المباني الخضراء.. توقعات بسوق واعدة قيمتها 116 مليار دولار
وسوقها ستقفز في 2026 إلى 214.18 مليارًا
هبة مصطفى
تمتلك المباني الخضراء للإسكان العائلي المتعدد مزايا تجعلها مفضلة في الأسواق العالمية، كما تتزايد معدلات نموها، خاصة في ظل التعافي من آثار جائحة كورونا، وسط توقعات متفائلة بأن تصل قيمة سوقها إلى 241 مليار دولار، بحلول عام 2026.
وكشفت تقارير وإحصاءات عن الاتجاه المتصاعد في سوق الإسكان نحو بناء منازل حيادية الكربون؛ إذ تُشكل تلك المباني للمستهلكين والمسؤولين عن بنائها منازل مستدامة، ذات آثار منخفضة للكربون، وهو ما يُطلق عليه (منازل مُحايدة للكربون)، وفقًا لشركة ريبورت لينكر الفرنسية.
توقعات معدلات النمو
تحمل توقعات العام الجديد أرقامًا متفائلة، بالنسبة لمعدلات نمو هذه المنازل، تجعلها تتفوق على العام الذي ودّع الأسواق قبل أيام قليلة؛ إذ تُشير التوقعات إلى نمو السوق العالمية للمباني الخضراء ذات الإسكان المتعدد العائلات، خلال العام الجاري، إلى 116.63 مليار دولار.
وتأتي توقعات النمو لعام 2022، بزيادة نحو 20%، عن نمو السوق، العام الماضي، البالغة 97.17 مليار دولار. وتعود تلك الطفرة إلى تعافي الشركات من آثار جائحة كورونا التي كان لها تأثير بالغ في الأسواق، كالتباعد الاجتماعي والإغلاقات الشاملة واتساع دائرة العمل عن بُعد وإلغاء الأنشطة التجارية.
ومن المتوقع أن يقفز نمو سوق المباني الخضراء ذات الإسكان العائلي المُتعدد، إلى 214.18 مليار دولار عام 2026، بمعدلات نمو سنوية مُركبة، تصل إلى 19.9%، بهدف تحقيق الحياد الكربوني للمنازل.
مبانٍ مستدامة
تضم تلك السوق (مبيعات المباني الخضراء، والخدمات المتعلقة بها) سواء كانت للتملك أو للإيجار.
وتحمل وحدات الإسكان العائلي المُتعدد لقب "المباني الخضراء" بدءًا من الاعتماد على مواد مستدامة خلال عملية البناء والتشييد.
ويهدف استخدام المواد المستدامة إلى الحصول على مبانٍ موفرة للطاقة، ذات تأثير بيئي يمثل الحد الأدنى طوال دورة حياة بناء المبنى، من اختيار الموقع وإعداد التصميم، والبناء والتشغيل والصيانة والترميم، وحتى تفكيك المبنى.
وشملت تلك التوقعات -التي طرحها تقرير صادر عن شركة ريبورت لينكر الفرنسية المعنية بإعداد إحصاءات وأبحاث الأسواق- بلدان: آسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا الغربية والشرقية، وأميركا الشمالية والجنوبية، والشرق الأوسط وأفريقيا.
واحتلت آسيا والمحيط الهادئ صدارة النمو في سوق المباني الخضراء ذات الإسكان العائلي المُتعدد لعام 2021، فيما تشير التوقعات إلى انتزاع أوروبا الشرقية اللقب خلال العام الجاري.
مزايا خضراء
بعيدًا عن الأسواق ومعدلات النمو، رصد التقرير وعي العملاء بفوائد تلك المباني، وحجم التوفير بعيد المدى في تكلفة المنازل المستدامة حيادية الكربون، ورغبتهم في منازل صحية بصورة أكبر وعملية بناء عالية الجودة.
وأرجع تقرير آخر للرابطة الوطنية لبُناة المنازل، سبب إقبال العملاء على الاستثمار في الأبنية والمنازل الخضراء إلى كفاءة التشغيل، ووفورات التكلفة على المدى الطويل.
وأكد مُعدو تقرير الرابطة أن إدراك العميل للتأثير البيئي المستدام للمباني الخضراء ذات الإسكان العائلي المُتعدد بجانب وفورات التكلفة يدفعان باتجاه نمو سوق تلك المباني.
وتحصل المباني الخضراء حيادية الكربون على الكهرباء عبر تقنيات الطاقة المتجددة المتوافرة على الصعيد المحلي، كالألواح الشمسية أو توربينات الرياح الصغيرة، أو غازات التسميد، بما يعادل نفس قدر استهلاكها بحد أدنى.
ويرتفع عدد تلك المنازل من 57 ألفًا و800 منزل عام 2019، إلى 534 ألفًا و500 منزل عام 2028، وفق التوقعات.
وحول المختصين بأعمال البناء في المنازل الخضراء ذات الإسكان العائلي المُتعدد، تشير التقارير إلى أن 36% منهم يبنون منازلهم الخاصة بصورة صديقة للبيئة، بينما 80% منهم متخصصون في بناء المنازل الخضراء، و90% منهم أصحاب مشروعات خضراء.
أما الشركات التي تختص بأعمال بناء تلك المنازل، فُيرجح أن يزيد نموها بنسبة 47% العام الجاري، بجانب التوسع في استثمارات قطاع الإسكان الأخضر بصورة أكبر.
معوقات الإسكان البيئي
تطرق التقرير إلى معوقات النمو التي تواجه سوق الإسكان العائلي للمنازل الخضراء، أبرزها تصنيف بعض المشترين والمُوردين لتلك المنازل بأنها عالية التكلفة، خاصة أن ارتفاع تكلفة البناء ينعكس على رفع التكلفة للمشترين، والتي ربما تعرقل التوسع في استثمارات المباني ذات الإسكان العائلي المتعدد.
وخلُص التقرير إلى أن التوسع في المنازل الخضراء يحتاج إلى نفقات استثمارية أولية، خاصة أن تكلفتها ترتفع عن المنازل التقليدية بصورة كبيرة.
ودعّم تلك النظرية المسح المشترك الذي أجرته كل من: الرابطة الوطنية لبُناة المنازل تحت اسم "المنازل الفردية والعائلية لعام 2020"، ودودغ داتا آند أناليتيكس مُزود البيانات والحلول المتكاملة.
وأكد المسح أن المباني الخضراء أكثر تكلفة طبقًا لآراء 86% من بناة منازل الأسرة الواحدة، و72% من مُعيدي تصميمات النماذج منازل الأسرة الواحدة، و74% من مُعيدي تصميمات المنازل ذات الإسكان العائلي.
وللتغلب على تلك المعوقات وأبرزها التكلفة المرتفعة، يلجأ أصحابها إلى طرحها للإيجار؛ فيحظى المستأجر بالعيش داخل منزل أخضر دون تحمل تكلفة بنائه، وفي الوقت ذاته يُخفض التكلفة الواقعة على أصحاب المنازل.
اقرأ أيضًا..
- النفط والغاز.. 5 معلومات عن قازاخستان وسط احتجاجات أسعار الوقود
- الغرافيت العنصر الرئيس في سباق بطاريات السيارات الكهربائية عالميًا - مقال
- احتياطيات النفط في السعودية ترتفع خلال 2021 (تقرير)