تقرير يتوقع وصول السعودية إلى الحياد الكربوني قبل 2060
ويرى أن اعتماد الشرق الأوسط على النفط والغاز يزيد الانبعاثات
نوار صبح
- ستزداد الانبعاثات لسنوات المقبلة في مرحلة التعافي من وباء كوفيد-19
- ستخوض المنطقة معركة شاقة في سبيل تحقيق أهداف الحياد الكربوني
- انبعاثات قطاع الغاز الطبيعي سترتفع بنسبة 2% في عام 2022
- السعودية تعهدت بخفض انبعاثات الكربون إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060
توقّع تقرير نشره موقع "إس آند بي غلوبال بلاتس" نجاح السعودية في تحقيق الحياد الكربوني قبل الموعد الذي حدّدته سابقًا، وهو عام 2060.
ورغم ذلك أشار إلى أنه نظرًا لاعتماد اقتصادات الشرق الأوسط بشكل كبير على النفط الخام والغاز الطبيعي وصناعة التكرير، ستزداد الانبعاثات السنوات المقبلة في مرحلة التعافي من وباء كوفيد-19، وستخوض المنطقة معركة شاقّة في سبيل تحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وسيواجه الشرق الأوسط صعوبة في تلبية تلك الأهداف، لأن الاقتصادات تعتمد على قطاعات يصعب إزالة الكربون منها، ناهيك عن أن دعم الوقود يشجع على الاستهلاك، وفقًا لرئيس قسم مسارات الطاقة المستقبلية لدى منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، دان كلاين.
وأضاف دان كلاين أن انبعاثات قطاع الغاز الطبيعي سترتفع بنسبة 2% في عام 2022، أكثر من تعويض انخفاض انبعاثات النفط بنسبة 0.3% في الصناعة.
وأشار إلى أن نمو انبعاثات الغاز في الصناعة أعلى بقليل من النمو العالمي البالغ 1.94%، في حين يُعدّ الاقتصاد العالمي متفاوت الاستعداد لتبنّي تقنيات جديدة مثل السيارات الكهربائية.
وأوضح أنه لا يتوقع أن تفي دول الشرق الأوسط بتعهداتها للوصول للحياد الكربوني في الموعد المحدد، ويرجع ذلك إلى أهمية خفض الانبعاثات في القطاعات التي تصعب إزالة الكربون منها، إضافة إلى التكلفة المرتفعة.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية -أبرز دول منظمة أوبك- تعهّدت بخفض انبعاثات الكربون لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، والإمارات بحلول عام 2050، حتى مع إنفاق الدول المنتجة للنفط المليارات على توسيع طاقتهما الإنتاجية من الخام.
بدورهما، قدّمت البحرين وإسرائيل تعهدات بتحقيق الحياد الكربوني.
- أرامكو السعودية توجه تحذيرًا شديد اللهجة بسبب تراجع الاستثمار في النفط والغاز
- ولي العهد السعودي يُطلق منتدى مبادرة السعودية الخضراء ويعلن حزمة مبادرات بيئية جديدة
الحدّ من الانبعاثات
تمثّل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه الملاذ الوحيد للبلدان التي ترغب في مواصلة ضخّ النفط والغاز، حسبما قالت مؤسِّسة شركة "فاندانا إنسايتس" ورئيستها التنفيذية، فاندانا هاري.
وأردفت فاندانا هاري قائلة، إن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه مكلفة، علمًا أن بعضهم يرى أنها ليست سوى غطاء لاستمرار إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري الملوِّث.
وأوضحت أن على شركات النفط والغاز مضاعفة الاستثمار في البحث والتطوير لتقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتسريع المشروعات التجريبية التي يمكن أن تصبح نماذج يُحتذى بها.
وقال رئيس قسم مسارات الطاقة المستقبلية لدى منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، دان كلاين، إنه بعد الانخفاض الطفيف في انبعاثات الشرق الأوسط من النفط المستخدم في الصناعة عام 2022، سيُظهر القطاع نموًا سنويًا حتى عام 2040 على الأقلّ.
وأفاد معظم المحللين المشاركين في استطلاع غير رسمي أجرته منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس" أنهم يتوقعون أن تحقق دول الشرق الأوسط أهدافها في الحياد الكربوني.
- البحرين.. مشروع جديد لتعزيز مكانة المملكة مركزًا رئيسًا لخدمات وقود الطائرات
- أوابك تطرح 5 توصيات للدول العربية بشأن مستقبل الهيدروجين
وأشار الاستطلاع إلى إمكان أن تحقق السعودية ذلك الهدف قبل موعده بحلول عام 2060، رغم أن السعودية والإمارات العربية المتحدة تريدان زيادة إنتاج النفط والغاز مع الحدّ من الانبعاثات.
وقال أحد المشاركين، إنه عاجلاً وليس آجلاً، بحلول عام 2050 وليس 2060، من المتوقع أن تتحرك التقنيات الجديدة في قطاع الطاقة البديلة (الرياح والطاقة الشمسية والنووية والهيدروجين) أسرع من التوقعات الحالية.
أهداف الحياد الكربوني في الشرق الأوسط
قال رئيس قسم مسارات الطاقة المستقبلية لدى "إس آند بي غلوبال بلاتس"، دان كلاين، إن أهداف الحياد الكربوني في الشرق الأوسط لا تمثّل عادةً انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المنطلقة من المواد الهيدروكربونات المستهلكة في بلدان أخرى، محليًا فقط.
وأضاف أن الحدّ من الانبعاثات من النفط والغاز محليًا أمر ممكن عن طريق تحويل معدّات الإنتاج من المحركات التي تعمل بالديزل إلى الكهرباء المولَّدة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، على الرغم من أن تكاليف الديزل منخفضة في العديد من دول الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد تكون مهيّأة لمساعدة البلدان الأخرى خارج المنطقة على تحقيق أهدافها في الحياد الكربوني، لأنها مصدِّر رئيس لإمدادات الهيدروجين الأخضر العالمية.
وأوضح أنه بوسع المنطقة تقديم العون لتحقيق الحياد الكربوني عن طريق نشر التطبيقات المحتملة لثاني أكسيد الكربون الذي احتُجِزَ من بلدان أخرى لاستخدامه في الاستخراج المعزز للنفط.
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات نفط السعودية تسجل قفزة كبيرة في أكتوبر
- ارتفاع تعرفة الكهرباء في إثيوبيا.. هل يكون سد النهضة كلمة السر؟
- معوقات تمنع الاستثمار في حقول النفط والغاز الإيرانية - مقال