قازاخستان تتخذ خطوة جديدة لحل أزمة ارتفاع أسعار الوقود
طالبت شركات النفط الأجنبية بتأمين احتياجات السوق المحلية
مي مجدي
تعقد قازاخستان آمالها على شركات النفط الأجنبية؛ لمساعدتها في حل أزمة ارتفاع أسعار الوقود التي تسببت في اندلاع احتجاجات عارمة مع بداية السنة الجديدة.
وطلبت قازاخستان من شركات النفط الأجنبية المسؤولة عن إدارة حقولها النفطية الرئيسة تلبية احتياجات السوق المحلية حتى تتمكن من تعزيز صناعة تكرير النفط والتصدي لأسعار الوقود المرتفعة.
وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة، بولات أكشكولاكوف، إن بلاده لا يمكنها زيادة عمليات التكرير المحلية دون الحصول على إمدادات من شركات النفط الأجنبية التي تدير حقول تنغيز وكاشاغان وكاراتشاغاناك، حسب وكالة رويترز.
هل ستستجيب شركات النفط؟
قال مصدر مطلع إن وزارة الطاقة تسعى للحصول على إمدادات في غضون العامين أو الأعوام الـ3 المقبلة، لكنه يتوقع عدم استجابة شركات النفط.
وأضاف أن الشركات تنظر في الأمر، لكنه أعرب عن شكوكه إزاء الأرباح، ولا سيما أن الأسعار الحالية للصادرات أعلى مرتين أو 3 من الأسعار المحلية.
وتشغل شركة شيفرون حقل تنغيز، بينما شركة كاراتشاغاناك بتروليوم أوبيريشنز (كيه بي أوه)، التي تديرها شركتا إيني وشل، تشغل حقل كاراتشاغاناك، أما شركة نورث كاسبيان أويل كونسورتيم (إن سي أوسي)؛ فهي المشغلة لحقل كاشاغان.
وفي الوقت الذي رفضت فيه شيفرون البت برأيها فيما يتعلق بالمسائل التجارية، لم تعلق شركتا "كيه بي أوه" و"إن سي أوه سي".
وتمثل الحقول الـ3 قرابة 63% من إنتاج النفط في قازاخستان، لكن بموجب اتفاقيات الإنتاج، يمكن للشركات المشغلة تصدير جميع الإنتاج إلى الخارج، وهو ما تفعله الحقول -حاليًا-.
احتجاجات قازاخستان
شهدت قازاخستان احتجاجات، في مطلع الشهر الماضي، بسبب نقص الوقود ورفع سقف أسعار غاز النفط المسال، الذي يستخدمه الكثير من المواطنين وقودًا لسياراتهم؛ لأنه أرخص من البنزين.
كما أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، واستمرت الاحتجاجات حتى بعد استقالة الحكومة لتهدئة المحتجين، وخفض سعر غاز النفط المسال مرة أخرى.
ورغم أن الحكومة تمكّنت من قمع الاحتجاجات؛ فإنها تواصل البحث عن طرق لمنع تكرارها.
لذا، اقترحت وزارة الطاقة مضاعفة القدرة في مصفاة شيمكنت القادرة على معالجة قرابة 120 ألف برميل من النفط يوميًا -حاليًا-، وسيصعب تحقيق ذلك دون الحصول على إمدادات من حقول تنغيز وكاشاغان وكاراتشاغاناك.
وترى الوزارة ضرورة زيادة أسعار النفط المحلية لجذب شركات النفط الأجنبية، لكن لم تكشف عن كيف سيمكنها تحقيق ذلك.
أهمية قازاخستان
تأتي قازاخستان في المرتبة الـ12 من حيث احتياطيات النفط الخام المؤكدة في العالم، وتتوقع إنتاج 450 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2025 من حقل كاشاغان، خامس أكبر احتياطي في العالم.
كما أن البلاد ثاني أكبر منتج للخام في مجموعة أوبك+، وثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وتاسع أكبر مصدر للفحم عالميًا.
ويمكن لأي هجمات على البنية التحتية للطاقة في قازاخستان، ولا سيما خطوط الغاز، أن تؤثر في الاقتصاد العالمي.
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال.. أميركا تطلب مساعدة اليابان في تأمين احتياجات أوروبا
- أميركا.. إنتاج سوائل الغاز الطبيعي يسجل مستوى قياسيًا
- أسعار الطاقة.. بريطانيا تعتزم تخصيص 12 مليار دولار لدعم الأسر المتضررة