نشطاء المناخ يتذرّعون بحجج أخلاقية لتدمير البنية التحتية للوقود الأحفوري
الصراع يدخل مرحلة جديدة ويبحث عن تكتيكات مختلفة
نوار صبح
- ينطلق نشطاء المناخ ومجموعات حماية البيئة من مفاهيم مختلفة ويتذرعون بحجج يرونها منطقية
- إذا زرع شخص ما قنبلة موقوتة في منزلك يحق لك تفكيكها
- يرى النشطاء أن حكوماتهم لا تزال تسمح لشركات الوقود الأحفوري بتوسيع منشآتها
ينطلق نشطاء المناخ ومجموعات حماية البيئة من مفاهيم مختلفة ويتذرعون بحجج يرونها منطقية للتصدي لمصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وشركات الوقود الأحفوري ومحطات توليد الكهرباء بالفحم وما إلى ذلك.
وقد دخل الصراع من أجل مواجهة أزمة التغير المناخي مرحلة جديدة؛ تتميز بالبحث عن تكتيكات مختلفة وعن تدابير لا يمكن تجاهلها بسهولة، وعن طريقة لتعطيل العمل المعتاد على أرض الواقع.
ويرى نشطاء المناخ أنه إذا زرع شخص ما قنبلة موقوتة في منزلك؛ يحق لك تفكيكها، وأن الأمر نفسه ينطبق على كوكب الأرض، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
تنوّع الاحتجاجات
تطرق الباحث في علم البيئة البشرية في جامعة لوند السويدية، أندرياس مالم، في مقال بعنوان "الحجة الأخلاقية لتدمير البنية التحتية للوقود الأحفوري"، ونشرته صحيفة الغارديان البريطانية، إلى مظاهر وممارسات نشطاء المناخ في تعاملهم مع مرافق الوقود الأحفوري.
وأشار إلى أن مجموعة من نشطاء المناخ الشباب، في مدينة برلين الألمانية، الذين يُطلقون على أنفسهم اسم "التوليد الأخير"، باشروا إضرابًا عن الطعام مؤخرًا، ورفضوا تناول السوائل وأصبحوا نحيلين قبل التراجع عن تصرفاتهم.
وقال إنه بالتزامن مع معسكر "إنديه جيلاند" الاحتجاجي الألماني، هذا الصيف ضد الغاز الأحفوري، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "نهاية التضاريس" مسؤوليتها عن تمزيق جزء من البنية التحتية للغاز، وحثت الحركة العديد من أماكن المقاومة المحتملة على تبني هذا التكتيك.
- أوروبا تمدد دعم الغاز حتى 2027.. ونشطاء يصفون القرار بـ"الكارثة"
- مقال - كيف تسبب نشطاء المناخ في أسوأ أزمة طاقة؟
- استجواب شركات النفط في الكونغرس.. مواجهة ساخنة بين قادة الوقود الأحفوري ودعاة حماية المناخ (فيديو)
وأضاف أن النضالات الطويلة والمريرة للشعوب الأصلية ضد مشروعات خطوط الأنابيب الجديدة في كندا والولايات المتحدة أدت إلى بعض التشدد؛ فقد حَرَف نشطاء المناخ الذين يقلدون إشارة فرامل الطوارئ القطارات التي تحمل النفط الخام عن مسارها.
ويرى نشطاء المناخ أن حكوماتهم لا تزال تسمح لشركات الوقود الأحفوري بتوسيع منشآتها لاستخراج النفط والغاز والفحم من الأرض؛ ولا يمكن لتلك الحكومات حتى إقناع أنفسهم بالتوقف عن إغراق مثل هذه الشركات بتريليونات الدولارات من الإعانات.
دعم شركات الوقود الأحفوري
قال كاتب المقال الباحث في علم البيئة البشرية في جامعة لوند السويدية، أندرياس مالم، إن توتال إنرجي، أكبر شركة خاصة يقع مقرها في تلك الدولة، ستبدأ هذا العام في بناء خط أنابيب النفط الخام في شرق أفريقيا، ومن المقرر أن يكون الأطول في العالم
وأضاف أن خط الأنابيب هذا سيعبر 230 نهرًا ويقسم 12 محمية غابات ويخرج 100 ألف شخص من أراضيهم من أجل نقل النفط الخام إلى الاقتصاد العالمي لحرقه.
وبيّن أن الرئيس الفرنسي ماكرون يدعم خط الأنابيب باعتباره فرصة رائعة لزيادة "الوجود الاقتصادي الفرنسي" في المنطقة.
وأوضح أن الرئيس الأميركي بايدن يتفوق على سلفه في إبداء الكرم تجاه شركات الوقود الأحفوري، بإغراقها بتراخيص حفر بوتيرة لم تشهدها رئاسة جورج دبليو بوش.
ويوجد 24 مشروعًا للوقود الأحفوري -خطوط أنابيب جديدة ومحطات غاز جديدة- قيد التنفيذ في الولايات المتحدة وحدها من شأنها أن تتسبب في انبعاثات تعادل 404 محطات كهرباء تعمل بالفحم.
مشروعات النفط والغاز
أشار كاتب المقال إلى أن حكومة المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة "بتعظيم الانتعاش الاقتصادي" للنفط والغاز في بحر الشمال وضخ أكبر قدر ممكن منه.
وقال إن شركة إكسون موبيل تعمل على تنفيذ مشروع حفر بحري شديد الخطورة في نظام بيئي بحري حساس للغاية في غايانا؛ بين عامي 2020 و2022، وستكون شل قد وضعت 21 مشروعًا رئيسًا جديدًا للنفط والغاز قيد التشغيل، وأكد ضرورة تخفيض إنتاج الوقود الأحفوري إلى الصفر في أسرع ما يمكن.
ودعا إلى ترك الجزء الأكبر من جميع الاحتياطيات المعروفة في الأرض حتى تكون هناك على الأقل فرصة ضئيلة لتجنب ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية؛ بحلول عام 2050.
وطالب بأن يظل نحو 90% من جميع الفحم الحجري كما هو، وكذلك 60% من النفط، و60% من الغاز، و99% من النفط غير التقليدي.
اقرأ أيضًا..
- سلطنة عمان.. رحلة كفاح تغلّبت على صعوبات شديدة في استخراج النفط والغاز
- الغاز الطبيعي المسال والمناخ.. معركة رابحة أم ضغوط لصالح الهيدروجين؟
- عيوب بطارية السيارات الكهربائية شبح يطارد جنرال موتورز.. احترس قبل الشراء