الوقود الأحفوري والزراعة.. الدعم يقارب 1.8 تريليون دولار سنويًا (دراسة)
رغم الأهداف الخضراء التي تتعهد بها الحكومات
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
لا يزال الوقود الأحفوري المستفيد الأكبر من الدعم الحكومي حول العالم، على الرغم من الأهداف الخضراء التي تتعهد بها الحكومات.
وتنفق حكومات العالم ما لا يقلّ عن 1.8 تريليون دولار سنويًا لدعم قطاعي الوقود الأحفوري والزراعة، على الرغم من أهداف مواجهة تغيّر المناخ، بحسب دراسة جديدة أجراها الباحثان المستقلان، دوج كوبلو ورونالد ستينبليك، ونقلتها صحيفة فاينانشال تايمز.
وفي قمة المناخ كوب 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفقت 200 دولة تقريبًا على الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري.
الإعانات الحكومية
تعدّ صناعة الوقود الأحفوري أكبر القطاعات المستفيدة من الدعم الحكومي، بنحو 640 مليار دولار سنويًا، بحسب الدراسة.
بينما تلقّى قطاعا الزراعة والغابات 520 و155 مليار دولار على التوالي، وفقًا للدراسة التي نقلتها الصحيفة البريطانية.
ويمثّل قطاع الزراعة وما يرتبط به من استخدام الأراضي 17% تقريبًا من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميًا، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
وخلصت الدراسة إلى أن الحكومات تنفق 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويًا على الإعانات التي تشجع الإنتاج أو الاستهلاك في هذه القطاعات شديدة التلوث.
وجدير بالذكر أن الدراسة أشارت إلى أن هذه التقديرات من المرجح أن تكون متحفظة، مع عدم الإفصاح المستمر عن الدعم الحكومي.
ومنذ عام 2010، أنفقت الحكومات أكثر من 5 تريليونات دولار، من أجل دعم استهلاك الوقود الأحفوري، وفقًا لما نقله موقع فيجوال كابتاليست، استنادًا إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية.
أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري
توضح بيانات وكالة الطاقة الدولية أن إيران كانت أكبر دولة قد قدّمت دعمًا لاستهلاك الوقود الأحفوري في عام 2019، بنحو 87.9 مليار دولار، ثم الصين والهند بمقدار 34 و33 مليار دولار على التوالي.
ويأتي استمرار دعم هذه الدول للوقود الأحفوري على الرغم من أنها ضمن الأكثر إطلاقًا لانبعاثات الكربون حول العالم؛ إذ تبلغ انبعاثات الصين 10.175 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2019، ما يجعلها في المركز الأول عالميًا.
بينما تأتي الهند في المرتبة الثالثة بانبعاثات قدرها 2.61 مليار طن، وتصدر إيران 0.780 مليار طن من انبعاثات الكربون لتكون في المركز السادس عالميًا، بحسب بيانات بروجيكت كربون غلوبال.
وقدّمت المكسيك والصين والأرجنتين أكبر دعم مباشر لمنتجي الوقود الأحفوري -بعيدًا عن الإعفاءات الضريبية- بقيمة 11.3 و3.9 و2.5 مليار دولار على التوالي، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ولم يتضمن هذا التحليل الدعم المقدّم من بعض أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز، بسبب مشكلات تتعلق بشفافية البيانات.
لماذا تدعم الحكومات الصناعات الملوثة؟
على الرغم من تعهدات الحكومات بدعم الاستثمارات الخضراء لمواجهة تداعيات أزمة تغيّر المناخ، استمرت حزم الدعم في مساعدة الصناعات الملوثة.
وبحسب الدراسة -التي نقلتها فاينانشال تايمز-، فإن الحكومات يمكن أن تكون حسنة النية -في بعض الأحيان- باستمرار دعم الوقود الأحفوري وغيرها من الصناعات الملوثة.
وتهدف الحكومات من خلال الإعانات إلى حماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار، وخاصة المجتمعات الضعيفة، لذا فإن تقليص هذا الدعم في حاجة إلى أن يأخذ ذلك في الحسبان.
موضوعات متعلقة..
- هل التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري وراء أزمة الطاقة الحالية؟
- مشروع قانون في عاصمة الطاقة الأميركية يدعم الوقود الأحفوري
اقرأ أيضًا..
- هل تجاوزت أسعار النفط 100 دولار؟.. العقود الآجلة والأسعار المؤرخة تجيب
- احتجاز الكربون.. مراكز وتقنيات توفر على الهند 20 عامًا في رحلة الحياد الكربوني