متحور أوميكرون يهدد مشروعات الطاقة في جنوب أفريقيا (تقرير)
و7 دول أفريقية أخرى تتضرر من الإغلاقات
هبة مصطفى
بعد ظهور متحور أوميكرون في جنوب أفريقيا، تزداد معاناة تلك الدولة بقوة، ففي غضون محاولاتها للتعافي من آثار جائحة كورونا المحاطة بحزمة معوقات اقتصادية وتمويلية، فوجئت بشبح جديد يلقي بظلاله عليها.
وفي خضم معاناة القارّة السمراء -وخاصة دول الجنوب- من نقص الكهرباء وتحديات تمويل مشروعات الطاقة -إذ لم يكد يمرّ أسابيع قليلة على تلقّيها تمويل لاستثمارات المناخ من قمة المناخ كوب 26- إلّا وظهر شبح أوميكرون ليهدد مصير تلك المشروعات.
أوميكرون المتحور الجديد
اكتشفت جنوب أفريقيا لأول مرة ظهور متحور فيروس كورونا الجديد، الأربعاء الماضي، وأبلغت منظمة الصحة العالمية، وتوالت ردود الأفعال، وأعلنت عدّة دول فرض إغلاقات وقيود في التحرك والسفر مع جنوب أفريقيا و6 بلدان أخرى محيطة بها.
وسارعت دول أجنبية وعربية بإعلان قيود جديدة تتضمن حظر السفر التنقل مع الدول الجنوب أفريقية، بعد ظهور إصابات بالمتحور الجديد في إيطاليا وهولندا وبريطانيا واليابان وبلجيكا وغيرها.
ورأت جنوب أفريقيا أن قرار منع السفر إليها، بالإضافة إلى 6 دول محيطة بها "غير مبرر"، وقال رئيس الدولة سيريل رامافوزا، إن القرار "تمييزي" ويهدف لـ"معاقبة" جنوب أفريقيا على اكتشافها المتحور للمرة الأولى عالميًا.
وأكد أن منع السفر وفرض قيود على 7 دول أفريقية -على رأسها جنوب أفريقيا- من شأنه إلحاق الضرر باقتصادات تلك الدول، التي تعاني في محاولات التعافي من آثار جائحة كورونا الممتدة منذ عامين.
وتُعدّ جنوب أفريقيا الدولة الأكثر تضررًا في أفريقيا من آثار فيروس كورونا، بتسجيلها 2.9 مليون إصابة، وما يقارب 90 ألف حالة وفاة حتى الآن، وفق فرانس 24.
اضطراب عالمي
بينما تواصل القارّة الأفريقية عمومًا وجنوب أفريقيا خصوصًا مشروعاتها في قطاعات الطاقة، سواء العمليات الاستكشافية للنفط والغاز أو مشروعات الطاقة الشمسية والمتجددة المتنوعة، تأتي قيود الإغلاق الجديد إثر متحور أوميكرون لتهدد مصيرها من جديد.
وبمجرد إعلان جنوب أفريقيا ظهور المتحور الجديد أوميكرون، أفاقت أسواق النفط الجمعة على هبوط مفاجئ في الأسعار وصل إلى 13%؛ ما أعاد للأذهان اضطراب أسواق النفط العالمية، بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا.
ورغم المخاوف والقيود العالمية على الدول الجنوب أفريقية، وإعلان دول كبرى فرض حظر السفر وقيود التنقل معها، سارعت الصين اليوم الإثنين لإعلان دعم القارّة السمراء.
وأعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إنشاء مركز اليوان العابر للحدود، بين الصين وأفريقيا، بدعم يعادل 10 مليار دولار، مشيرًا –خلال فعاليات منتدى التعاون الصيني الأفريقي اليوم- إلى أن الصين ستدعو شركاتها لاستثمار تلك القيمة في أفريقيا في غضون السنوات الـ3 المقبلة.
كما أكد دعم الصين الدول الأفريقية بمليار جرعة إضافية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، لتعزيز تعافيها، وفق رويترز.
الإغلاقات تتّسع
تواجه مشروعات كبرى بقطاع الطاقة في جنوب أفريقيا والدول المحظورة مصيرًا مجهولًا بعد قيود السفر والتنقل الأخيرة، خوفًا من انتشار متحور أوميكرون عالميًا.
ورغم أن أول حالة لمتحور كورونا الجديد أوميكرون ظهرت في جنوب أفريقيا، فإن قرارات الإغلاق التي اتخذتها غالبية الدول الأجنبية والعربية شملت 6 دول أخرى تقع في جنوب قارّة أفريقيا، وهي: ناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق وليسوتو وإسواتيني.
النفط والغاز
خلال مشاركتها في أسبوع الطاقة الأفريقي 2021 –مطلع الشهر الجاري- دعت حكومة ناميبيا –ضمن الدول المحظورة- رسميًا الشركات الدولية والإقليمية للنفط والغاز إلى التقدم بطلبات للحصول على تراخيص تنقيب عن النفط في أراضيها.
وحددت وزارة المناجم والطاقة في ناميبيا أهدافًا لجذب الاستثمارات إلى قطاع النفط، تضمنت دعم الاستثمار والنمو، وتأمين إمدادات الطاقة، باتت جميعها محل تساؤل.
وخلال فعاليات الأسبوع ذاته، اتفق المشاركون على أن القارة السمراء تنتظر "ثورة" في قطاع الطاقة، في خضم إمكانات هائلة للقارّة بمجالات الطاقة النظيفة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه 7 دول من قارّة أفريقيا شبح الإغلاق، وتوقف دائرة المشروعات والتعافي الاقتصادي من جديد، توقّع تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية خفض تغيّر المناخ للناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بنسبة 3% بحلول عام 2050، ما يعرّض 118 مليون مواطن في دائرة الفقر إلى مخاطر الفيضانات والجفاف والحرارة.
- أسبوع الطاقة الأفريقي.. دعوة إلى مزيد من الاستثمار في النفط والغاز (تقرير بالصور)
- أسبوع الطاقة الأفريقي.. ناميبيا تدعو الشركات العالمية للتنقيب عن النفط
كهرباء تأمل الاستقرار
بينما يعاني الأفارقة من نقص الكهرباء ومصادر الطاقة التي تحتاج للتمويل المناسب والتقنيات الحديثة لضمان تطويرها، تملك جنوب أفريقيا –طبقًا لتقديرات عالمية- ما يتجاوز نصف إمكانات القارّة من القدرة المولّدة عبر الطاقة الشمسية.
وقدّرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة قدرة الطاقة الشمسية في أفريقيا لعام 2017، بأنها تمثّل إجمالًا 4.15 غيغاواط من مشروعات قائمة، أو قيد التنفيذ.
وتواجه شركة الكهرباء الحكومية في جنوب أفريقيا "إسكوم" ديونًا تتجاوز 25 مليار دولار تنتظر تمويل ما بعد قمة المناخ كوب26 لسدادها، بينما تحاول الحكومة الجنوب أفريقية تجاوز أزمة انقطاعات الكهرباء بمشروعات محلية.
ومن أمثلة تلك المشروعات، أول مشروع للربط المباشر للكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية بشبكة الكهرباء الوطنية لشركة سولا غروب، عبر مرفق إسكوم.
ويواجه مرفق كهرباء إسكوم في جنوب أفريقيا الانهيار، إذ تعمل فقط محطتان ضمن 13 محطة إنتاج كهرباء على توليد 95% من كهرباء جنوب أفريقيا.
- أفريقيا.. إمكانات هائلة لتوليد الكهرباء النظيفة والمحصلة معاناة في الظلام
- أول مشروع لربط كهرباء الطاقة الشمسية بالشبكة الوطنية في جنوب أفريقيا
في زيمبابوي –ضمن قائمة الدول الـ7 المحظورة في الجنوب الأفريقي- أثّرت أزمة الكهرباء في أعمال شركات التعدين، وتكلّفت شركة كاليدونيا مينينغ –حتى الآن- نفقات رأسمالية وصلت إلى 27 مليون دولار أميركي، لعدّة أسباب، من ضمنها نقص إمدادات الكهرباء.
كما تسعى شركة شومبا إنرجي لجذب استثمارات عبر مشروعات الطاقة الشمسية في بوتسوانا –ضمن الدول الجنوب أفريقية المحظورة أيضًا-، وحصلت على تمويل دولي قدره 80 مليون دولار لتطوير تلك المشروعات.
في سياق آخر، أعلن صندوق استثمارات المناخ في المملكة المتحدة، ومؤسسة نورفاند المالية النرويجية، تمويل إحدى أكبر صفقات الأسهم في جنوب أفريقيا بما يقارب 100 مليون دولار، لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة –لم تُعلن- ما زالت هي الأخرى تواجه علامات استفهام حول استقرارها عقب ظهور متحور أوميكرون الجديد.
اقرأ أيضًا..
- مباحثات فيينا.. سوق النفط تترقب نتائج مفاوضات إيران والقوى الكبرى
- وزير الطاقة السعودي يتحدث عن تطورات أوبك+ وميزة غير مسبوقة عالميًا في أرامكو (فيديو)
- تحوّل الجزائر إلى الطاقة المتجددة يواجه صعوبات.. وذروة النفط في هذا الموعد (تقرير)