الطلب على السفن العاملة بالغاز المسال يواصل الارتفاع في 2022
على الرغم من تضاعف أسعار الوقود
دينا قدري
تستمر الاستثمارات في السفن الجديدة العاملة بالغاز المسال بوتيرة متسارعة، بعد عام قياسي من الطلبات في 2021، على الرغم من تضاعف أسعار الوقود مع تقلبات شديدة في أسعار الغاز العالمية.
إذ سجلت جمعية تصنيف السفن "دي إن في"، في شهر يناير/كانون الثاني، 40 سفينة أخرى تعمل بالغاز في قاعدة بياناتها، ليصل الإجمالي إلى أقل من 700 سفينة.
وفقًا لقاعدة بيانات "دي إن في"، هناك 261 سفينة عاملة بالغاز المسال، بالإضافة إلى 433 سفينة قيد الطلب، حسبما نقلت منصة "ذا لودستار".
وقال المستشار الرئيس لجمعية دي إن في، مارتن كريستيان وولد، إن "البداية القوية" لهذا العام بالنسبة للسفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال جاءت مدفوعة بطلبات الحاويات من شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة (إم إس سي).
الوقود وتوفير التكاليف
قالت شركة الشحن الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" -التي كانت رائدة في اندفاع ناقلات الحاويات إلى السفن العاملة بالغاز المسال- إنها تتوقع أن يكون لديها 32 سفينة تعمل بالوقود المزدوج للغاز المسال في أسطولها بحلول نهاية هذا العام.
ومع تداول الغاز المسال الفوري بما يعادل أكثر من 200 دولار للطن أكثر تكلفة من زيت الوقود منخفض الكبريت، فليس من الواضح إلى أي مدى سيجري إمداد سفن الشركة الفرنسية ذات الوقود المزدوج بالغاز، أم أنها ستستهلك زيت الوقود منخفض الكبريت.
جرى الإبلاغ عن أن بعض ناقلات الغاز المسال الأقدم -التي يمكن أن تعمل بمزيج من الغازات المنبعثة من حمولتها وزيت الوقود- قد اختارت العمل بالكامل باستخدام زيت الوقود لتحقيق وفورات في التكاليف.
الفجوة في الأسعار
في الوقت نفسه، مع ارتفاع أسعار الوقود، تستمر الفجوة بين زيت الوقود منخفض الكبريت وزيت الوقود الثقيل في الاتساع، ما يقلل من فترة مردود تركيب أنظمة تنظيف غاز العادم لمالكي السفن والمشغلين.
ارتفع سعر زيت الوقود منخفض الكبريت من روتردام 14 دولارًا، الجمعة الماضية، ليصل إلى 692 دولارًا للطن، مقارنةً بزيت الوقود الثقيل الذي سجّل 563 دولارًا للطن.
وهو ما يعني أن سفينة الحاويات الكبيرة جدًا المجهزة بأنظمة تنظيف الغاز -المنتشرة في التجارة بين آسيا وشمال أوروبا- يُمكن أن تحسن بشكل كبير نتائج السفر إلى رحلة لمدة 80 يومًا ذهابًا وإيابًا.
وصرح أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال مشتريات السفن -في محادثة مع "ذا لودستار"- بأن توفير الوقود ذهابًا وإيابًا على متن سفينة الحاويات الكبيرة جدًا التي يجري تزويدها بزيت الوقود الثقيل يبلغ حاليًا "ما يزيد عن 500 ألف دولار"، مقارنةً بزيت الوقود منخفض الكبريت.
وقال المسؤول التنفيذي: "من الواضح أنه من الأسهل من منظور التخطيط تشغيل سفينة تحرق وقودًا منخفض الكبريت فقط، بالنظر إلى التبديل المستمر للخزانات بالنسبة لمناطق التحكم في الانبعاثات أو مناطق التحكم في انبعاثات الكبريت، ولكن لا يمكن تجاهل المدخرات".
قفزات وأرباح
منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2021، ارتفعت أسعار الوقود بنحو الثلث، وبالتالي اتسعت الفجوة بين نوعي الوقود.
وقد استفادت من ذلك شركات النقل البحرية، مثل إتش إم إم، التي حصلت على سفن جديدة مزودة بالفعل بتكنولوجيا أنظمة تنظيف الغاز.
علاوةً على ذلك، فإن شركات النقل -التي دفعت علاوة لمالكي حاويات السفن المستأجرة المجهزة بأنظمة تنظيف الغاز- تشهد أيضًا وفورات كبيرة في تكاليف الرحلة.
وقد بدأت نتائج الربع الرابع من 2021 الصادرة عن شركات النقل الكبرى في إظهار قفزات كبيرة في متوسط سعر طن الوقود الذي تستهلكه أساطيلها.
على سبيل المثال، أبلغت شركة النقل اليابانية "أو إن إي" عن زيادة بنسبة 69% في متوسط السعر المدفوع للوقود في الأشهر الـ3 الأخيرة من عام 2021، إلى 531 دولارًا للطن، مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال.. ارتفاع الطلب يعزز صدارة قطر في أسواق الطاقة
- الغاز المسال.. ارتفاع قياسي في الأسعار الآسيوية استعدادًا للشتاء
- الغاز المسال.. قدرة التصدير الأميركية قد تصبح الأكبر عالميًا بحلول 2022
اقرأ أيضًا..
- الكويت تدعم زيادة إنتاج النفط من المناطق المشتركة مع السعودية
- سيناريو غزو أوكرانيا.. هل تملك أوروبا فرصة التخلي عن غاز روسيا؟
- محطات شحن السيارات الكهربائية تواجه تهديدات سيبرانية