النفط الإيراني.. هل تنضم طهران إلى اتفاق أوبك+ بعد رفع العقوبات؟
في حالة نجاح إحياء الاتفاق النووي
أحمد بدر
تعلق كثير من دول العالم آمالًا على عودة صادرات النفط الإيراني إلى الأسواق -بشكل شرعي- حال التوصُّل إلى اتفاق يحيي اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قريبة من أوبك+ قولها إن المنظمة ستعمل على دمج إيران في اتفاق تحديد الإمدادات النفطية، إذا توصلت إلى نتيجة في مباحثاتها لإحياء الاتفاق النووي، وذلك في محاولة لتجنب منافسة النفط الإيراني في حصص السوق، التي قد تضر بالأسعار.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية؛ فإنه من المتوقع أن تؤدي المحادثات -حال نجاحها- إلى رفع العقوبات الأميركية عن صادرات إيران؛ ما قد يعيد 1.3 مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني إلى السوق.
ويمكن أن يخفف ذلك من شح المعروض العالمي، ويخفف من ارتفاع الأسعار القياسي، الذي وصل إلى أقل من 100 دولار للبرميل ببضعة دولارات.
العقوبات الأميركية على إيران
بسبب تأثير العقوبات في صادراتها؛ فإن إيران معفاة من الاتفاق الحالي بين منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها من الخارج بقيادة روسيا، المعروفين باسم "أوبك+"؛ للحد من المعروض النفطي.
وقالت المصادر إن الإعفاء يسمح لإيران بزيادة الإنتاج؛ لذلك ستسعى أوبك+ إلى ضم إيران إلى الاتفاق، موضحة أنه من المرجح جدًا أن تضم أوبك إيران إلى الاتفاق؛ لأنه لا يوجد خيار آخر، ولا سيما أن التوصل إلى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي يبدو وشيكًا.
في المقابل، قال مصدر -وصفته رويترز بأنه مطلع على الخطط الإيرانية- إن طهران ستسعى أولًا إلى استعادة إنتاجها المفقود من النفط الإيراني، لكنها ستوافق على الأرجح بعد محادثات مع أوبك+ على الحصول على حصة.
وتضخ إيران حاليًا نحو 2.5 مليون برميل يوميًا؛ أي أقل بنحو 1.3 مليون برميل يوميًا مما كانت عليه في 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي، وأعاد فرض العقوبات؛ ما أدى إلى انخفاض كبير في دخل طهران من النفط.
ووفقًا للمصدر؛ فإن إيران بمجرد رفع العقوبات سترفع إنتاجها النفطي، بحسب منشآتها وقدراتها ومصالحها لتعويض ما فقدته من عائدات نفطية، مضيفًا: "في رأيي، ستحدد أوبك+ حصة لإنتاج النفط الإيراني، لكنها ستطبقها تدريجيًا، وستقبل إيران بالحصة بعد بعض المساومات لإظهار دعمها لأوبك".
"تفاؤل" بشأن إيران
عند سؤال الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، عما إذا كانت أوبك+ ستضع اتفاقية إمدادات جديدة تشمل إيران، قال: "سجل المنظمة يعطي أرضية للثقة".
وأضاف باركيندو، في تصريحات لوكالة رويترز: "بعد مرور 5 سنوات منذ إقامة الشراكة التاريخية بين أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة، والتي ساعدت على اجتياز دورتين نفطيتين، لدينا كل الأسباب للبقاء متفائلين بشكل معقول للمضي قُدمًا".
وتعمل أوبك+ على زيادة إنتاج النفط تدريجيًا، بعد إجراء تخفيضات قياسية في عام 2020 عندما انهار الطلب بسبب الوباء، لكنها فشلت في تحقيق هدفها؛ لأن بعض المنتجين لم يستثمروا أو يجروا الصيانة اللازمة لحقول النفط أثناء الوباء لإبقاء المنشآت جاهزة لزيادة الإنتاج بسرعة.
وبالنسبة للولايات المتحدة، سيكون من المنطقي رفع العقوبات عن إيران للمساعدة في خفض الأسعار، نظرًا للضغوط المحلية التي تواجهها إدارة الرئيس جو بايدن بسبب زيادة معدلات التضخم.
وقال مصدر مطلع على التفكير النفطي الروسي إن الولايات المتحدة ربما تدرس أيضًا أن أي إنتاج من إيران سيخفف من التأثير في أسواق النفط العالمية، الذي سببه الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
اقرأ أيضًا..
- بريطانيا تفشل في تحقيق الأهداف المناخية.. الاقتصاد الأخضر لم ينمُ منذ 2014
- اليابان تخطط للتوسع في استخدام الأمونيا لتوليد الكهرباء وقودًا بديلًا للفحم
- سينوك تعزز إمدادات الصين من النفط والغاز بصفقات قيمتها 13 مليار دولار