لماذا يفضّل الأميركيون شراء السيارات الهجينة عن الكهربائية؟
والشركات الآسيوية تتصدر المبيعات
هبة مصطفى
هل تسحب السيارات الهجينة البساط من السيارات الكهربائية في السوق الأميركية؟ تساؤل مثير للجدل يُطرح في غضون التوجه العالمي نحو السيارات الكهربائية بالكامل، لتوافقها مع الأهداف المناخية وخفضها انبعاثات قطاع النقل.
ومع احتدام المنافسة بين الشركات المُصنعة لإنتاج طرازات جديدة بتقنيات مختلفة للسيارات الكهربائية، كان لبيانات المبيعات رأي آخر.
وأقبل الأميركيون على شراء السيارات الهجينة بصورة أكبر من الكهربائية، خلال العام الماضي، لعدة أسباب منها عيوب التصنيع وحرائق البطاريات، بالإضافة إلى محدودية نطاق القيادة، وعدم توافر محطات الشحن للسيارات الكهربائية في أنحاء الولايات كافّة.
ورغم الدعم الرئاسي الأميركي للتصنيع المحلي للسيارات الكهربائية، فإنه ما زال يواجه بعض العقبات أبرزها المعارضات البيئية لاستخراج معادن السيارات اللازمة لعمليات التصنيع، ما عزّز مبيعات الشركات الآسيوية في سوق السيارات الأميركية.
مبيعات السيارات
سجّلت مبيعات السيارات الهجينة (التي تعتمد على بطارية كهربائية بالإضافة إلى محرك وقود) في الولايات المتحدة الأميركية، العام الماضي، ارتفاعًا بنسبة 76% ما يعادل 801 ألف و550 سيارة.
وتُمثّل مبيعات السيارات الهجينة في أميركا العام الماضي 5% من مبيعات السيارات الخفيفة، وفق تحليل أجرته شركة واردس إنتيليغينس.
وتفوّقت مبيعات السيارات الهجينة على السيارات الكهربائية بالكامل، التي رغم تحقيقها مبيعات مرتفعة بنسبة 83% (434 ألفًا و879 سيارة)، فإنها شكّلت 3% فقط من السوق.
ويميل العملاء إلى السيارات الهجينة، نظرًا إلى ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى نطاق القيادة المحدود لها وعدم توافر محطات الشحن بكثرة، وفق صحيفة تايمز لايف التي تصدر في جنوب أفريقيا عن صنداي تايمز.
الشركات اليابانية تستحوذ
سعت شركتا تيسلا وفورد موتور الأميركيتان لتعزيز مبيعاتهما للسيارات الكهربائية بالكامل، إلا أن شركات تصنيع السيارات الآسيوية -خاصة اليابانية- عكفت على تعزيز الأسواق بطرازات منوعة للسيارات الهجينة.
وحققت شركة تويوتا موتور اليابانية لتصنيع السيارات مبيعات قياسية للسيارات الهجينة في السوق الأميركية العام الماضي، لتتفوّق على مبيعات جنرال موتورز الأميركية صاحبة السيارات الأكثر مبيعًا في السوق ذاته.
وبلغت نسبة مبيعات تويوتا اليابانية ما يعادل 73% (583 ألفًا و697 سيارة) غالبيتها من السيارات الهجينة.
وفي المقابل باعت جنرال موتورز أقل من 25 ألف سيارة كهربائية، نظرًا إلى أن العام الماضي شهد أزمة في حرائق بطاريات طرازاتها، ما دفعها إلى استدعاء عدد كبير من السيارات منها طراز بولت.
وواصلت الشركات اليابانية توغل مبيعاتها داخل السوق الأميركية، إذ جاءت مبيعات شركة هوندا موتور في المرتبة الثانية عقب تويوتا، محققة مبيعات بنسبة 67% العام الماضي (107 آلاف و60 سيارة)، مقارنة بمبيعاتها عام 2020.
لماذا تفوّقت السيارات الهجينة؟
من جانبه، فسّر المدير التقني بمركز أبحاث السيارات، بريت سميث، تفوّق مبيعات السيارات الهجينة في السوق الأميركية خلال 2021، لما تقدمه من ميزات في الأداء الاقتصادي للوقود، دون الاضطرار إلى مواجهة عيوب السيارات الكهربائية في إشارة إلى حرائق البطاريات وعدم توافر محطات الشحن بسهولة.
إذ تعتمد تقنية السيارات الكهربائية على توافر بنية تحتية جيدة للشحن، وهو ما تتجنّبه السيارات الهجينة المعتمدة على الدمج بين (محرك الاحتراق التقليدي والبطارية الكهربائية).
وأعرب نائب الرئيس التنفيذي لشركة هوندا اليابانية، ديف غاردنر، عن رغبة شركته في زيادة مبيعاتها من السيارات الهجينة من طرازات (سي آر- في) وأكورد، خلال السنوات المقبلة بالتوازي مع استعداد الشركة اليابانية للسيارات الكهربائية بالكامل، وفق ما نقلت عنه رويترز.
وأضاف غاردنز أن تقبل المستهلك الأميركي للسيارات الكهربائية بالكامل يحتاج إلى مدة من الوقت.
وتستعد هوندا لإطلاق أول سيارة كهربائية لها بالكامل في السوق الأميركية خلال عام 2024.
وتوقعت شركة تصنيع السيارات اليابانية دعم خطة الرئيس الأميركي جو بايدن حول السيارات الكهربائية التي سبق أن أعلن عنها لمبيعات السوق الأميركية، بجانب تنافس مُصنعي السيارات على إنتاج طرازات جديدة وإطلاقها.
واعتبرت شركة هيونداي موتور الكورية الجنوبية أن السيارات الهجينة هي أحد العوامل التي تُمهّد الطريق للسيارات الكهربائية.
وقال كبير مسؤولي التشغيل العالمي بالشركة، جوز مونوز، إن مكونات السيارات الهجينة يمكن أن تُعزّز وتيرة مبيعات السيارات والبطاريات الكهربائية، في ظل قلق المستهلكين من الاعتماد على السيارات الكهربائية بالكامل.
حرائق السيارات تهدّد المبيعات
نهاية الشهر الماضي، فتحت الولايات المتحدة الأميركية ووكالة سلامة السيارات تحقيقًا موسعًا مع شركتي هيونداي موتورز وكيا موتورز ومقرهما كوريا الجنوبية، بعدما قفز معدل حرائق طرازاتهما من السيارات الكهربائية في السوق الأميركية.
وفي غضون ذلك، بدأت إدارة السلامة المرورية على الطرق السريعة التابعة لوزارة النقل الأميركية تحليلًا هندسيًا لرصد حرائق السيارات ومشكلات البطاريات، وأبدت كلتا الشركتين استعدادهما للتعاون.
وسبق أن استدعت هيونداي 272 ألف سيارة كهربائية لها من السوق الأميركية، لبحث عيوب تصنيع بطاريات السيارات التي تؤدي إلى تلك الحرائق.
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز أنشوا المغربي.. شركة بريطانية تفجر مفاجأة سارة مع بدء عمليات الحفر
- تطورات السوق النفطية العالمية خلال عام 2021 (مقال)
- قازاخستان.. شيفرون تعلن عودة الإنتاج تدريجيًا في أكبر حقول النفط
يمكنكم الاشتراك في النشرة البريدية لـ الطاقة لتصلكم الأخبار والتقارير التي نُصدرها يوميًا.. تقبل تحياتنا
اريد الاشتراك معكم