النفط والفحم.. الصين تعزز مخزوناتها في 2021 وتحقق رقمًا قياسيًا
هبة مصطفى
حققت قطاعات النفط والفحم في الصين خلال عام 2021 معدلات إنتاج قياسية، عبر إجراءات حاسمة فرضتها الحكومة على إنتاج المصافي وعمليات تعدين الفحم، لضمان تأمين إمداداتها.
وجاءت الإجراءات الصينية ردّ فعل سريعًا على أزمة الطاقة التي ضربت الأسواق العالمية خلال النصف الثاني من العام الماضي، إذ خفضت معدلات إنتاج مصافي النفط المستقلة لصالح المصافي التابعة للدولة، بينما عكفت على زيادة وتيرة إنتاج الفحم ودعم المخزونات بأرقام قياسية.
وعززت الدولة -الواقعة في شرق آسيا- من إنتاج كل من مصافي النفط والفحم بمعدلات تكفي تلبية الطلب، بل وصل الأمر لتحقيق فائض مخزونات قوي فيما يتعلق بالفحم.
وأظهرت بيانات إحصائية صادرة عن المكتب الوطني الصيني للإحصاء، اليوم الإثنين، ارتفاعات في إنتاج مصافي النفط، وأيضًا الفحم على مدار عام 2021، كما أعلنت معدلات الإنتاج الخاصة بشهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
إنتاج مصافي النفط
عَكَس ارتفاع إنتاج مصافي النفط الصينية خلال عام 2021 قوة الطلب، إذ عزز الطلب المرتفع على الوقود خلال النصف الأول من العام من إنتاج المصافي بنسبة 4.3%.
وكثّفت المصافي عمليات المعالجة؛ لسدّ الفجوة بين العرض والطلب، ليسجل إجمالي إنتاجها طوال العام الماضي 703.55 مليون طن (14.07 مليون برميل يوميًا)، بزيادة قدرها 620 ألف برميل عن مستويات عام 2020، وفق بيانات المكتب الوطني للإحصاء.
وسعت بكين إلى السيطرة على عمليات المعالجة في مصافي التكرير المستقلة (غير التابعة للدولة) خاصة في مجمع النفط بشاندونغ، ما عزز إنتاج مصافي التكرير الحكومية.
وارتفع الإنتاج خلال النصف الأول من عام 2021 بنسبة 11%، مدفوعًا بزيادة الطلب على وقود السيارات (البنزين) ووقود الطائرات، بعدما انتعشت مبيعات السيارت ومعدل السفر المحلي جويًا.
ورغم الارتفاع الإجمالي لإنتاج المصافي النفطية على مدار العام الماضي، فإن شهر ديسمبر/كانون الأول سجل تراجعًا عن مستويات شهر نوفمبر/تشرين الثاني السابق له، الذي شهد قفزة في قدرة المعالجة بالمصافي الحكومية، لتوفير الطلب على إمدادات الديزل.
وبلغ إنتاج مصافي التكرير الحكومية -في ديسمبر/كانون الأول- 58.73 مليون طن (13.83 مليون برميل يوميًا)، مسجلًا انخفاضًا على أساس سنوي بنسبة 2.1%، وفق رويترز.
عوامل التأثير
أرجع المحلل في آي إتش إس ماركت، شي فينغلي، اتجاه معدلات إنتاج مصافي التكرير الصينية للانخفاض خلال النصف الثاني من العام الماضي مقارنة بالنصف الأول، إلى تحوّل أسواق المنتجات النفطية إلى "الفائض"، ما دفع المصافي لخفض معدل عمليات التشغيل.
وعوضت مصافي التكرير الحكومية حصتها السوقية التي فقدتها بفعل المخزونات الرخيصة لمزج الوقود، بالضرائب الضخمة المفروضة على واردات الوقود الممتزج، مثل نفط الدورة الخفيفة (إل سي أو) الناتج عن معالجة الديزل بالغليان، ومزيج البيتومين.
وتأثّرت معدلات الإنتاج في المصافي خلال الربع الثالث من العام الماضي، بزيادة الإصابات بمتحورات فيروس كورونا، وما تبعها من خفض لحصص تصدير الوقود.
وارتفع إنتاج النفط الخام في الدولة الواقعة في شرق آسيا، إلى 199 مليون طن (3.98 مليون برميل يوميًا)، بنسبة 2.4% على أساس سنوي، مسجلًا أعلى مستويات الإنتاج منذ عام 2016، وفق البيانات المُعلنة.
كما سجل إنتاج زيت الغاز الطبيعي ارتفاعًا إلى مستويات قياسية بلغت 205 مليار متر مكعب بنسبة 8.2% خلال العام الماضي، ارتفع خلالها الإنتاج في شهر ديسمبر/كانون الأول وحده بنسبة 2.3%، مدفوعًا بالطلب على التدفئة خلال ذروة فصل الشتاء.
إنتاج الفحم في الصين
شهد إنتاج الفحم في الصين مؤخرًا طفرة في معدلات الإنتاج، إذ تعكف الحكومة على تشجيع عمّال المناجم في تكثيف الإنتاج؛ لضمان توافر إمدادات الطاقة خلال فصل الشتاء.
وسجّل إنتاج الفحم في الصين، على مدار العام الماضي، أرقامًا قياسية مرتفعة بلغت 4.07 مليار طن، بزيادة 4.7% عن إنتاج عام 2020.
وعلى الصعيد الشهري، بلغ إنتاج الفحم الصيني، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، 384.67 مليون طن، بزيادة تبلغ 7.2% على أساس سنوي، وفق بيانات المكتب الوطني الصيني للإحصاء.
وتفوّق إنتاج الشهر الماضي على الشهر السابق له (نوفمبر/تشرين الثاني) الذي سجل أرقامًا قياسية وصلت إلى 370.84 مليون طن، وفق رويترز.
كما سعت الصين -بداية من أكتوبر/تشرين الأول الماضي- لتعزيز إنتاج الفحم منعًا لتكرار انقطاعات الكهرباء التي واجهت بكين شهر سبتمبر/أيلول الماضي، التي عاقت الصناعات وسبّبت زيادة في التضخم.
وشهدت أسعار الفحم انخفاضًا إلى ما يزيد عن النصف، بعد ارتفاع لمستويات قياسية في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، إذ زاد الطلب العالمي بصورة كبيرة استعدادًا للتدفئة وانتظام إمدادات الكهرباء قبيل فصل الشتاء.
زيادة المخزونات
سبق أن أعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، الجمعة الماضية، تجاوز مخزونات الفحم في الصين مستويات 162 مليون طن خلال 21 يومًا الأولى من الشهر الجاري، بزيادة 40 مليون طن عن مخزونات المدة ذاتها العام الماضي.
وكشفت اللجنة الوطنية التي تتولى مهام التخطيط بالبلاد، أنه رغم التقلب الطفيف للمخزونات -الشهر الجاري- عن المستويات القياسية المُسجلة في 22 ديسمبر/كانون الأول بما يعادل 168 مليون طن، إلّا أنها حافظت على تماسكها فوق حاجز 160 مليون طن متفوقة على مستويات العام الماضي.
كانت الحكومة الصينية قد دعت عمّال المناجم (مُنتجي الفحم) لمضاعفة جهودهم الإنتاجية، في محاولة للتغلب على ارتفاع أسعار الفحم في الأسواق العالمية، التي تفاقمت قبيل ذروة فصل الشتاء.
وسجلت العقود الآجلة للفحم الحراري، تسليم مايو/أيار -المتداول بصورة نشطة في بورصة تشنغتشو للسلع الأساسية- ارتفاعًا إلى 708 يوانًا صينيًا (111.52 دولارًا أميركيًا) بنسبة 2.82%، خلال عمليات التداول اليوم الإثنين.
اقرأ أيضًا..
- عجز إمدادات النحاس يهدد الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية
- هل تصدر الجزائر الهيدروجين في أنابيب الغاز؟.. بن عتو زيان يتحدث للطاقة
- الهيدروجين الأصفر.. أول إعلان عربي لإنتاجه باستخدام الطاقة النووية - مقال