السيارات الكهربائية.. 3 عوامل تعوق نمو مبيعاتها في 2022 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- قطاع النقل مسؤول عن 24% من انبعاثات غازات الدفيئة
- نقص الرقائق ومشكلات التوريد يعوقان نمو السيارات الكهربائية
- مبيعات شركات صناعة السيارات تراجعت بنسبة 2.4%
- ارتفاع أسعار المواد المكونة للبطاريات تحدٍّ أمام السيارات الكهربائية
وسط التوقعات باستمرار نمو السيارات الكهربائية خلال 2022 بعد تسجيلها مبيعات قياسية تفوق التوقعات في العام الماضي، هناك 3 عقبات قد تمثل عائقًا أمام وتيرة انتشار السيارات صديقة البيئة خلال العام الجاري.
وتؤدي السيارات الكهربائية دورًا محوريًا ومهمًا في تحقيق هدف الوصول إلى حيادية الكربون بحلول 2050، إذ يُعد قطاع النقل مسؤولًا عن 24% من انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وتشير احصائيات لوكالة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس إلى ضرورة أن تستحوذ السيارات الكهربائية على 60% من إجمالي المبيعات الجديدة على مستوى العالم بحلول 2030، إذا كانت هناك رغبة حقيقية في الوصول إلى حيادية الكربون.
وهناك تقديرات تشير إلى تجاوز مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا نحو 7 ملايين سيارة بنهاية العام الماضي 2021، وفقًا لشركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.
وعلى الرغم من توقعات استمرار انتشار السيارات الكهربائية، خصوصًا مع توجه العديد من الشركات إلى زيادة إنتاجها من تلك المركبات النظيفة، يرى تحليل لموقع ذا درايفين الأسترالي، والمتهم بقضايا التحول نحو السيارات الكهربائية، أن هناك عقبات من المحتمل أن تعوق نمو مبيعات السيارات الكهربائية خلال 2022.
نقص الرقائق
جاء في مقدمة تلك العقبات النقص الذي يشهده العالم في الرقائق الإلكترونية، بالتزامن مع مشكلات أخرى متعلقة بسلاسل التوريد.
ومع نقص الرقائق العالمية وقطع الغيار، اتجهت شركات صناعة السيارات إلى اتباع بعض الأساليب الخاصة، في محاولة للتغلب على هذه المشكلات التي تهدد مواصلة الإنتاج الذي تراجع لدى البعض منها.
وبحسب بيانات شركة جاتو، المتخصصة في أبحاث سوق السيارات، تراجعت مبيعات شركات صناعة السيارات في أكبر 5 أسواق أوروبية -ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا- خلال العام الماضي بنسبة 2.4% مقارنة بعام 2020، كما كانت المركبات المبيعة أقل بنسبة 27% عن مستويات عام 2019.
وشهد العام الماضي اتجاه بعض شركات السيارات إلى التركيز على السيارات الأكبر حجمًا التي من شأنها أن تحقق عوائد أعلى، وهو الأمر الذي يضمن لها أيضًا الالتزام بحدود الانبعاثات التي تفرضها أوروبا، وذلك من خلال صنع المزيد من السيارات الكهربائية.
واستشهد التقرير بتوجه شركة فولكس فاغن إلى إيقاف إنتاج طراز جولف لعدة أسابيع، مع التحول لمجموعاتها من سيارات الدفع الرباعي أو مركبات آي دي 3 الكهربائية.
واعتبر التقرير أن استجابة شركات صناعة السيارات إلى أزمة النقص العالمي في الرقائق مع صعوبات سلاسل التوريد، يوضح مدى قدرتها على تجاوز الأزمة.
فعلى سبيل المثال، استطاعت شركة تيسلا مضاعفة إنتاجها من السيارات الكهربائية خلال العام الماضي على الرغم من نقص الرقائق من خلال توجهها إلى تأمين هذه الشرائح الإلكترونية من موردين جدد.
ورغم انخفاض مبيعات السيارات عالميًا خلال العام الماضي، نجحت تيسلا في مضاعفة إنتاجها من 500 ألف وحدة عام 2020، إلى 936 ألف وحدة في 2021.
تكلفة مواد البطارية
تتوقع بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس انخفاض تكاليف صنع البطارية إلى أقل من 100 دولار لكل كيلوواط في الساعة بحلول 2024، ولكنّ هناك تحديًا أمام حدوث ذلك وهو ارتفاع أسعار المواد المكونة لبطاريات السيارات الكهربائية مع زيادة الطلب.
ووفقًا للتقرير، ارتفعت أسعار الليثيوم بنسبة 540% منذ بداية العام الماضي، بالإضافة إلى نقص محتمل في مادة الجرافيت التي تُشكل ما بين 20 و30% من صناعة بطارية الليثيوم أيون.
ومع النقص الذي يلوح في الأفق، يتسابق صانعو البطاريات إلى تأمين إمدادات مادة الجرافيت، إذ وقّعت شركة تيسلا صفقة مع شركة "سيرا ريسورسز" الأسترالية للحصول على الجرافيت الطبيعي من مناجمها في موزمبيق.
البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية
نقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لشركة تريتيوم، جين هانتر، قوله إن الطلب على شواحن السيارات الكهربائية يتجاوز العرض.
وتتوقف القدرة على زيادة إنتاج شواحن السيارات على سلاسل التوريد العالمية والمسائل اللوجستية.
فعلى سبيل المثال، هناك نقص حاد في نقاط الشحن لدى معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بحسب الرابطة الأوروبية لمصنّعي السيارات.
وتؤكد بيانات الرابطة الأوروبية أن نحو 10 دول في الاتحاد الأوروبي -بما في ذلك اليونان وبولندا- ليست لديها أيّ محطة شحن لكل 100 كيلومتر بالطرق الرئيسة، و18 دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي لديها أقلّ من 5 نقاط شحن لكل 100 كيلومتر.
وتشير تقديرات التحالف العالمي للبطاريات إلى أن هناك حاجة إلى 290 مليون نقطة شحن عالميًا بحلول 2040، للعمل على تسريع التحوّل إلى السيارات الكهربائية، وهو ما يتطلب استثمارات بقيمة 500 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية في 2021.. سباق عالمي والمبيعات تفوق التوقعات
- هل تصبح الحافلات الكهربائية الحل السحري لمستقبل خالٍ من الكربون؟
- السيارات الكهربائية.. 20 طرازًا تتنافس على خطف أنظار الجمهور (صور)
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. المبيعات الأميركية أقل من الصين وأوروبا في 2021
- المغرب يعلن تطورات اكتشافات الغاز.. ومدى التأثر بوقف الإمدادات الجزائرية
- الطاقة المتجددة في أفريقيا.. أكثر 5 دول استفادة (إنفوغرافيك)