شل تفشل مجددًا في إعادة تشغيل منشأة غاز طبيعي مُسال في أستراليا
لجنة فحص ترفض تشغيل بريلود
حياة حسين
فشلت شركة شل مجددًا في إثبات قدرتها على تحسين معايير السلامة في منشأة "بريلود" العملاقة للغاز الطبيعي المُسال في أستراليا؛ ما دفع السلطات في البلاد إلى إصدار أمر بإغلاقها.
وأوضحت الهيئة الوطنية للسلامة النفطية وإدارة البيئة البحرية في أستراليا "نوبسما"، أن منشأة بريلود للغاز الطبيعي المُسال تتسم بالتعقيد في تقنياتها، ولم تثبت شل قدرتها على التعامل مع هذه التقنيات بصورة تضمن أمان المنشأة والعاملين فيها، حسبما ذكر موقع "ذا مارتين إكزيوتيف".
وفي وقت مبكر من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، نشب حريق محدود في غرفة كهرباء منشأة الغاز الطبيعي المُسال، التي تشغّلها شل؛ ما أجبر الشركة على وقفها، والبحث عن طريقة لإعادة التيار، وفق نوبسما.
فشل متكرر
فشلت محاولات شركة شل المتكررة في إعادة تشغيل منشأة برلود لمدة 3 أيام، عقب حريق غرفة التحكم في كهرباء السفينة.
كما أُصيب شخصان من طاقم العمل بسبب ارتفاع درجة الحرارة الشديد داخل المنشأة البحرية، ونُقلا لتلقي العلاج في مستشفى بريلود.
ووفق تحليل "دبيليو إيه توداي"؛ فإن منظم الأمان في منشأة بريلود أغلق كل أنظمة الإنتاج، وامتدت النيران إلى الغاز؛ ما تسبب في إشعاله، عندها اكتشف العاملون الحريق.
وتبع ذلك توقف وصول الغاز إلى توربينات توليد الكهرباء، وفشل عمال شركة شل في تشغيل مولد الطوارئ البديل الذي يعمل بوقود الديزل، إضافة إلى مولدي الدعم اللذين يعملان بالديزل.
طلب المساعدة
بعد نشوب الحريق وفشل التشغيل، طلب عمال منشأة برلود للغاز الطبيعي المُسال في أستراليا، الدعم من سفينة قريبة من موقع المنشأة، التي بعثت رسالة إلى إدارة شركة شل على الشاطئ عبر الأقمار الصناعية.
وقال المتحدث الرسمي السكرتير المحلي لاتحاد عمال أستراليا، براد غاندي: "إن هذه ليست المرة الأولى التي تثبت فيها شركة شل عدم قدرتها على تحسين معايير الأمان في منشأة برلود للغاز الطبيعي المُسال.. ماذا حدث في المنشأة هذا الشهر؟.. إن الإجابة تفيد بأن شل لا تتعلم من أخطائها السابقة".
وأشار تقرير نوبسما، عقب عملية فحص للمنشأة أجراها فريق تابع يومي 9 و10 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى "أن شركة شل التي تدير بريلود ليس لديها استيعاب كافٍ لمخاطر نظام الكهرباء، بما فيها القدرة على التعامل مع تقنياته، وإصلاحه أيضًا".
تقرير سلبي
يعود التقرير السلبي لهيئة السلامة النفطية الأسترالية عن طريقة تشغيل شركة شل لمنشأة بريلود، إلى أن فريق التفتيش التابع، وجد أن نظام الكهرباء عند الحريق قطع الاتصال بكل الوسائل المساعدة، متضمنة نظام الأمان على السفينة، وطائرة الهليكوبتر التي تحلق في المنطقة والتابعة للمنشأة، أو حتى مركب النقل، ونظام الإضاءة.
وأخبر بعض أعضاء طاقم السفينة -منشأة بريلود- أنهم اضطروا إلى التعامل مع نظام إدارة مخلفات المنشأة يدويًا.
وقال أحد أعضاء الطاقم: "إننا اضطررنا إلى حمل عبوات الديزل أيضًا بأيادينا؛ كي نتمكن من إعادة تشغيل المولد".
يُذكر أن بريلود تُعد ثاني أكبر سفينة، وأكثرها تعقيدًا في العالم، وأعلاها تكلفة، والتي تتراوح بين 12 و17 مليار دولار.
وبناء على ما سبق، قررت الهيئة الأسترالية إبقاء بريلود مُغلقة، لحين تقديم شركة شل ما يثبت قدرتها على توفير نظام أمن مناسب لهذه المنشأة المُعقدة، وفق التقرير.
يُذكر أن أستراليا تُعد من كبار مصدّري الغاز الطبيعي المُسال، إضافة إلى الفحم.
وكشفت البيانات الواردة من المنشور ربع السنوي الخاص بالموارد والطاقة، الذي أصدرته وزارة الصناعة في يونيو/حزيران الماضي، عن أن أستراليا صدّرت نحو 30.1 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان؛ ما يمثّل 38% من صادرات الغاز المسال الأسترالية من ناحية الحجم، وذلك خلال العام المالي الماضي.
وفي العام المالي السابق له، صدّرت أستراليا 29.9 مليون طن من الغاز المسال إلى اليابان؛ أي 40% من إجمالي الصادرات.
موضوعات متعلقة..
- صناعة الفحم والغاز في أستراليا أكبر المتضررين من إستراتيجية اليابان للطاقة
- أستراليا تطلق 3 مشروعات جديدة لطاقة الرياح البحرية
اقرأ أيضًا..
- تحويل مسار إمدادات الغاز الروسي.. وموسكو تضغط لإنقاذ نورد ستريم2
- بوتين يحمل أوروبا مسؤولية ارتفاع أسعار الغاز.. ويؤكد: الحل في إطلاق نورد ستريم2
-
بسبب الغاز المسال.. نشطاء يتهمون إس كيه الكورية بـ"الغسل الأخضر"