الصين تنجح في حل أزمة نقص الفحم مع دخول فصل الشتاء
وتوقعات ببلوغ المخزون 140 مليون طن نهاية نوفمبر
داليا الهمشري
نجحت الصين في التغلب على أزمة نقص الفحم من خلال زيادة الإنتاج، وسط توقعات بوصول مخزون الفحم في محطات توليد الكهرباء إلى 140 مليون طن بنهاية الشهر الجاري.
وأفادت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح -اليوم الأحد- أن إنتاج الفحم اليومي في الصين استقر عند 12 مليون طن، في ظل مجموعة من الإجراءات لزيادة الإنتاج استعدادًا لفصل الشتاء.
وتحاول بكين زيادة الإنتاج لخفض أسعار الفحم -الوقود الرئيس لتوليد الكهرباء في البلاد- بعد أن تسبّب النقص في تقنين الكهرباء للصناعة في العديد من المناطق بثاني أكبر اقتصاد في العالم، حسب وكالة رويترز.
ارتفاع مخزون الفحم
ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية في الصين (سي سي تي في) أن مخزون الفحم في الموانئ ومحطات توليد الكهرباء يرتفع بسرعة، إذ بلغ المخزون في المحطات 129 مليون طن في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، ومن المتوقع أن يصل إلى 140 مليون طن بنهاية الشهر الجاري.
وقال مسؤول اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، تشو شياوهاي، إن أسعار الطاقة -بما فيها الفحم- تراجعت بشكل ملحوظ مؤخرًا، وأدى هذا التراجع إلى انخفاض أسعار منتجات الصلب والألومنيوم وبولي كلوريد الفينيل والمنتجات الكيميائية للفحم.
وأضاف تشو أن العقود الآجلة للفحم الحراري تراجعت أكثر من 60% إلى نحو 800 يوان (125 دولارًا) للطن من أعلى مستوى تاريخي بلغ نحو 2000 يوان في منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
(الدولار = 6.3863 يوانًا صينيًا)
وكانت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح قد حددت -الشهر الماضي- هدفًا أوليًا قدره 1200 يوان للعقود الآجلة، في إطار جهودها لخفض أسعار الوقود الرئيس لتوليد الكهرباء وسط أزمة الطاقة الشديدة.
دعم الاستخدام النظيف للفحم
بعد نجاحها في السيطرة على أزمة نقص الفحم من خلال زيادة الإنتاج، والذي يتعارض مع تحقيق أهداف الحياد الكربوني، أعلنت الصين -الجمعة- إنشاء مرفق خاص لإعادة الإقراض بقيمة 200 مليار يوان (31.35 مليار دولار أميركي)، لدعم الاستخدام النظيف للفحم.
وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفاز الحكومية "سي سي تي في" -نقلًا عن مجلس الدولة- أن مرفق إعادة الإقراض سيُستخدم لتعزيز المعالجة النظيفة والفعّالة للفحم، وإن كانت لم تتطرق إلى التفاصيل، وما إذا كانت هذه المعالجة يُمكن أن تشمل إزالة الملوثات والشوائب السامّة.
وأوضحت "سي سي تي في" أن مجلس الدولة أكد أن القروض ستكون إضافة إلى أداة الإقراض التي طرحها البنك المركزي هذا الشهر لدعم الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون.
وسيستخدم البنك المركزي في البلاد برنامج إعادة الإقراض الخاص به، لتقديم قروض للبنوك الوطنية لتمويل مشروعات الفحم النظيف بأسعار تفضيلية.
ويهدف المرفق -أيضًا- إلى تعزيز تعدين الفحم الآمن والفعّال والأخضر والذكي، إذ ستدعم القروض طرقًا أنظف لاستخدام الوقود، مثل التعدين الذكي، ومحطات الكهرباء الأكثر كفاءة.
خفض الانبعاثات
يأتي برنامج الفحم بعد نحو أسبوع من إعلان بنك الشعب الصيني أنه سيقدّم إلى المؤسسات المالية قروضًا منخفضة التكلفة لمساعدة الشركات على خفض الانبعاثات، ودعم أهداف البلاد طويلة الأجل للحياد الكربوني.
ويمثّل الفحم -المُسهم الرئيس في انبعاثات الكربون- 56.8% من استهلاك الطاقة الأولية في الصين في عام 2020، بانخفاض عن نحو 68% قبل عقد من الزمن.
وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد صرّح -في سبتمبر/أيلول- بأن بلاده ستتوقف عن بناء مشروعات طاقة جديدة تعمل بالفحم في الخارج، لكن السلطات أمرت بزيادة الإنتاج المحلي من الوقود الأحفوري في الأسابيع الأخيرة لتخفيف نقص الكهرباء مع قرب فصل الشتاء.
موضوعات متعلقة..
- الصين تخصص 31 مليار دولار لدعم مشروعات "الفحم النظيف"
- الصين.. مناجم الفحم تستعد للشتاء برفع الإنتاج إلى مستويات قياسية
- الصين تضع خطة صارمة لكبح جماح أسعار الفحم
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي يوقع مذكرة تفاهم مع شركة ناشيونال أويل
- أفريقيا تعاني.. هل تعالج فقر الطاقة أولًا أم تستجيب لضغوط الحياد الكربوني؟
- إيران وأذربيجان تبحثان تطوير حقول النفط والغاز في بحر قزوين