الطاقة النووية.. خيارات أوروبا لتحقيق الحياد الكربوني باهظة الثمن
نوار صبح
- فرنسا تقود تحالفًا لتصنيف المحطات النووية استثمارات مستدامة
- ألمانيا متخوّفة من محطات الطاقة النووية والنفايات المشعة التي تنتجها
- أوروبا تحتاج استثمارات بـ570 مليار دولار في الطاقة النووية لتحقيق الحياد الكربوني
- الإصرار على استمرار الطاقة النووية يأتي وسط مخاوف من نقص إمدادات الطاقة
تقود فرنسا تحالفًا يشمل دولًا في أوروبا الشرقية - المنطقة الأكثر اعتمادًا على الفحم في القارّة - لتصنيف الطاقة النووية والغاز الطبيعي بصفتها استثمارات مستدامة، إذ تسعى بولندا والمجر وبلغاريا ورومانيا لجذب المزيد من الاستثمار في المحطات النووية من أجل الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
على الجانب الآخر، تعرب ألمانيا، إلى جانب النمسا ولوكسمبورغ والبرتغال والدنمارك، عن مخاوفها بشأن محطات الطاقة النووية والنفايات المشعة التي تنتجها.
انقسام دول الاتحاد
وفقًا للمفوضية الأوروبية، فإن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إنفاق أكثر من نصف تريليون يورو (572.83 مليار دولار) على الطاقة النووية الجديدة والحالية بحلول منتصف القرن، الأمر الذي سيؤدي إلى انقسامات بين دول الاتحاد بشأن الدور الذي يجب أن تؤديه المحطات النووية في السعي لتحقيق أهداف الطاقة النظيفة في أوروبا.
من المتوقع أن تحتاج دول الاتحاد إلى استثمار 500 مليار يورو (572.83 مليار دولار) في تقنيات الطاقة النووية بحلول عام 2050.
الدعم الساحق للطاقة النووية بين هذه الهيئات وبين الاقتصادات في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذي يُقدَّر بنحو 500 مليار يورو (572.83 مليار دولار) في تقنيات الطاقة النووية بحلول عام 2050، بالكاد يقنع أمثال ألمانيا والنمسا، إذ تظل المعارضة شديدة وتغذي الخلافات حول كيفية الوصول إلى الحياد الكربوني.
هدّد وزير المناخ النمساوي برفع دعوى قضائية بشأن إدراج المواد النووية والغازية في مسودة اقتراح المفوضية الأوروبية، خلافًا لتوجّه الدول التي ترى فرصة تصنيف الطاقة النووية على أنها استثمار أخضر.
كما تقول ألمانيا: "إنها مخاطرة كبيرة وبطيئة ومكلفة للغاية“، ففي ألمانيا، أُغلِقَت 3 مفاعلات نهاية العام الماضي، ومن المقرر إغلاق المفاعلات الثلاثة المتبقية في البلاد هذا العام.
وترى برلين أن الطاقة النووية يمكن أن تؤدي إلى كوارث بيئية وكميات كبيرة من النفايات النووية، وهو الأمر الذي يعكس موقف ألمانيا المعارض للطاقة النووية.
بلجيكا أيضًا في طريقها لإغلاق جميع مفاعلاتها العاملة حاليًا بحلول عام 2025، على الرغم من أنها تخطط للاستثمار في تكنولوجيا المفاعلات الصغيرة.
الاستثمارات المستدامة
لا يزال الجدل قائمًا لدى المشرّعين حول اعتبار الطاقة النووية بأنها "طاقة خضراء" وفقًا لاقتراح المفوضية الأوروبية بأنه من الضروري الاعتراف بأن قطاعي الغاز الأحفوري والطاقة النووية يمكن أن يسهما في إزالة الكربون من اقتصاد الاتحاد، بموجب الاقتراح، ستُحتَسَب محطات الغاز والنووية ذات أعلى المعايير الخضراء فقط.
المقترح يؤكد ضرورة أن يكون لدى المحطات النووية أيضًا خطط صارمة للتخلص من النفايات، وأن تلتزم محطات الغاز بتحديد مقدار ثاني أكسيد الكربون الذي يُطلَق لكل كيلوواط/ساعة من الطاقة المنتجة.
وفقاً للقانون، فسيستمر تلقّي المشروعات الجديدة تصاريح البناء حتى عام 2045 مع وجود خطط مفصّلة لهذه المشروعات لإدارة النفايات النووية المشعة، إذ إن تمديد عمر المنشآت النووية الحالية سيحظى بمباركة اللجنة في ظل ظروف محددة تتعلق بدور الطاقة النووية بتسريع إزالة الكربون وإنتاج كهرباء نظيفة لدول الاتحاد.
تسعى بعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بقيادة فرنسا، إلى إضافة أشكال حديثة من الطاقة النووية إلى تلك القائمة، إذ أعربت باريس، على وجه الخصوص، عن خطط لاستخدام الطاقة النووية بجزء من جهودها للتخلص التدريجي من محطات الوقود الأحفوري التي تعدّ مصادر مهمة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفي حال تأييد غالبية أعضاء الاتحاد الأوروبي اقتراح التصنيف، فسيصبح قانونًا بدءًا من عام 2023.
سياسة اتحادية للطاقة
توجد سياسات طاقة مختلفة جدًا في جميع أنحاء القارّة وحتى داخل الاتحاد الأوروبي، ولكن يجري الآن الاهتمام باتحاد الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إذ يُعدّ الاتحاد الأوروبي أكبر مستورد للطاقة في العالم، كونه يستورد 60% من طاقته، بتكلفة سنوية تزيد عادةً عن 350 مليار يورو (400.98 مليار دولار).
ووضع توجيه كفاءة الطاقة لعام 2012 مجموعة من الإجراءات الملزمة لمساعدة الاتحاد الأوروبي على الوصول إلى هدف كفاءة الطاقة بنسبة 20% بحلول عام 2020، وبموجب التوجيه، يتعين على جميع دول الاتحاد الأوروبي استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة في جميع مراحل سلسلة الطاقة، من الإنتاج إلى الاستهلاك النهائي، والوصول لتحقيق هدف كفاءة الطاقة 32.5% في عام 2030.
قدرات المحطات النووية
يعتمد الاتحاد الأوروبي على الطاقة النووية لإنتاج ربع احتياجه من الطاقة الكهربائية، وتوفر المحطات النووية نصف الكهرباء منخفضة الكربون لدول الاتحاد.
وفقاً المدير العامّ للوكالة الدولية للطاقة النووية، فإن المحطات النووية تسهم كثيرًا في مستهدفات الحياد الكربوني للاتحاد الأوروبي، ولكن هناك حاجة إلى بيئة مواتية لاستمرار تشغيلها ومواصلة تطويرها ونشرها، بما في ذلك الابتكارات، مثل المفاعلات الصغيرة ذات التقنيات المتقدمة.
ويرى مراقبو الطاقة النووية في أوروبا، أن تغير المناخ هو "المحرك الرئيس" لسياسة الحكومات وقرارات الاستثمار في الشركات، لذلك تمثّل الطاقة النووية فرصة كبيرة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني في 2050.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية.. هولندا ترفض السير في ركاب أوروبا (مقال)
- قفزة في توليد الكهرباء من طاقة الرياح في أوروبا
- أزمة الطاقة تنتقل إلى 2022.. وأوروبا وآسيا تتنافسان على إمدادات الغاز المسال نفسها
اقرأ أيضًا..
- إدارة معلومات الطاقة ترسم ملامح سوق النفط والغاز في 2023 (تقرير)
- لماذا يفضّل الأميركيون شراء السيارات الهجينة عن الكهربائية؟