حكومة فنزويلا تروج لزيادة إنتاج النفط بهدف زيادة الاستثمارات
وإضفاء مصداقية على نظام نيكولاس مادورو
داليا الهمشري
قال محللون إن إعلان حكومة فنزويلا زيادة إنتاج النفط يشير إلى الرغبة في جذب الاستثمارات إلى البلاد، وإضفاء المصداقية على نظام الرئيس نيكولاس مادورو.
وأعلنت الحكومة الفنزويلية، بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، -الأسبوع الماضي- نجاح شركة النفط المملوكة للدولة (بي دي في إس إيه) في زيادة إنتاجها من النفط إلى مليون برميل يوميًا، وهو إنتاج لم يتحقق منذ 2018.
وبحسب وزير النفط طارق العيسمي -الذي وافقت عليه الولايات المتحدة- فإن بلاده تمكنت من تحقيق هدفها، معلنًا -في رسالة تلفزيونية في 24 ديسمبر/كانون الأول- وصول فنزويلا إلى الهدف المتوسط وهو مليون برميل.
تسويق الإنجاز
انتهز وزير النفط -أيضًا- الفرصة للإشادة بشجاعة الشعب الفنزويلي في مواجهة العقوبات والحصار الإجرامي لحكومة الولايات المتحدة، قائلًا إن الشعب الفنزويلي يصمد بكرامة، حسب موقع هافانا تايمز.
من جانبها، أرجعت شركة النفط الوطنية الفنزويلية -عبر حسابها الرسمي على تويتر- نجاح البلاد في تحقيق هذا الهدف إلى "المعرفة والخبرة والمشاعر الوطنية لدى العمال الذين يواصلون العمل لإظهار أن صناعة النفط لا تزال نشطة".
وأوضح المحلل البوليفي، هوغو آتشا، خلال تصريحات لصحيفة "لا برينسا"، أن وراء زيادة الإنتاج -التي يراها غير مبهرة- هدفًا يسعى إلى تسويق فكرة تحقيق القطاع إنجازًا جيدًا للغاية.
وأضاف آتشا: "هناك الكثير من الناس الذين يريدون تحقيق مستوى معين من الاستثمار لمساعدة الحكومة الفنزويلية على اكتساب بعض المصداقية لطمأنة حاملي سندات الدين، وهناك الكثير من العوامل التي جعلت العيسمي يخرج ويقول ذلك".
ليست قفزة مذهلة
ذكرت وكالة الأنباء الاقتصادية المتخصصة بلومبيرغ أنه وفقًا للسجل الفنزويلي الرسمي؛ فقد بلغ إجمالي إنتاج النفط 1041.660 برميلًا، موزعة بين حقول حزام أورينوكو بـ577000 برميل من النفط، والحقول الغربية بـ242.850 برميلًا يوميًا، والحقول الشرقية بـ211.740 ومن حقول الغاز 10070 برميلًا.
واستنادا إلى البيانات الرسمية، سلطت بلومبيرغ الضوء على الرقم، معتبرة أنه تجاوز متوسط الإنتاج الذي سجلته البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي بلغ 876.100 برميلًا يوميًا، بحسب وزير النفط.
وعلق هوغو آتشا على هذه البيانات قائلًا: إنها "ليست قفزة مذهلة"، وأضاف: "قبل 23 عامًا، أنتجت فنزويلا 10 أضعاف الاحتياطي نفسه، وكانت قدرتها التكريرية أكثر 100 مرة؛ ما يجعل من الصعب تصديق ما يقوله العيسمي، إنها ليست سوى وسيلة للتفاخر".
خداع الشعب
وصف الخبير في الاقتصاد النفطي، رافائيل كيروز، في تصريحات لإذاعة صوت أمريكا، تصريحات العيسمي بـ"الأكاذيب"، مشيرًا إلى أن الوزير يعتقد أن هذه المعلومات ستجعل الناس ينسون وعده السابق بإنتاج مليوني برميل يوميًا، والذي قطعه على نفسه في نهاية عام 2020.
وأضاف: "حان الوقت للوزير العيسمي أن يتوقف عن خداع الشعب الفنزويلي"، محذرًا من أن صناعة النفط الفنزويلية تمر بـ"ظروف مأساوية" مع بداية العام الجديد.
كما أوضح الخبير الاقتصادي أن "تحالف" فنزويلا مع إيران كان أساسيًا لزيادة الإنتاج، مع التركيز بشكل خاص على العمليات في حزام أورينوكو النفطي، حسب موقع هافانا تايمز.
وأشار إلى أن "تحالف مبادلة النفط الخام بالنافتا مع الحكومة الإيرانية، سمح بانتعاش النشاط النفطي في الحزام وزيادة الإنتاج".
زيادة الإنتاج رغم العقوبات
لجأت شركة النفط الوطنية الفنزويلية -في بداية الشهر- إلى "إجراءات يائسة" لزيادة إنتاجها، مثل منح عقود لشركات غامضة أو سداد مدفوعات من خلال "حقائب مملوءة بالدولارات الأميركية"، حسب بلومبيرغ.
وقارن الخبير الاقتصادي والمتخصص في النفط، لويس أوليفيروس، البيانات المعلنة بقدرة إنتاج الهيدروكربونات في فنزويلا، والتي ظلت تتراجع على مدار سنوات مضت.
وقال: "يبلغ إنتاج النفط الفنزويلي مليون برميل يوميًا؛ أي بالكاد 35% مما أنتجته البلاد في عام 2013، وما يقرب من 3 أضعاف ما أنتجناه في يونيو/حزيران 2020".
وأضاف أوليفيروس -عبر حسابه على تويتر- أن "التحدي الذي تواجهه شركة النفط الفنزويلية يتمثل في الاستمرار في زيادة الإنتاج رغم العقوبات الأميركية، وهذا أمر معقد".
موضوعات متعلقة..
- إيران تدعم زيادة إنتاج فنزويلا النفطي إلى الضعف في نوفمبر
- فنزويلا ترفع تقديراتها لإسهام عوائد النفط في موازنة 2022
- فنزويلا.. هل تخفف الانتخابات المقبلة العقوبات الأميركية عن قطاع النفط؟
اقرأ أيضًا..
-
أثرياء الطاقة في 2021.. مكاسب قوية للعشرة الكبار
-
أسواق المال في 2021.. عوائد قوية بقطاعي الطاقة والسيارات
-
منتجو النفط والغاز بالخليج العربي في 2021.. خطط خضراء للحياد الكربوني