غينيا بيساو تتوسع في الطاقة الشمسية لحل أزمة الكهرباء
وبناء اقتصاد أخضر
داليا الهمشري
بالتزامن مع جهودها النشطة في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز، تتطلع غينيا بيساو إلى التوسع في الطاقة الشمسية للتغلب على نقص الكهرباء.
وتمثّل غينيا بيساو -الواقعة في غرب أفريقيا- سوقًا جذابة بشكل خاص لمستكشفي الطاقة؛ نظرًا للأحواض البرية والبحرية غير المستكشفة إلى حدّ كبير، حسب مقال للكاتبة تشارنيه هونديرمارك، نشره بموقع إنرجي كابيتال آند باور.
وفي ظل افتقار البلاد للقدرة الهيدروكربونية المحلية وتوليد الحد الأدنى من الطاقة المتجددة، تسعى الدولة بقوة إلى الاستثمار في قطاع الطاقة لمعالجة نقص الكهرباء في جميع أنحاء البلاد.
وتؤدي أهداف التنمية الوطنية، إلى جانب الاهتمام المتزايد بموارد الدولة، دورًا في زيادة الاستثمار، والذي يكمن بنسبة كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة.
إطلاق الاقتصاد الأخضر
على الرغم من صغر حجمها الجغرافي، فإن إمكانات الطاقة المتجددة الكبيرة التي تتمتع بها البلاد يمكن أن تساعد في إطلاق الاقتصاد الأخضر في غرب أفريقيا.
وعلى وجه التحديد، تمثّل إمكانات الطاقة الشمسية في غينيا بيساو صناعة مربحة، ليس فقط لتلبية الطلب المحلي، بل يمكن -كذلك- أن تفيد تجمّع الطاقة في غرب أفريقيا (دبليو إي بي بي).
لذلك، فإن الحاجة الملحّة إلى حلول بديلة لتوليد الكهرباء، إلى جانب ارتفاع عدد السكان المحرومين -حاليًا- من الكهرباء، قد حفّز الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية والتنمية في جميع أنحاء البلاد.
معالجة فقر الكهرباء
من خلال الاستفادة من إمكانات الطاقة الشمسية الكبيرة في البلاد، سيبدأ أصحاب المصلحة عددًا من المشروعات التي من المتوقع أن تحقق عددًا من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية.
ومن تلك الفوائد، إسهام الطاقة الشمسية بالتخفيف من فقر الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، حسب مقال الكاتبة هونديرمارك.
كما إنه من خلال تركيز الاستثمار والتنمية على الطاقة الشمسية، يمكن لغينيا بيساو تعزيز شبكات الكهرباء، وتحسين الظروف المعيشية لملايين السكان.
وإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد الطاقة الشمسية في تنويع الاقتصاد الذي يهيمن عليه -حاليًا- قطاع الزراعة - والذي يمثّل 85% من عائدات التصدير.
تلبية الطلب المحلي والإقليمي
تقع غينيا بيساو في موقع إستراتيجي داخل تجمّع الطاقة في غرب أفريقيا، ومن خلال الاستفادة من مواردها الشمسية، يمكن للبلد تلبية الطلب المحلي والإقليمي على حدّ سواء، ومن ثم تنويع الاقتصاد من خلال تصدير الكهرباء.
ويمكن للحلول الهجينة التي تستخدم الطاقة الشمسية والهيدروكربونات -على الرغم من كونها مصدرًا متقطعًا للكهرباء- أن تعزز بشكل كبير التصنيع في البلاد؛ ما يسرّع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي.
وبوسع البلد -بوصفه مُصدرًا للأسماك والكاجو وغير ذلك من المنتجات- أن يعزز قدرته على معالجة المنتجات الخام من خلال تنفيذ شبكات الطاقة المستدامة.
ولن يؤدي ذلك إلى تحسين الصناعة الحالية فحسب، بل سيوفّر -أيضًا- الآلاف من فرص العمل، ويدفع النمو الاجتماعي والاقتصادي بصورة أكبر.
مشروعات الطاقة الشمسية
وفقًا لمركز الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة التابع للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، فإن غينيا بيساو هي الوجهة المثالية لاختبار واختيار أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية المتصلة بالشبكة.
وقد نجحت البلاد في تنفيذ عدد من مشروعات الطاقة الشمسية منذ تنفيذ السياسات الوطنية، وتجديد اهتمام المستثمرين، حسب مقال إنرجي كابيتال آند باور.
الجدير بالذكر أن مصرف تنمية غرب أفريقيا قد موّل بناء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 20 ميغاواط بالقرب من العاصمة، بالإضافة إلى نظامين للشبكات الصغيرة الهجينة بقدرة 1 ميغاواط في غابو وكاهونغو.
كما تعمل الدولة -حاليًا- على تشغيل وتركيب أكبر مشروعات الشبكات المصغرة الهجينة للطاقة المتجددة في منطقة الإيكواس.
سياسات الطاقة المتجددة
يمكن أن تُعزى التطورات في مجال الطاقة الشمسية إلى سياسات الطاقة المتجددة التي وضعتها الحكومة.
وتدعو الخطة الوطنية للاستثمار في الطاقة المستدامة -وهي سياسة شاملة تهدف إلى تسريع الاستثمار في الطاقة الخضراء- إلى تخصيص 700 مليون دولار لتحوّل الطاقة بحلول عام 2030.
وبالإضافة إلى خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة، تلتزم هذه السياسات بزيادة توفير الكهرباء إلى ما يقرب من 80% بحلول عام 2030، مع تخصيص أكثر من 50 مليون دولار لهذا الهدف.
وتمثّل إعادة بناء الإدارة العامة، وتوفير بيئة مواتية للاستثمار الخاص، وتعزيز التنويع الاقتصادي بعض التحديات التي تواجه غينيا بيساو في رحلتها نحو النمو الاقتصادي.
واختتمت الكاتبة مقالها بالتأكيد على أنه بتنفيذ البلاد لهذه السياسات، وإبداء الإرادة السياسية، والحصول على الموارد اللازمة- ستكون قد قطعت شوطًا كبيرًا في طريقها لتصبح اقتصادًا أخضر.
ريادة في قطاع النفط والغاز
بجانب أهداف الاقتصاد الأخضر، تحاول غينيا بيساو مواكبة دول غرب أفريقيا في تحقيق الريادة في قطاع النفط والغاز من خلال إتاحة بيئة ملائمة للاستثمار وسنّ قوانين لتحفيز عجلة الإنتاج.
ولا تقتصر أهداف حكومة غينيا بيساو على التركيز بأنشطة الاستكشاف والإنتاج، بل -أيضًا- على ضمان بناء القدرات التقنية الكافية وتطوير المحتوى المحلي في صناعة النفط والغاز داخل البلاد.
وبدأت هذه العملية منذ عدّة سنوات، وتضمنت تحديث تشريعات وعقود النفط واتفاقيات عقود مشاركة الإنتاج، وتحسين متطلبات المحتوى المحلي.
موضوعات متعلقة..
- هل تصبح غينيا بيساو مركزًا مهمًا في قطاع النفط والغاز؟ (تقرير)
- أفريقيا.. إمكانات هائلة لتوليد الكهرباء النظيفة والمحصلة "معاناة في الظلام"
- قمة المناخ كوب 26.. كيف تحول أفريقيا دفة استثمارات الطاقة الشمسية إلى صالحها؟
اقرأ أيضًا..
- إيرادات النفط العراقي تتراجع في نوفمبر رغم زيادة الصادرات
- وكالة الطاقة تتوقع نموًا قياسيًا لمشروعات الكهرباء المتجددة في 2021
- أسعار النفط تصعد أكثر من 4%.. وخام برنت فوق 72 دولارًا