كوريا الجنوبية.. ارتفاع أسعار النفط الخليجي هل يدفعها لأسواق أخرى؟
واردات الشهر الماضي تسجّل زيادة ملحوظة
هبة مصطفى
شهدت واردات النفط الخام في كوريا الجنوبية ارتفاعًا خلال أكتوبر/تشرين الأول، متفوقة على واردات الشهر السابق له، والشهر ذاته من العام الماضي.
بينما يرى متعاملون أن أسعار نفط الشرق الأوسط قياسية؛ ما دفعهم للاستيراد من أميركا والمكسيك، إلى جانب الشحنات السعودية والإماراتية.
وسجلت واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام –خلال أكتوبر/تشرين الأول- ارتفاعًا بنسبة 1.9% مقارنة بالشهر ذاته العام السابق، في حين تخطط مصافي التكرير لشراء شحنات فورية من المنتجين خارج أوبك، مدفوعة بنقص المعروض في الشرق الأوسط.
وكشفت بيانات جمركية استيراد كوريا الجنوبية 11 مليونًا و419 طنًا متريًا (ما يعادل 83.7 مليون برميل نفط خام) خلال الشهر الماضي، مقابل 82.14 مليون برميل الشهر ذاته العام السابق.
ولم ترتفع واردات أكتوبر/تشرين الأول على أساس سنوي فقط، إذ ارتفعت بنسبة 6.4% أيضًا مقارنة بالشهر السابق له، سبتمبر/أيلول، الذي سجّل 78.63 مليون برميل.
الأسعار والواردات
أكد أحد المتعاملين في النفط الحامض (عالي الكبريت) أن المعروض النفطي في الشرق الأوسط ما زال محدودًا، مشيرًا إلى أن المتعاملين يفضلون البحث عن واردات نفطية خارج الخليج العربي، إذ تُسجل الشحنات الآجلة والفورية أسعارًا عالية.
ففي دبي، تلقّت سوق النفط دعمًا خلال التداولات الأخيرة؛ لوجود فارق بين أسعار الدفع النقدي ونظام المبادلة بلغ 3.62 دولارًا للبرميل، تمهيدًا لتسجيل فارق قياسي مرتفع خلال الشهر الجاري.
وارتفعت ورادات كوريا الجنوبية من الخام الأميركي –غالبيته من الخام منخفض الكبريت- على أساس سنوي، إلى 9.44 مليون برميل بنسبة 3.7%، محافظًا على ارتفاع للشهر السابع على التوالي، مقارنةً بالعام الماضي.
على الجانب الآخر، انخفضت الواردات الكورية من السعودية على أساس سنوي –أكبر مورّد لكوريا الجنوبية- إلى 27.03 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول، بنسبة 11.1%.
وخلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري، رصدت بيانات حكومية دفع مصافي التكرير في كوريا الجنوبية ما متوسطه 67.72 دولارًا للبرميل مقابل الشحنات السعودية، و67.57 دولارًا للبرميل مقابل الشحنات الأميركية، و59.18 دولارًا للبرميل مقابل الشحنات المكسيكية.
معدلات التشغيل
يرتبط ارتفاع الواردات بزيادة معدلات التشغيل في مصافي التكرير، ضمن التعافي من القيود التي فرضتها جائحة كورونا محليًا ودوليًا.
وزادت أكبر مصفاة تكرير في كوريا الجنوبية، إس كيه إنوفيشن التابعة لـ إس كيه غروب، من معدل إنتاجها من النفط الخام على مدار الأرباع الثلاثة من العام المالي الحالي، إذ ارتفع تدريجيًا من 63% في الربع الأول، ثم 66% خلال الربع الثاني، إلى أن وصل إلى 68% خلال الربع الثالث.
واتّبعت ثاني أكبر مصفاة في كوريا الجنوبية، جي إس كالتكس، النهج ذاته برفع معدلات التشغيل من 83% في الربع الأول، ثم 88% في الربع الثاني، إلى 92% خلال الربع الثالث.
وصعد إنتاج ثالث أكبر مصفاة من 94.4% في الربع الأول، ثم 98.8% في الربع الثاني، إلى أن وصل لـ99.2 في الربع الثالث.
إجمالًا، بلغت معدلات التشغيل في كوريا الجنوبية، خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري 81%، وهي نسبة تنخفض عن معدلات المدة ذاتها من العام الماضي البالغة 84%، طبقًا لبيانات هيئة النفط الكورية وبيانات صناعية صادرة عن مصافي التكرير.
الربع الحالي
أجرت مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، مزوّد بيانات الطاقة الرئيس في العالم، مسحًا شمل عمليات التكرير ومُسوّقي الوقود بالمصافي الكبرى في البلاد، خلُصت خلاله إلى توقعات تشير لتجاوز معدلات التشغيل نسبة 85% خلال الربع الرابع.
وتتوقع كوريا الجنوبية زيادة معدل واردات النفط الخام خلال الربع الرابع، واتجاه مصافي التكرير لرفع متوسط معدلات التشغيل لنواتج تقطير الوقود.
وبانتعاش الطلب المحلي، ترفع المصافي معدلات التشغيل لزيادة معدلات تصدير نواتج التقطير.
وأوضحت شركة التكرير إس أويل أن المبيعات الدولية شهدت تطورًا بالتزامن مع التخفف من القيود الوبائية في آسيا.
وأشارت إلى أن الصين شهدت وضعًا مختلفًا، إذ تسببت أزمة الكهرباء الداخلية بخفض المنتجات النفطية في السوق الفورية على الصعيد الإقليمي، بجانب حصص محدودة للتصدير.
واردات 16 شهرًا
رصدت إدارة الخدمات الجمركية التابعة لشركة النفط الوطنية في كوريا الجنوبية، وفق رسم بياني أعدّته، واردات المصافي من النفط الخام، خلال الأشهر من يوليو/تموز عام 2020 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وخلال الأشهر الـ16، احتلّ شهر يوليو/تموز 2020 المرتبة الأولى في الواردات، إذ سجل 86.45 مليون برميل، بينما سجل شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته المرتبة الأخيرة بأقلّ واردات بلغت 69.53 مليون برميل.
وجاء معدل الواردات في كوريا الجنوبية على مدار الشهور الـ16 الفائتة كالآتي:
خلال النصف الثاني من العام السابق، سجلت واردات النفط الخام في كوريا الجنوبية: يوليو/تموز (86.45 مليون برميل)، أغسطس/آب (78.95 مليون برميل)، سبتمبر/أيلول (79.84 مليون برميل)، أكتوبر/تشرين الأول (82.14 مليون برميل)، نوفمبر/تشرين الثاني (69.53 مليون برميل)، ديسمبر/كانون الأول (84.45 مليون برميل).
وخلال العام الجاري، جاءت الواردات كالآتي: يناير/كانون الثاني (76.87 مليون برميل)، فبراير/شباط (74.97 مليون برميل)، مارس/آذار (71.92 مليون برميل)، أبريل/نيسان (83.36 مليون برميل)، مايو/أيار (80.96 مليون برميل)، يونيو/حزيران (80.17 مليون برميل)، يوليو/تموز (78.03 مليون برميل)، أغسطس/آب (82.83 مليون برميل)، سبتمبر/أيلول (78.63 مليون برميل)، أكتوبر/تشرين الأول (83.7 مليون برميل).
اقرأ أيضًا..
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. تطورات عاجلة في موقف إدارة بايدن
- شيرون تكشف خطط ما بعد الاستحواذ على أصول شل في مصر
- قمة ليبيا للطاقة.. شركات عالمية تعتزم ضخ مليارات الدولارات في النفط والطاقة المتجددة
