الهند تسير عكس كوب 26.. استثمارات جديدة لزيادة إنتاج الفحم
إنشاء خطوط جديدة ودعم الحالية لزيادة النقل والإنتاج
هبة مصطفى
تتناقض خطة الهند التي أعلنتها خلال قمة المناخ كوب 26، مع الخطوات التي تنتهجها تجاه تعزيز وزيادة إنتاج الفحم.
وكانت الهند قد تعهدت خلال قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 بالوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2070، وخفض إجمالي انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليار طن بحلول عام 2030.
وشددت الهند أيضًا -وفق رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي- على أنها ستلبي نصف احتياجاتها من الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى زيادة طاقتها من الوقود غير الأحفوري إلى 500 غيغاواط نهاية العقد الجاري.
وبشكل خاص، ركّز مودي على أن السكك الحديدية الهندية ستعمل على خفض الانبعاثات بمقدار 60 مليون طن سنويًا، لوصولها للحياد الكربوني بحلول 2030.
ويتناقض تعهّد مودي حول التزام السكك الحديدية بخفض الانبعاثات مع إعلان شركة الفحم الهندية المملوكة للدولة "سي آي إل"، أمس الثلاثاء، حزمة استثمارات ضخمة لدعم البنية التحتية للسكك الحديدية لزيادة معدل نقل الفحم، ومن ثم زيادة معدل إنتاجه.
السكك الحديدية
تُكثف شركة فحم الهند المحدودة "سي آي إل" المملوكة للدولة من مشروعاتها بما يتضمن تعزيز البنية التحتية وبناء خطوط جديدة للسكك الحديدية، مشيرة إلى أنها تضع حجر الأساس لمواكبة "زيادة حجم الإنتاج" السنوات المقبلة، بتوفير آلية قوية لعملية نقل الفحم.
وأعلنت الشركة ضخّ 19 ألفًا و650 كرور روبية لدعم البنية التحتية للسكك الحديدية؛ ما يرفع قدرة نقل الفحم إلى وحدات التزوّد بالكهرباء بما يعادل 330 مليون طن سنوية إضافية، بحلول العام المالي المنتهي في 2024، ما يترتب عليه زيادة الإنتاج.
وأوضحت الشركة أن مشروعاتها المقبلة -القائم بعضها فعليًّا- ستساعدها على نقل كميات أكبر من السعة الحالية للفحم من مناطق التعدين بالحقول الخضراء والبنية، عبر السكك الحديدية، وفق بيان للشركة.
- قمة المناخ كوب 26 تصطدم بالواقع.. الهند تحتاج للفحم 50 عامًا
- كوب 26.. الهند تعلن خطتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070
خطوط لشركات تابعة
ضمن خطة تطوير شركة الفحم الهندية للبنية التحتية للسكك الحديدية، تعكف الشركة على بناء 3 خطوط من تمويلها الخاص، أساسًا للإيداع في شركة سينترال كول فيلدس "سي سي إل" وشركة ماهانادي كول فيلدس "إم سي إل" التابعتين لها.
ويُقدّر رأس مال بناء الخطوط الثلاثة 7994 كرور روبية، بقدرة سنوية لنقل الفحم تصل إلى 170 مليون طن، وفق صحيفة إنرجي وورلد.
يأتي ذلك في غضون سعي شركة الفحم الهندية إلى إقامة 4 مشروعات في ولايات تشاتيسغار، وجاركند، وأوديشا، بتكلفة تبلغ 11656 كرور روبية، بقدرة سنوية لنقل الفحم تبلغ 160 مليون طن.
خطط الربط
تخطط شركة الفحم الهندية المحدودة للحصول على ما يعادل 69% من إجمالي إنتاجها عبر 3 شركات تابعة لها، هي: سينترال كول فيلدس "سي سي إل"، وشركة ماهانادي كول فيلدس "إم سي إل"، وساوث إيسترن كول فيلدس "إس إي سي إل"، بحلول العام المالي المنتهي في 2025.
وكانت شركة سينترال كول فيلدس "سي سي إل" قد عملت على مضاعفة قدرة نقل خط سكة حديد توري شيفبور نهاية عام 2019، ومن خلال الوصول إلى 3 أضعاف قدرة النقل -المستهدفة حاليًا- تزيد قدرة نقل الفحم السنوية من 32 مليون طن حاليًا إلى 100 مليون طن.
وشغّلت شركة ماهانادي كول فيلدس "إم سي إل" خط سكك حديد "جهارسوغودا-باربالي-سارديغا" الفردي في إبريل/نيسان عام 2018، وتعكف الشركة الآن على مضاعفة الخط.
ويدفع ربط مشروعات اتصال الميل الأول -في سارديغا (بقدرة نقل 20 مليون طن متري سنويًا)، وبلاجكورا (بقدرة نقل 15 مليون طن سنويًا)- بمشروعات السكك الحديدية الجديدة إلى إضافة قدرة نقل سنوية للفحم لشركة ماهانادي كول فيلدس "إم سي إل" بما يصل إلى 65 مليون طن سنويًا من الفحم.
ويتباين تقدّم الخطوط الـ4 المشتركة مع الممر الرئيس للسكك الحديدية، من مدينة خارسيا إلى داراميجايغارا، الممتد بطول 74 كيلو مترًا، وتشرف على بنائه شركات تابعة لشركة الفحم الهندية المحدودة المملوكة للدولة التي تمتلك حصة قدرها 64% من تلك المشروعات.
وتمثّل عمليات نقل الفحم عبر السكك الحديدية لشركة الفحم الهندية المملوكة للدولة من نفقتها الخاصة 56% من إجمالي إمداداتها، وترتفع إلى 79% بإضافة عمليات النقل من مستودعات البضائع وجهات أخرى.
الفحم وكوب 26
تمثّل خطة شركة الفحم الهندية بزيادة الإنتاج عبر زيادة معدل نقلة مخالفةً لتوصيات قمة المناخ كوب 26؛ إذ دعا رئيس القمة ألوك شارما كل الدول المشاركة للعمل على "خفض" استخدام الفحم.
وكانت الهند قد عكفت -بالتنسيق مع دول أخرى- على تغيير حدّة لهجة المسودة الأولى للبيان الختامي، إذ كان من المفترض توصيتها بـ"منع" استخدام الفحم، وليس "خفضه"، وفق التسريبات الصحفية الأولية قبيل البيان الختامي.
ووصف خبراء هنود حينها أن تعهدات رئيس الوزراء ناريندرا مودي وخطة الهند للحياد الكربوني ستشهد اصطدامًا وشيكًا بالواقع، مؤكدين أن الهند تعتمد على الفحم بنسبة 70% لتلبية الطلب في قطاع الكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- وزير النفط العراقي يكشف أقرب السيناريوهات لاجتماع أوبك+
- وكالة الطاقة تتوقع نموًا قياسيًا لمشروعات الكهرباء المتجددة في 2021