تقارير التغير المناخيالتقاريررئيسية

لم تكن الإسكندرية.. هل بدأت التغيرات المناخية في مصر من أسوان؟

محمد فرج

اقرأ في هذا المقال

  • تعدّ قضية التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية ومواجهة تلك المخاطر من الأولويات
  • المدة المقبلة ستشهد تقلبات في الطقس، ينتج عنها سقوط أمطار غزيرة وثلوج في محافظات القناة
  • تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية قمة المناخ المقبلة كوب 27

يزداد اهتمام دول العالم -ومن بينها مصر- بالتغيرات المناخية يومًا بعد يوم، وتكثّف البلدان الأفريقية والآسيوية والأوروبية جهودها للمضي قدمًا نحو تقليص الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.

ووضعت عديد من الدول تشريعات وضوابط للحدّ من الانبعاثات عبر التوسع في الطاقة النظيفة والنقل الذكي المستدام، وحظر بيع السيارات العاملة بالوقود الأحفوري، وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وتعدّ قضية التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية ومواجهة تلك المخاطر من الأولويات التي يجب أن تحظى باهتمام دولي كافٍ لتوفير الدعم من الدول المتقدمة فنيًا وماليًا وتكنولوجيًا، وفقًا لأحكام ومبادئ الاتفاقية الإطارية لتغيّر المناخ، وكذلك المواد المختصة في اتفاق باريس؛ حتى تتمكن الدول النامية من مواجهة أخطار تغيّر المناخ؛ إذ إنها الأكثر تعرضًا لتلك المخاطر.

ماذا حدث في أسوان؟

في الوقت الذي تستعدّ فيه مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة قمة المناخ المقبلة كوب 27، جاءت آثار التغيرات المناخية في مصر بشكل أسرع من المتوقع، إذ تعرّضت محافظة أسوان لموجة أمطار غزيرة؛ ما أسفر عن سيول تسببت في هدم منازل ومنشآت.

ونتيجة هطول الأمطار بكميات غزيرة مصحوبة بزخّات من البرَد مع عواصف ترابية، خرجت العقارب من جحورها، ونقلتها المياه بالقرب من المنازل والمنشآت.

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، القائم بعمل وزير الصحة والسكان، في بيان: "إن 503 مصريين تلقّوا الأمصال المضادة للدغ العقرب في محافظة أسوان، بعد تعرضهم للّدغ، ولا توجد أيّ حالة وفاة".

وكانت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خلال كلمته في قمة المناخ كوب 26، بشأن اختفاء مدن بأكملها -منها مدينة الإسكندرية- إذا ارتفعت درجات الحرارة 4 درجات، قد أثارت جدلًا واسعًا في الأيام الماضية.

وتعكف مصر في الوقت الحالي على ضرورة التصدي للتغيرات المناخية وعدم إهدار الفرص، من خلال ثورة خضراء لمواجهة التغيرات المناخية، والتي بدورها تعمل على إزالة الكربون من الهواء.

مصر

تأثير التغير المناخي في مصر

قال عدد من الخبراء والمحللين، إن ما شهدته محافظة أسوان سببه الرئيس تغييرات المناخ، وهو ما ينتج عنه ظاهرة جوية غير متوقعة وعنيفة.

وأكد مدير مركز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، محمود شاهين، إن المرحلة المقبلة ستشهد تقلبات في الطقس، ينتج عنها سقوط أمطار غزيرة وثلوج في محافظات القناة.

وأوضح في تصريحات خاصة إلى "الطاقة" أن الشهرين المقبلين سوف يشهدان تقلبات جوية حادّة.

وقال: إن "التغيرات المناخية في مصر بدأت من محافظة أسوان، وقد تمتد لمحافظات أخرى، وليس صحيحًا أن التوقع السابق كان الإسكندرية فقط".

وناشد المواطنين الابتعاد عن قيادة السيارات في الأماكن التي تقع بين الجبال في حالة هطول الأمطار، لأنه في غضون ثوان قد تنتج سيول تعرّض حياة المواطنين للخطر.

فصل التيار الكهربائي بسبب الأمطار

قال رئيس شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء، سامي وردة، في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"، إن الشركة اعتمدت خطة لمواجهة الطوارئ والتقلبات الجوية، والتي تؤثّر في التغذية الكهربائية، سواء من خلال سقوط الأمطار أو الثلوج أو العواصف.

وأشار إلى تشكيل فرقة متخصصة لصيانة الخطوط والأكشاك ومحوّلات الكهرباء التي تتعطل أو تتعرض لحريق بسبب التغيرات الجوية.

وأضاف أن التيار الكهربائي فُصِل بالتنسيق مع محافظة أسوان؛ بعدما اكتظت محطات مياه الشرب والصرف الصحي بالمياه، وجرى تشغيل الكهرباء بعد شفطها.

وذكر أن الشركة استبدلت بعض الأكشاك ولوحات التوزيع والخطوط التي تأثّرت بسبب الأمطار الغزيرة والعواصف التي شهدتها أسوان منذ أيام.

الطاقة المتجددة
أحد مشروعات الطاقة الشمسية في بنبان - أرشيفية

إنتاج الطاقة الشمسية في بنبان

رغم العواصف والتقلبات الجوية التي شهدتها محافظة أسوان في الأيام الماضية، فإن إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية في منطقة بنبان لم يتأثر، وتعمل المحطات بشكل طبيعي، حسبما أكدت 4 شركات طاقة شمسية تمتلك محطات في تصريحات خاصة لـ"الطاقة".

وأشار مسؤولو الشركات الثلاث، إلى إجراء صيانة وغسيل للخلايا الشمسية على مدار اليوم في أوقات متفرقة، لتلافي الغبار والعواصف التي تراكمت على الخلايا، في حين يتأثّر الإنتاج.

بينما ألمحت شركتان أخريان إلى وجود مشكلة فنية في بعض الخطوط والمهمات الخاصة بمحطتهما الشمسية في بنبان نتيجة تقلبات الطقس، ولكنهما عملتا على تلافيها في غضون يومين.

توليد الكهرباء من السدّ العالي

بلغت القدرات المنتجة من السدّ العالي 1700 ميغاواط، ولم تتأثر القدرات الكهربائية بأيّ تقلبات أو تغييرات في الطقس، بينما تخضع عدد من الوحدات للصيانة الدورية في إجراء دائم تقوم به شركة المحطات المائية لتوليد الكهرباء، حسبما قال مسؤول مطّلع بتصريحات إلى "الطاقة".

وقال، إن الشركة تتواصل مع المركز القومي لتحكّم الكهرباء بخصوص القدرات الكهربائية المنتجة، وهناك احتياطي في القدرات بالشبكة الكهربائية يسهم في إجراء الصيانة بشكل طبيعي، ودون أيّ خلل.

وأوضح أن العواصف والسيول والامطار التي حدثت في الأيام الماضية لم تؤثّر في كفاءة السدّ، بل العكس تمامًا، وهناك دراسة تجري للاستفادة من هذه الأمطار في الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية جعلت بعض الظواهر الجوية حرجة وعنيفة.

كوب 26

خطوات متسارعة نحو تغيّر المناخ

تعكف مصر طوال السنوات الماضية على تنفيذ إجراءات ملموسة في الحدّ من تغيّر المناخ، وأعدّ جهاز شؤون البيئة المصرية عددًا من البنود والتصورات بشأن الحدّ من الانبعاثات والتلوث.

وبحسب ورقة عمل جهاز شؤون البيئة المصرية بهذا الشأن، فإن جهود خفض غازات الاحتباس الحراري المطلوبة من الدول النامية يجب أن تأتي في إطار طوعي غير إلزامي، وترتبط بتوافر الدعم المالي والتكنولوجي وبناء القدرات المقدّم من الدول المتقدمة.

ونصّت الورقة على أن هدف المفاوضات الدولية القائمة حول تغيّر المناخ هو التنفيذ الكامل والفاعل والمستدام للاتفاقية وملحقاتها "وثيقة كيوتو واتفاق باريس" وخطة عمل بالي، وتفعيل قرارات مؤتمرات أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ.

كما يجب على الدول المتقدمة غير الأطراف في وثيقة كيوتو أو غير الأطراف في مرحلة الالتزام الثانية اتخاذ التزامات خفض قابلة للمقارنة بما يحافظ على ارتفاع مستوى درجة الحرارة دون مستوي درجتين مئويتين، وفقًا للتقارير العلمية الصادرة عن الجهات الدولية في هذا الشأن، والوفاء بالتزاماتها المالية بتوفير 100 مليار دولار.

ومن الضروري -بحسب الورقة- تحقيق التوازن بين التمويل المخصص لبرامج كل من التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ وتدابير الاستجابة والإجراءات الطوعية وفقًا لخطط التنمية المستدامة والأولويات الوطنية، وأن يكون الإنفاق على التكيف والتخفيف على حساب التمويل المخصص لجهود مكافحة الفقر وتحقيق التنمية للدول النامية.

كما يجب تناول قضية الزراعة في مسار التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ورفض تناول هذه القضية في إطار الحدّ من الانبعاثات، بما له من تأثير مباشر في طموحات زيادة الرقعة الزراعية مستقبلًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب على الحكومة المصري تنمية هذه المناطق لنيابات وصناعية يجب الاتصال بالصناعات فى الخارج وإعطائها الأرض مجانا التعهد بإعدادها بالكهرباء بسعر معقول وثابت لمدة عشرة سنوات على أن تقوم هذه المصانع بنقل التكنولوجيا إلى العمال والمهندسين المصرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق