الوضع يزداد سوءًا.. أوروبا تواجه شبح انقطاع التيار الكهربائي في الشتاء
ترجمة - أحمد عمار
- أسعار الطاقة المرتفعة تدفع بعض الشركات الصناعية لخفض الإنتاج
- من غير المرجح زيادة إمدادات الغاز الطبيعي في قارّة أوروبا قريبًا
- صناعة الطاقة تتجه إلى تقليل الطلب بدلًا من تعزيز المعروض من الغاز
- فرنسا تعدّ أكثر دول القارّة العجوز عرضة لخطر أزمة الطاقة
- خط نورد ستريم 2 قد يخفف أزمة الطاقة حال تشغيله
"وضع مأساوي تشهده أوروبا".. هذه هي خلاصة ما تعانيه القارّة العجوز جراء أزمة في إمدادات الطاقة قبيل فصل الشتاء، وسط الافتقار إلى حلول جذرية في الأفق.
ومن شأن الوضع الراهن أن يدفع حكومات الدول الأوروبية لتخفيف الأحمال وقطع التيار الكهربائي لبعض الوقت لمواجهة ارتفاع الاستهلاك حال تعرّضها لظروف الطقس البارد.
وقبل حلول فصل الشتاء، تعاني الدول الأوروبية من ارتفاع قياسي في أسعار الطاقة مع مخاوف من ازدياد الوضع سوءًا، فور بدء درجات الحرارة في الانخفاض، بينما يوصف بأحد أكثر الأزمات ضررًا من حيث التكلفة في تاريخ القارّة العجوز، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
وحذّر محللون من تعرّض مخزونات الغاز في الدول الأوربية إلى النفاد والوصول لمستوى الصفر، مع ارتفاع برودة الطقس، بحسب التقرير.
لا يوجد حل في الأفق للأزمة حتى الآن
دفعت أسعار الطاقة المرتفعة بعض الشركات الصناعية في المملكة المتحدة إلى خفض الإنتاج وطلب المساعدة من الحكومة، الأمر الذي ينذر بانتقال أزمة تلك الشركات إلى بقية الدول الأوروبية.
وما تشهده المملكة المتحدة، سيؤدي إلى إثارة البلبلة لدى الدول المجاورة التي ستتحرك لحماية الإمدادات، مع وجود احتمال الطلب من الأسر استخدام طاقة أقلّ أو الاستعداد والتخطيط لانقطاع التيار الكهربائي.
ورأى تقرير بلومبرغ أن المشكلة الرئيسة تكمن في أنه من غير المتوقع حدوث أيّ زيادة في إمدادات الغاز قريبًا، مُرجعًا ذلك إلى قيام المصدّرين الروس بضخّ الكميات المضطرة لنقلها فقط، وتأكيد قطر أنها تنتج ما في وسعها.
ويرى محلل في شركة ريستارد إنرجي للأبحاث، فابيان روينينجين، أنه بدلًا من زيادة العرض يجب أن تتوجه صناعة الطاقة لتقليل الطلب، مشيرًا إلى حدوث ذلك في العديد من الصناعات خلال الشهرين الماضيين، ومن المرجح استمراره.
فرنسا الأكثر عرضة للأزمة
قد يزيد من صعوبة الأزمة ارتفاع إصابات كورونا مجددًا في القارة الأوروبية، بالإضافة إلى مخاوف السلالة الجديدة (أوميكرون)، والذي ظهر في جنوب أفريقيا، وتوصف بأنها أشد عدوى من السلالات الأخرى لكورونا وسط احتمال ضعف استجابتها للقاحات.
وتتجه بعض الدول حاليًا إلى تشديد القيود مع عودة ارتفاع الإصابات وظهور المتحور الجديد، وفي المقابل تتقلص ميزانيات الأسر متأثرة سلبًا بتسارع التضخم وارتفاع الأسعار.
وبحسب بلومبرغ، تعدّ فرنسا -ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا- أكثر دول القارّة عرضة لخطر أزمة الطاقة، فهناك توقعات بأن تكون ظروف الطقس شديدة البرودة خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط المقبلين، وهو ما يثير مخاوف صنّاع السياسة في البلاد.
وتعاني فرنسا حاليًا من ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء -هو الأعلى منذ عام 2012-، مع بدء تعرّض البلاد لظروف الطقس البارد، وهو ما يتزامن مع تأخّر عمليات الصيانة لبعض مفاعلات المحطات النووية -بسبب كورونا-، والتي تمثّل العمود الفقري لنظام الطاقة هناك.
وكان مشغّلو الشبكة في فرنسا ق طالبوا الأسر خلال الشتاء الماضي باستخدام كهرباء أقلّ وقت الذروة، كما قاموا بتوقيع بعض عقود خفض الطلب مع الشركات المصنّعة، نتيجة ارتفاع الاستهلاك وتسبّبه في تعقيد الأمور ذلك الوقت.
ومع الأزمة الحالية التي تشهدها أوروبا، تثار المخاوف من القيام بتقليل الجهد عبر الشبكة وقطع التيار الكهربائي لمدة ساعتين لكل منطقة بحلّ أخير للوضع الحالي.
وبدوره، عبّر أحد كبار المديرين المسؤولين عن الطاقة في شركة كولومبوس للاستشارات، ومقرّها باريس، نيكولاس غولدبيرغ، عن مخاوفه من حدوث موجة برد شديدة مع عدم هبوب الرياح، وهو ما قد يتسبب في زيادة صعوبة الأمور، خاصةً مع قلّة توافر المحطات النووية لتوليد الكهرباء، واتجاه البلاد لإغلاق محطات التوليد العاملة بالفحم.
مشكلة فرنسا تنتقل للدول الأخرى
الأزمة التي ستشهدها فرنسا سوف تنتقل إلى الدول الأخرى المجاورة لها، كألمانيا وأسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، إذ تعدّ باريس مصدّرًا رئيسًا للكهرباء لتلك البلدان، وفقًا لتقرير بلومبرغ.
ووصف التقرير الوضع الذي تشهده الدول الأوروبية حاليًا، والذي يحدث في بداية فصل الشتاء بالمأساوي، مرجعًا هذا الوضع إلى الارتفاع الحادّ في أسعار الغاز الطبيعي.
كما إن الوقود في المخازن، والمستخدم لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء في أوروبا، أقلّ من المعتاد كل عام في ذلك الوقت، ويتعرض للنفاد سريعًا، وهو ما دفع محللين للتحذير من وصول مخزونات الغاز إلى الصفر خلال الشتاء.
شركات تحذّر
حذّرت شركات سلع من احتمال حدوث انقطاع في التيار الكهربائي، مع استمرار أزمة الطاقة التي تضرب أوروبا حاليًا.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة ترافيغورا للسلع الأساسية، جيريمي وير، إنه من المحتمل حدوث انقطاع للتيار الكهربائي، وفقًا لما نقله التقرير.
كما يرى الشريك في شركة هارتري بارتنرز إل بي التجارية، آدم لويس، "أنه إذا كان الطقس باردًا في أوروبا، فلن يكون هناك حلّ سهل لإمدادات الغاز، وستلجأ الحكومات إلى حلّ تقليل الطلب".
روسيا مفتاح لحلّ الأزمة
يرى التقرير أن خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي ينقل الغاز من روسيا إلى الدول الأوروبية عبر ألمانيا من شأنه أن يخفف من أزمة الطاقة في القارّة، ولكن مازال المشروع يواجه عقبات تنظيمية رغم الانتهاء من المشروع.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين،قد أكد أن بلاده ستعمل على زيادة إمدادات الغاز للدول الأوروبية لتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة، ولكن على الرغم من زيادة عدد الشحنات، فإنها منخفضة مقارنة بعام 2020.
وفي السياق نفسه، تؤكد قطر أكبر مصدّر للغاز المسال في العالم، أنها تنتج الغاز بكامل طاقتها المتاحة.
وخلص التقرير إلى أنه إذا ساءت أزمة الطاقة عالميًا، فقد تلجأ الدول إلى كبح مبيعات الغاز الطبيعي إلى مناطق أخرى، وهو ما يعني توقّف تدفّق الغاز والطاقة بين الدول وبعضها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالاقتصادات.
وأشارت بلومبرغ إلى أن الاتحاد الأوروبي يوجد لديه مبادئ التضامن التي تمنع أيّ دولة من تصدير الطاقة أو الغاز، وترك عضو آخر في حالة نقص.
موضوعات متعلقة..
- الطبقات الفقيرة في أوروبا تدفع ضريبة سياسات تحول الطاقة (تقرير)
- أسعار الكهرباء في السويد ترتفع لمستويات قياسية مع بدء الشتاء
- إستراتيجية ألمانيا الخضراء.. تحديات تواجه حكومة شولتز في طريق تحول الطاقة
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط الأميركي يهبط تحت 11 مليون برميل يوميًا خلال سبتمبر
- متحور أوميكرون يهدد مشروعات الطاقة في جنوب أفريقيا (تقرير)
-
أرامكو تتجه إلى ماليزيا بعد فشل صفقة ريلاينس الهندية
لهذا كان توقيت الأعلان عن الفيروس المتحول مشكوكاً بأمره !
لتخفيض سعر النفط بسبب أزمة الطاقة