الهيدروجين الأخضر.. الإمارات وألمانيا تبحثان التعاون في تجارة وقود المستقبل
وضعت العديد من دول العالم، الهيدروجين الأخضر، في مقدمة أوليات مشروعات الطاقة المستقبلية، إذ تعول عليه للعب دور رئيس في خفض الانبعاثات وتقليل الآثار السلبية للتغير المناخي.
وتعمل الإمارات وألمانيا على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مشروعات تطوير الهيدروجين الأخضر، وبحث الخطط المستقبلية لتجارة الوقود النظيف.
وفي هذا الإطار، عقدت المجموعة التوجيهية المنبثقة عن "إعلان النوايا" للتعاون المشترك في مجالات الطاقة بين الإمارات وألمانيا، الذي وقعه البلدان في بداية العام 2017، اجتماعها السادس، عبر تقنية الاتصال المرئي، على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه أبوظبي.
وبحث اللقاء سبل التعاون في مجال طاقة الهيدروجين الأخضر وموضوعات التعاون والأنشطة التي سيتم تنفيذها في إطار شراكة الطاقة خلال العام الجاري 2022.
كانت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" قد توقعت أن يؤدي النمو السريع في سوق الهيدروجين العالمية إلى تحولات جغرافية اقتصادية وجيوسياسية كبيرة تؤدي إلى موجة من الترابطات الجديدة، بالتوازي مع تراجع تجارة النفط والغاز.
وقدرت آيرينا أن الهيدروجين سيغطي ما يصل إلى 12% من استخدام الطاقة العالمي بحلول عام 2050، مع مساعي العديد من دول العالم إلى الحياد الكربوني.
التعاون الإماراتي الألماني
بحث الاجتماع -الذي ترأسه من الجانب الإماراتي وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، شريف العلماء، ومن الجانب الألماني وزير الدولة في الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، باتريك غرايتشون- أولويات التعاون والأنشطة التي سيتم تنفيذها في إطار الشراكة بين البلدين خلال عام 2022، التي تتمثل في تسهيل تطوير مشروعات الهيدروجين من خلال تعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة في السياسة والأعمال من أبوظبي وبرلين.
وناقش الطرفان سبل تعزيز الحوار التنظيمي المرتبط بمشروعات الهيدروجين مع التركيز على تجارة الهيدروجين المستقبلية، وإصدار الشهادات وخيارات النقل، والبحث في آليات التمويل لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر بشكل مشترك بين الإمارات وألمانيا.
بحث الطرفان أيضًا سبل تعزيز دور فريق العمل الإماراتي الألماني المعني بالتعاون في مجال الهيدروجين والوقود الصناعي، الذي يندرج ضمن المجموعة التوجيهية رفيعة المستوى المنبثقة عن "إعلان النوايا" للتعاون المشترك في مجالات الطاقة بين الإمارات وألمانيا.
كما ناقش المجتمعون سبل تكامل نظام الطاقة المتجددة بما في ذلك أسواق الطاقة والترابط الإقليمي، وبحث الجانبان إمكانيات التعاون الإقليمي والتبادل المعرفي المرتبط بإنشاء تجارة عبر الحدود، والخطوات العملية لتحسين استخدام الطاقة ورفع كفاءتها في الصناعة والمباني وتوليد الكهرباء واستهلاكها، إلى جانب آليات وسبل استكشاف الحوافز لكفاءة الطاقة في القطاعات الصناعية والتجارية، وتعزيز التبادل بشأن التبريد المستدام والفعال.
وناقش الطرفان القضايا المرتبطة بالعمل المناخي، وإمكان إجراء حوار إستراتيجي يتعلق بتداعيات التغير المناخي في سياق الشراكة بين الإمارات وألمانيا في المدة التي تسبق الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف ومستهدفات البلدين في هذا المجال الحيوي، والاتفاق على زيادة التركيز على تمكين المرأة في قطاع الطاقة.
وشدد الطرفان على ضرورة دعم إنشاء مبادرات ومراكز ابتكار مشتركة والتعاون بين مراكز الأبحاث والابتكار في البلدين لدعم قطاع الطاقة، وكون الابتكار يلعب دورًا رئيسًا في نجاح تحول الطاقة.
خطط الإمارات
أكد وكيل وزارة الطاقة الإماراتية أن فريق العمل المشترك الذي أُعلن في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، يستهدف تعظيم الاستفادة من التعاون الثنائي في مجال الطاقة النظيفة بين البلدين، لا سيما الهيدروجين الأخضر، من خلال تعزيز التعاون وتقوية الروابط بين حكومة البلدين والقطاع الخاص والمعاهد البحثية، بالإضافة إلى العمل على تنظيم منتدى لمناقشة العوائق التي تحول دون استيعاب السوق للهيدروجين الأخضر، فضلًا عن تعزيز الطموحات الرامية إلى توسيع آفاق إنتاج الطاقة النظيفة، ودعم اتفاقية باريس للتغير المناخي.
وأطلع شريف العلماء الجانب الألماني على التطورات التي شهدها قطاع الطاقة في الإمارات، لا سيما مشروعات الـ50، بالإضافة إلى المبادرات النوعية والمشروعات الطموحة التي أطلقتها في سعيها نحو التحول للطاقة النظيفة "المتجددة"، ودعمها للمستهدفات العالمية للتغير المناخي بما فيها اتفاق باريس، وكان آخرها المبادرة الإستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وخريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، فضلًا عن آخر استعدادات أبوظبي لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023.
وأكد أن الإمارات تمكنت، خلال مدة قياسية، من التوسع في مجال الطاقة النظيفة، والتركيز في المرحلة المقبلة على الهيدروجين، خاصة الهيدروجين الأخضر باعتباره مصدرا واعدًا لطاقة المستقبل، وأن الإمارات لديها مستهدفات عملية للاعتماد على الهيدروجين لتحقيق الاكتفاء منرالطاقة بالتوازي مع الحفاظ على البيئة والتغير المناخي.
ووجه الدعوة للشركات ومجتمع الأعمال الإماراتي والألماني إلى الاستفادة من العلاقات الثنائية المتميزة، واستكشاف فرص الاستثمار في مجال الطاقة وقطاعات النفط والغاز والصناعات التحويلية، وطاقة الهيدروجين، وتشجيع الاستثمار المتبادل في هذه المجالات التي تمثل داعمًا رئيسًا للاقتصادات الوطنية للبلدين الصديقين.
موضوعات متعلقة..
- الإمارات والمملكة المتحدة تتعاونان في مجال الهيدروجين الأخضر
- الإمارات تدشن مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية
اقرأ أيضًا..
- هل تصدر الجزائر الهيدروجين في أنابيب الغاز؟.. بن عتو زيان يتحدث لـ"الطاقة"
- الغاز المغربي.. الرباط تكشف عن موعد بدء الإنتاج من حقل أنشوا