كيف نجحت أسواق النفط في مواجهة تحديات كورونا؟ (مقال)
إريك نوتال* - ترجمة نوار صبح
- اتسم الاستثمار في الطاقة وسط تفشي الوباء واضطراب السوق بالتقلب والتعقيد
- ما أثار دهشة مراقبي أسواق النفط أن تدخل أوبك وروسيا في حرب أسعار
- أدرك المستثمرون أهمية الصمود وسط التقلبات والانهيارات
- تعاونت أوبك وروسيا على إعادة التوازن إلى السوق من خلال خفض الإنتاج
شهد يوم 23 أبريل/نيسان عام 2020 انخفاض سعر الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ، نتيجة تخمة النفط العالمي، واتسم الاستثمار في أسواق النفط حينذاك بالتقلب والتعقيد.
وأدى تفشي فيروس كوفيد-19 أواخر فبراير/شباط عام 2020، الذي انتشر في أنحاء العالم بسرعة، وكان الأول منذ أكثر من 100 عام منذ الإنفلونزا الإسبانية، إلى فرض الإغلاق العام من الشركات إلى الملاعب.
ورغم تأثير تفشي الوباء غير المؤكد في الطلب على النفط، اضطربت الأسواق المالية وانهار سعر النفط، ليصل في النهاية إلى -40.32 دولارًا للبرميل لمدة وجيزة في 20 أبريل/نيسان 2020، وفقًا لما نشره موقع "فاينانشيال بوست".
اضطرابات أسواق الطاقة
أثار دهشة مراقبي أسواق النفط أن تدخل أوبك وروسيا في حرب أسعار بصورة غير رسمية، بسبب الخلاف حول الحاجة إلى خفض الإنتاج، في الوقت نفسه الذي ظهرت فيه مخاوف الطلب في بداية مارس/آذار.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، يوم الأحد، 8 مارس/آذار، نيتها زيادة الإنتاج من 9.7 مليون برميل يوميًا إلى 12.3 مليون برميل مع تخفيض سعر البيع بصفة كبيرة، نتيجة انخفاض الطلب على النفط بأكبر مقدار في التاريخ.
وأدى اضطراب أسواق النفط إلى انخفاض صندوق شركة الغاز الكندية "سينوفوس إنرجي" بنسبة 51%، وتراجعت أسهم شركة "كاناديان ناتشورال ريسورسز" بنسبة 29%.
- احتياطيات النفط في السعودية ترتفع خلال 2021 (تقرير)
- أوبك+ تقرر استمرار الزيادة التدريجية للإنتاج.. وهذه حصص فبراير (تحديث)
وأدرك المستثمرون أهمية الصمود وسط هذه التقلبات والانهيارات التي اتضح لاحقًا أنها ستستغرق 3 أشهر أخرى، وستمر بمجرد أن أصبح الطلب على النفط قابلًا للقياس الكمي.
وتعاونت أوبك وروسيا على إعادة التوازن إلى أسواق النفط من خلال الاتفاق على أكبر خفض موحد للإنتاج في التاريخ.
مواجهة الأزمة
كان جميع المستثمرين يتطلعون إلى تجاوز مرحلة الانهيار في أسعار الطاقة، وسعى مديرو الصناديق الاستثمارية إلى طمأنة عملائهم، وجمع قدر كبير من الأصول من العملاء الجدد الذين تشجعوا لاغتنام الفرصة.
وهكذا مرت عاصفة أوائل عام 2020 في نهاية المطاف، إذ عوضت أسهم الطاقة جزءًا كبيرًا من خسائرها بحلول نهاية العام، إيذانًا ببداية سوق صاعدة لسنوات عديدة في مخزونات النفط والطاقة في عام 2021.
ونما صندوق "ناين بوينت" للطاقة، في كندا، بحلول نهاية عام 2021 إلى 940 مليون دولار، في حين ارتفع من ناحية الأداء بنسبة 186% في عام 2021، بعد انخفاض بنسبة 22.2% في 2020؛ من 26 مليون دولار في الأصول الخاضعة للإدارة في 18 مارس/آذار 2020.
وبحسب موقع "مورنينغ ستار" الكندي، لم تجعل هذه النقلة النوعية الصندوق أفضل صندوق استثمار مشترك في كندا في عام 2021 فحسب، وإنما جعلته صندوق الطاقة الأول أداءً في العالم.
ويعود الفضل في تخطي الأزمة والنجاح في تحقيق مكاسب كبيرة إلى الاقتناع بالانتصار والصمود في مرحلة التحديات.
* إريك نوتال - كاتب متخصص في إستراتيجيات الاستثمار
ملحوظة:
* نُشر هذا المقال في صحيفة الفاينانشيال بوست، وأعادت الطاقة نشره بموافقة الكاتب
اقرأ أيضًا..
- توقعات الطاقة العالمية في 2022.. تزايد منتظر باستكشافات النفط والغاز
- أثرياء الطاقة في 2021.. مكاسب قوية للعشرة الكبار
- أسواق المال في 2021.. عوائد قوية بقطاعي الطاقة والسيارات