هل يصمد قطاع الغاز في أوكرانيا أمام الغزو الروسي؟ (تقرير)
غازبروم: الإمدادات تتدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا بشكل طبيعي
أحمد بدر
مع بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية برًا وجوًا وبحرًا، في أكبر هجوم في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تجد أوكرانيا -وهي أكبر مستهلكي الغاز الروسي في أوروبا- نفسها في ورطة.
ورغم أن أوكرانيا بلد عبور رئيس للغاز الروسي إلى أوروبا، فإنها تواجه خطر تدمير بنيتها التحتية، رغم تأكيد الممثل الرسمي لشركة "غازبروم" الروسية سيرجي كوبريانوف، لوكالة تاس، أن إمدادات الغاز ستواصل تدفّقها عبر أوكرانيا بشكل طبيعي، وفقًا لاحتياجات المستهلكين من أوروبا، والتي تبلغ 83 مليون متر مكعب/يوميًا.
وحسبما نقلت وكالة رويترز عن شركة الطاقة الأوكرانية نفتوغاز، اليوم الخميس، فإن البنية التحتية للطاقة في البلاد لم تتعرض لقصف منهجي، و"الوضع تحت السيطرة" حتى الآن.
كيف تتأثر إمدادات الطاقة
وفقًا لمصادر رسمية وخبراء، فقد دُمِج نظام إمداد الغاز الطبيعي المحلي في خطوط أنابيب نقل الغاز، إذ تعتمد البلاد بشكل كبير على إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا.
وتتيح خطوط أنابيب الغاز العابر للأراضي الأوكرانية الحفاظ على المستوى الضروري من الضغط في شبكة الغاز الأوكرانية، لتزويد كل من أوروبا والمستهلكين المحليين بالغاز.
وتشير التقارير إلى أن أوكرانيا لم تستورد الغاز مباشرة من روسيا منذ 2015، لكنها تشتريه من التجار الغربيين جزءًا من الغاز الروسي الذي يمر عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا.
احتياجات أوكرانيا من الغاز
في 2021، استهلكت أوكرانيا 27.3 مليار متر مكعب من الغاز، إذ بلغ إنتاجها نحو 19.8 مليار متر مكعب، واضطرت لتعويض الفارق من خلال استيراد 2.6 مليار متر مكعب، بينما استعانت بنحو 4.9 مليار متر مكعب من الغاز من المخازن الجوفية.
واستخدمت الأسر 32% من كميات الغاز المستهلك، بيبنما استهلك منتجو الحرارة 24%، وذهبت 44% الباقية إلى قطاعات الصناعة والجيش والمستهلكين الآخرين.
ويرى الخبراء أنه إذا حافظت روسيا على نقل الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا، وظلت خطوط أنابيب نقل الغاز تعمل، فإن أوكرانيا قادرة على تزويد السكان والصناعة بالغاز، خاصة أنها تستهلك نحو 140 إلى 150 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا في موسم البرد الحالي.
وتحصل أوكرانيا على نحو 55 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز من إنتاجها، ويمكن أن تحصل على 90 مليونًا من الغاز المُخزَّن تحت الأرض، ولكن إلى متى يمكن أن تصمد؟ فالبلاد لم تستورد الغاز في الأشهر الأخيرة، لكن لديها 11.3 مليار متر مكعب من الغاز في المخازن المملوكة لشركات أوكرانية.
احتياطيات ضعيفة
بحسب مصادر مطّلعة على قطاع الغاز في أوكرانيا، فإنه حال وقف روسيا لعبور الغاز في خطوط الأنابيب أو تدميرها، فإن أوكرانيا لن تستطيع توفير الغاز للأسر والبنية التحتية الحيوية سوى لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أيام فقط.
وإذا توقف ضخّ الغاز في خطوط الأنابيب، سيبدأ المخزون في الانخفاض، ولن تكون لدى أوكرانيا كميات كافية من الغاز في المخازن للحفاظ على الضغط وتزويد المستهلكين بالغاز، بينما قالت مصادر، إن قطع إمدادات الغاز عن الصناعة قد يطيل عمر النظام لعدّة أيام.
من الناحية النظرية، حسب تحليل رويترز، يمكن استيراد الغاز بمعدل يصل إلى 40 مليون متر مكعب/يوميًا، لكن هذا الأمر صعب بسبب نقص الموارد في أوروبا ونقص الأموال لشرائه.
كما إن استبدال نوع آخر من الطاقة بالغاز، مثل الكهرباء، ممكن جزئيًا فقط، لأن الدولة تستخدم الغاز لإنتاج جزء من الكهرباء، ولديها احتياطيات غير كافية من الفحم لمحطاتها العاملة بالفحم.
إنتاج الكهرباء في أوكرانيا
وفقًا لوزارة الطاقة الأوكرانية، فإن البلاد تستهلك نحو 23 ألف ميغاواط، ولديها قدرة إضافية لإنتاج 3400 ميغاواط أخرى، بينما يُوَفَّر نحو 55% من الإنتاج من خلال 4 محطات طاقة نووية في أوكرانيا، و29% من خلال المحطات الحرارية.
ومع ذلك، يُحرَق جزء من التوليد الحراري بالغاز، ويستهلك ما يصل إلى 10 ملايين متر مكعب/يوميًا، ما يعني تأثيرًا غير مباشر لأيّ انقطاع في إمدادات الغاز.
ففي عام 2014، سيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جميع مناجم الفحم الأوكرانية تقريبًا، الأمر الذي أجبر أوكرانيا على استيراد الفحم عن طريق البحر.
وتقول الحكومة، إن شركات توليد الكهرباء لديها عقود لتوريد الفحم المستورد حتى نهاية موسم التدفئة، ومع ذلك، فإن الكميات الصغيرة من احتياطيات الفحم في المحطات الحرارية تعني أنها لا تستطيع زيادة الكميات المولدة.
كما تستورد أوكرانيا أيضًا الكهرباء من بيلاروسيا، لكن إمداداتها تعتمد على الإرادة السياسية لمينسك، حليفة روسيا، بجانب سلامة خطوط الكهرباء، لا سيما أن أوكرانيا لا تمتلك القدرة الفنية على استيراد الكهرباء من أوروبا للمستهلكين في جميع المناطق.
اقرأ أيضًا..
- تفاصيل مفاوضات توريد الغاز القطري إلى العراق (انفراد بالأرقام)
- قطر للطاقة وتوتال إنرجي تحققان اكتشافًا نفطيًا قبالة سواحل ناميبيا
- سعر سهم أرامكو يحقق مكاسب قياسية مع ارتفاع النفط لـ104 دولارات