الطاقة النووية.. فرنسا تعلن إستراتيجية جديدة تستهدف بناء 6 مفاعلات
باستثمارات تصل إلى 57 مليار دولار
دينا قدري
كشف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن إستراتيجيته النووية الجديدة التي من شأنها أن تضع الطاقة النووية في صميم مساعي البلاد نحو الحياد الكربوني، مع بناء 6 مفاعلات نووية جديدة من قبل شركة كهرباء فرنسا (إي دي إف) بحلول عام 2050.
وأوضح ماكرون أن أول مفاعل جديد -وهو تطور للمفاعل الأوروبي المضغوط- سيبدأ العمل بحلول عام 2035، مضيفًا أنه سيجري إطلاق دراسات لـ8 مفاعلات أخرى بخلاف المحطات الـ6 الأولية الجديدة.
وتقدر إي دي إف تكلفة 6 مفاعلات جديدة بنحو 50 مليار يورو (57.36 مليار دولار) حسب شروط التمويل، حسبما أفادت وكالة رويترز.
إطالة عمر المحطات النووية
أعلن ماكرون -أيضًا- أنه يريد إطالة عمر المحطات النووية القديمة في أكثر دول العالم كثافة في استخدام الطاقة النووية إلى أكثر من 50 عامًا، من أكثر من 40 عامًا حاليًا لمفاعلات معينة، بشرط أن يكون ذلك آمنًا.
وشكّل قرار ماكرون لتمديد عمر المحطات النووية الحالية منعطفًا عن التعهد السابق بإغلاق أكثر من 12 مفاعلًا من أصل 56 مفاعلًا تابعة لشركة إي دي إف بحلول عام 2035.
لا يزال الأمان النووي يقسّم أوروبا بعد كارثة فوكوشيما اليابانية في عام 2011.
وقال ماكرون: "اتخذت دول معينة الخيار المتطرف بإدارة ظهرها للطاقة النووية.. وفرنسا لم تتخذ هذا الخيار".
وضغطت فرنسا بشدة من أجل تصنيف الطاقة النووية على أنها مستدامة، بموجب قواعد المفوضية الأوروبية الجديدة بشأن التمويل الأخضر.
وإذا جرت الموافقة على قواعد التصنيف الجديدة للاتحاد الأوروبي، فيجب أن تقلل من تكلفة تمويل مشروعات الطاقة النووية.
تغيّر مشهد الطاقة
كانت الطاقة النووية منخفضة التكلفة الدعامة الأساسية للاقتصاد الفرنسي منذ السبعينيات، لكن المحاولات الأخيرة لبناء مفاعلات من الجيل الجديد لتحل محل النماذج القديمة أصبحت غارقة في زيادة التكلفة والتأخير.
وتعهّد ماكرون في السابق بتقليل حجم الطاقة النووية في مزيج الطاقة، إلا أنه أعاد تفكيره من خلال أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة للحياد الكربوني في غضون 3 عقود، التي ركزت مجددًا على أشكال الطاقة التي تنبعث منها غازات الدفيئة أقل من الوقود الأحفوري، بما في ذلك الطاقة النووية.
كما أدى ارتفاع أسعار الطاقة والمخاوف بشأن اعتماد أوروبا على الغاز الروسي المستورد إلى إقناع المسؤولين الفرنسيين بحاجة المنطقة إلى مزيد من الاستقلال في مجال الطاقة.
وستزيد فرنسا أيضًا من قدرتها من الطاقة الشمسية 10 أضعاف بحلول عام 2050 إلى أكثر من 100 غيغاواط، وتستهدف بناء 50 مزرعة رياح بحرية بسعة مجمعة لا تقل عن 40 غيغاواط.
مشكلات كهرباء فرنسا
يأتي هذا الإعلان في وقت صعب بالنسبة إلى شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف" المثقلة بالديون، التي تواجه تأخيرات وتجاوزات في الميزانية لمحطات نووية جديدة في فرنسا وبريطانيا، ومشكلات تآكل في بعض مفاعلاتها القديمة.
وقال ماكرون إن الدولة ستتحمل مسؤولياتها في تأمين الموارد المالية لـ إي دي إف، مشيرًا إلى أن الحكومة قد تضخ رأس مال جديدًا في الشركة المملوكة للدولة بنسبة 84%.
وبصفة منفصلة، عدّلت إي دي إف هذا الأسبوع توقعات إنتاجها لأسطولها النووي إلى 295-315 تيراواط/ساعة مقارنةً بـ361 تيراواط ساعة في العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إغلاق المفاعل الممتد بسبب مشكلات التآكل في العديد من المفاعلات.
وإذا انخفض المستوى إلى أقل من 300 تيراواط/ساعة، فسيكون عند أدنى مستوى له منذ عام 1990.
وما يضاعف من الصعوبات التي تواجهها إي دي إف، أن ماكرون أمر الشركة ببيع المزيد من الطاقة الرخيصة إلى المنافسين، وهي خطوة من شأنها أن تخفض أرباح الشركة الأساسية لعام 2022 بنحو 8 مليارات يورو (9.17 مليار دولار).
موضوعات متعلقة..
- استثمارات الطاقة النووية قد تتجاوز 90 مليار دولار بحلول 2023 (تقرير)
- الطاقة النووية.. هل تستطيع مفاعلات الجيل الرابع منافسة مصادر الطاقة المتجددة؟
- الطاقة النووية.. خيارات أوروبا لتحقيق الحياد الكربوني باهظة الثمن
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط العالمية تهبط 31 مليون برميل خلال ديسمبر
- أزمة روسيا وأوكرانيا تهدد 30% من الطلب الأوروبي على الغاز (تقرير)
- السيارات الكهربائية في روسيا.. توقعات بنمو مبيعات 2022 وتأخُّر التحول الكامل