توقعات بتعافي كفاءة استخدام الطاقة لمستويات ما قبل كورونا (تقرير)
فاتح بيرول: كفاءة الطاقة هي الوقود الأول
سالي إسماعيل
"نحن نعتبر كفاءة استخدام الطاقة بمثابة الوقود الأول؛ لأنها لا تزال أنظف وسيلة لتلبية احتياجاتنا من الطاقة، و-في الأغلب- الأرخص".. حسب وصف المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول.
وتعتقد وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها السنوي بشأن سوق كفاءة الطاقة في 2021، الصادر اليوم الأربعاء، أن التقدم العالمي المحرز في كفاءة الطاقة يتعافى لمستويات ما قبل كورونا.
ومع ذلك، فإن وتيرة هذا التعافي في كفاءة الطاقة ليس سريع بما يكفي لتلبية أهداف المناخ الدولية، أو بعبارة أخرى أقل بكثير من الوتيرة المطلوبة في مسار الحياد الكربوني، وفقًا لتقرير الوكالة الدولية.
وببساطة، تعني كفاءة استخدام الطاقة، استخدام طاقة أقل لأداء المهمة نفسها، وبالتبعية تقليص الطاقة المهدرة، وتقليل غازات الاحتباس الحراري، فضلًا عن الحد من الطلب على واردات الطاقة وتقليل التكاليف التي تنفقها الأسر والاقتصاد على نطاق أوسع.
وفي العادة، يرصد التقرير السنوي لوكالة الطاقة بشأن كفاءة الطاقة، التطورات العالمية في هذا الشأن، لكن نسخة العام الحالي تستكشف الاتجاهات الحديثة في أسواق كفاءة الطاقة بما في ذلك تطورات السياسة والاستثمار، بالإضافة إلى التركيز على دور كفاءة الطاقة في تحقيق هدف الحياد الكربوني في قطاع الطاقة بحلول عام 2050.
كفاءة الطاقة
من المرجح أن تعود اتجاهات كفاءة استخدام الطاقة هذا العام إلى متوسط الـ10 سنوات، بعدما عانت من أسوأ عام في عقد من الزمن خلال 2020، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وخلال 2021، من المتوقع تحسن مؤشر كثافة الطاقة العالمي -وهو مؤشر رئيس لرصد كفاءة استخدام الطاقة في النشاط الاقتصادي العالمي- بنحو 1.9%، بعدما بلغت نسبة التحسن 0.5% فقط خلال العام السابق له.
وعلى مدى الـ5 أعوام الماضية، تحسن مؤشر كثافة الطاقة بنحو 1.3% سنويًا في المتوسط بانخفاض عن 2.3% في المدة بين 2011 و2016.
ومع ذلك، فإن المؤشر الخاص برصد مدى كفاءة النشاط الاقتصادي العالمي في استخدام الطاقة أقل بكثير من 4% المطلوبة بين عامي 2020 و2030 في مسار سيناريو تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
ومن المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الطاقة بنحو 4% هذا العام، ليعود لمستويات ما قبل الوباء مع تعافي النشاط الاقتصادي.
تشجيع الاستثمار
يحث تقرير وكالة الطاقة حكومات العالم على أخذ زمام المبادرة في حشد الزيادة المطلوبة في الاستثمار.
وتوضح الوكالة -التي تتخذ من باريس مقرًا لها- أن إجمالي الاستثمار السنوي في كفاءة الطاقة في جميع أنحاء العالم يجب أن يزيد بمقدار 3 مرات بحلول عام 2030، حال الرغبة في تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050 على النحو المنصوص عليه في خريطة طريق وكالة الطاقة.
ومن المتوقع أن تساعد السياسات الحكومية في تعزيز استثمارات كفاءة الطاقة بنحو 10% هذا العام، لتصل إلى 300 مليار دولار، بحسب تقرير الوكالة الدولية.
وتسلط وكالة الطاقة الدولية الضوء على الحاجة المحلة لتنفيذ سياسات طاقة نظيفة أقوى مع وجود كفاءة الطاقة كعامل رئيس، من أجل الوصول لأهداف المناخ الدولية.
ويشير تقرير الوكالة إلى توسيع الحكومات نطاق برامج الكفاءة الحالية كثيفة العمالة، لكنه يؤكد كذلك على الإمكانات الكبيرة لخلق فرص العمل التي لا تزال غير مستغلة.
ومن المتوقع أن يرتفع الاستثمار في كفاءة استخدام الطاقة في المباني، بنسبة 20% خلال العام الجاري، بمقارنة مع مستويات ما قبل الوباء، بحسب وكالة الطاقة.
ويأتي هذا التقرير بعد فترة وجيزة للغاية من انتهاء قمة كوب 26 في غلاسكو، والتي دعا بيانها النهائي إلى التوسع السريع في تدابير كفاءة الطاقة، مع الاعتراف بدورها الرئيس في إزالة الكربون من أنظمة الطاقة.
يقول المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول: "لا يوجد مسار معقول للوصول إلى الحياد الكربوني دون استخدام موارد الطاقة لدينا بكفاءة أكبر".
وتابع: "التغيير التدريجي في كفاءة الطاقة سيمنحنا فرصة قتالية لدرء أسوأ آثار تغير المناخ مع خلق ملايين الوظائف وخفض فواتير الطاقة".
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع هدنة من ارتفاع أسعار النفط
- ارتفاع تكاليف الطاقة.. هل يخنق تعافي الاقتصاد العالمي؟
اقرأ أيضًا..
- مشروعات الطاقة الشمسية في 2022 عرضة لخطر التأجيل والإلغاء (تقرير)
- الربط الكهربائي.. بوابة مصر لتجارة الطاقة مع أفريقيا وأوروبا
- كيف يمكن إزالة الكربون من صناعة الشحن البحري عالميًا؟ (إنفوغرافيك)