا لتؤكد أهمية هذه الخطوة لبناء نظام متداخل في المستقبل يمكنه نقل الكهرباء المتجددة بكفاءة في الأسواق الوطنية.

ولا تختلف أهداف بريطانيا كثيرًا عن بلجيكا، فهي تُعد ثاني أكبر سوق لطاقة الرياح البحرية في العالم بعد الصين، ولديها أهداف طموحة بتشغيل 40 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2040.

في حين برزت بلجيكا بوصفها دولة رائدة في هذا القطاع، وتهدف إلى إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح البحرية بقدرة 4.4 غيغاواط بحلول عام 2030.

تجربة الدنمارك

في العام الماضي، وافق البرلمان الدنماركي على بناء أول جزيرة اصطناعية للطاقة في بحر الشمال والعالم.

طاقة الرياحومن خلال هذه الخطوة، تتطلع الدنمارك لبناء أول جزيرة للطاقة المتجددة في العالم لمساعدتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء المتجددة وتصديرها.

فبمجرد تشغيل المشروع بالكامل، ستصل قدرة الجزيرة إلى 10 غيغاواط، وبالتالي ستُوفر الكهرباء النظيفة لأكثر من 10 ملايين منزل في شمال أوروبا.

هل الطاقة المتجددة حل للأزمة؟

في الوقت الراهن، تعاني أوروبا ارتفاع أسعار الطاقة وسط مخاوف نقص الإمدادات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ونظرًا إلى اعتماد الاتحاد الأوروبي على مصادر الطاقة الروسية، بدأت بعض الدول الأوروبية تخطط لاستقلال الطاقة عن روسيا كما فعلت ألمانيا، إذ دفع الوضع الحالي إلى تعزيز التحول إلى الطاقة المتجددة.

ويركز الاتحاد الأوروبي -حاليًا- على تطوير مشروعات الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء من المصادر المتجددة.

لكن الخبراء يرون أن مصادر الطاقة المتجددة ستحتاج إلى سنوات حتى تحل محل مصادر الطاقة التقليدية، كما أن أوروبا بحاجة إلى سنوات حتى تعوض غياب الغاز الروسي، الذي اعتمدت عليه لعقود طويلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق