وسط تحفظات مناخية.. الوقود الأحفوري يدعم الصادرات النرويجية في 2021
صادرات النفط والغاز تسجل 156 مليار دولار
هبة مصطفى
دفع الطلب المرتفع على الوقود الأحفوري صادرات النرويج خلال عام 2021 إلى مستويات قياسية، بعدما ارتفعت أسعار الطاقة في الدول الأوروبية خلال النصف الثاني من العام الماضي.
وبلغت صادرات النرويج، التي تُعدّ أكبر مُصدر للنفط والغاز في أوروبا الغربية، خلال العام الماضي، 1.38 تريليون كرونة نرويجية (ما يقرب من 156 مليار دولار)، بزيادة قدرها 77%.
وتصدّرت المنتجات النفطية والكهرباء والمعادن أعلى حصص الصادرات، ما رفع قيمة الصادرات الإجمالية للدولة الواقعة شرق أوروبا، بنسبة 22% العام الماضي، وهو أعلى مستوياتها على الإطلاق.
الوقود الأحفوري يتصدر
سجَّل إجمالي عائدات صادرات النفط 349.6 مليار كرونة نرويجية (ما يتجاوز 40 مليار دولار)، مما يعدّ أعلى مستوياتها منذ عام 2008.
لم يكن للنفط وحده نصيب الأسد من إجمالي الصادرات النرويجية للعام الماضي، إذ ارتفعت قيمة صادرات الغاز الطبيعي النرويجي إلى 4 أضعاف مقارنة بمعدلات عام 2020.
وعززت أسعار الغاز القياسية في الأسواق العالمية من صادرات الغاز النرويجي التي سجلت خلال العام الماضي 475.8 مليار كرونة.
بخلاف صادرات الغاز الإجمالية لعام 2021، حظي شهر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي بأرقام قياسية شهرية ارتفعت بنسبة 31% عن صادرات شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضحت هيئة الإحصاء النرويجية أن إجمالي الصادرات والزيادة القياسية للعام الماضي دفع نحو فائض تجاري سجّل 531 مليار كرونة، وفق ما نقلت وكالة بلومبرغ عن بيان للهيئة، صدر اليوم الاثنين.
1 كرونة نرويجية = 0.11 دولارًا أميركيًا
وعززت أسعار الوقود الأحفوري من موقف البنك المركزي (أكثر البنوك تشددًا) الرامي لرفع أسعار الفائدة، رغم المخاوف من عودة القيود الناتجة عن زيادة الإصابات بفيروس كورونا ومتحوراته.
عام بارز للوقود الأحفوري
من جانبها، رأت إدارة النفط النرويجية -هيئة حكومية تابعة لوزارة النفط والطاقة النرويجية- أن عام 2021 يعدّ عامًا "بارزًا" تجاه الوقود الأحفوري النرويجي، إذ حافظ إنتاج النفط والغاز على الارتفاع، في ظل زيادة الطلب المصحوب بأسعار قياسية.
وأعلنت مديرية الإدارة، إنغريد سولفبرغ، أن صادرات النفط النرويجية خلال الربع الأخير من العام الماضي تجاوزت 100 مليار كرونة نرويجية شهريًا، بنسبة ترتفع 3 أضعاف عن العام السابق.
كما أشارت سولفبرغ إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد ارتفع إلى 113 مترًا مكعبًا خلال العام الماضي.
وكشفت أن النرويج استخرجت حتى الآن ما يقارب نصف موارد النفط والغاز الإجمالية المتوفرة بالجرف القاري النرويجي.
وحققت النرويج اكتشافات مهمة، إذ اكتُشف ما يقرب من 510 مليون برميل مكافئ خلال العام المنتهي، ما يعدّ رقمًا قياسيًا منذ عدّة سنوات، ليصبح عام 2021 عامًا مهمًا للنرويج من حيث إنتاج النفط واكتشافاته وصادراته أيضًا.
تحفظات مناخية
رغم الأرقام القياسية لصادارت الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى إعلان حفر 40 بئرًا جديدة العام الجاري، واجهت تلك النتائج والخطوات المهمة معارضات مناخية.
وانتقد نشطاء حفاظ النرويج على مكانتها بين أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، رغم إعلانها رغبتها بالتحول الأخضر، وفق صحيفة لايف إن نورواي النرويجية.
لكن الإحصاءات النرويجية تكشف أيضًا مضيّها قدمًا في المشروعات النظيفة صديقة البيئة، بالتوازي مع تعزيز دور قطاعات الوقود الأحفوري.
وتضخّ النرويج المليارات في تقنيات المناخ ومشروعات تخزين الكربون، بينما تشكّل الطاقة الكهرومائية 97% من مزيج الكهرباء المحلي بالبلاد.
وحصدت العاصمة النرويجية "أوسلو" لقب "العاصمة الأوروبية الخضراء" عام 2019، لما تأخذه على عاتقها من مشروعات خضراء تتماشى مع الأهداف المناخية العالمية.
ورغم تلك الجهود الخضراء، رأى نشطاء أن الإنفاق عليها يأتي مخصصات النفط والغاز، ما يُطلَق عليه "الغسل الأخضر".
اقرأ أيضًا..
- الغاز في أوروبا.. 5 عوامل تحدد مصير السوق خلال 2022
- تغير المناخ.. المناهج الدراسية في بريطانيا لا تدعم الوظائف الخضراء (دراسة)
- تعويضات الكربون.. الطلب المتزايد من الشركات يهدد السوق باضطرابات كبيرة