أديبك 2021.. أوبك+ تتحدى بايدن: لا زيادات إضافية في إمدادات النفط
وسط تأكيدات وجود فائض في المعروض خلال 2022
حياة حسين
سيطر الوضع في أسواق النفط على محادثات اليوم الأول من أديبك 2021 الذي انطلقت فعالياته صباح الإثنين في مدينة أبوظبي الإماراتية.
وأكد وزراء ومسؤولو الدول الأعضاء في أوبك+ موقف دول التحالف بشأن زيادة الإنتاج، ورفض مطلب الرئيس الأميركي، جو بايدن المتكرر بهذا الشأن.
أديبك 2021
انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول أديبك 2021، أحد أكبر الأحداث الخاصة بصناعة الطاقة العالمية، والذي يُعقد في أبوظبي خلال المدة من 15 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وتستضيف الفعاليات شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، بدعم من وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات، وغرفة أبوظبي، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
يشارك في المؤتمر الذي يُعقد تحت شعار "كشف الفرص الجديدة في مجالات الطاقة" أكثر من 160 من وزراء البترول والطاقة ورؤساء كبريات شركات النفط والطاقة عالميًا، إلى جانب العديد من الخبراء على مستوى العالم.
ويحظى الحدث هذا العام بأهمية خاصة في ظل انعقاده بأعقاب انتهاء فعاليات قمة المناخ كوب 26، ليكون أول منتدى عالمي يناقش نتائج القمة والدور الذي ستؤديه صناعة النفط في مواجهة تحدّيات التغير المناخي والبيئة وتحقيق الاستدامة.
مطالب بايدن
كان بايدن قد طالب أوبك وحلفاءها، (أوبك+) بصورة متكررة بزيادة الإنتاج، أملًا في التخفيف من أزمة الطاقة، وزيادة الأسعار بنسبة تقترب من 60% هذا العام للنفط، ليدور سعر البرميل حول 82 دولارًا.
كما صعدت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية، ما خلق أزمة في معظم دول العالم، خاصة الأوروبية.
ورغم ذلك، فإن أوبك+ اتفقت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني على تثبيت زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول.
وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، على هامش مشاركته في أديبك 2021، حرص بلاده على الالتزام باتفاق أوبك+، وأنها غير مستعدة لزيادة إنتاج النفط فوق الحصة المقررة لها لتعويض نقص إمدادات الأعضاء الآخرين، وتخفيف الضغط على الأسعار.
وشدّد الوزير السعودي على عدم وجود نقص في النفط الخام بالأسواق، مؤكدًا أن أزمة الغاز والكهرباء الأخيرة في أوروبا وآسيا أدّت إلى ارتفاع أسعار الخام، مع تحوّل بعض محطات الكهرباء إلى النفط.
وأشار، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية في المؤتمر، إلى الدور الذي لعبه تحالف أوبك+ في استقرار أسواق النفط، قائلًا: "التحالف قدّم المزيد من الاستدامة والاستقرار والقدرة على التنبؤ والشفافية والاستعداد بالخطط قبل عام ونصف العام، كما قدّم نهجًا أكثر حذرًا ومدروسًا فيما يتعلق بالتعويض والاجتماع الشهري".
مخاوف بايدن في أزمة الطاقة، أجّجتها توقعات إدارات بحوث مصارف الاستثمار العالمية، والتي أشارت بعضها إلى احتمالات وصول سعر البرميل إلى 100 دولار.
فائض المعروض
من جانبه، توقّع وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، أن يشهد الربع الأول من عام 2022 فائضًا في المعروض النفطي، مستبعدًا احتمال وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل.
وأضاف -خلال مشاركته في أديبك2021- أن أوبك+ ستبحث العوامل الأساسية لتحديد وتيرة زيادة الإنتاج.
وأوضح أن النقص الحالي في النفط ليس مفاجئًا، إذ إن الطلب االعالمي على الوقود الأحفوري ارتفع إلى مستوى الذروة.
وأكد أن مصدّري النفط لا يرغبون في أن يشهد نمو الاقتصاد العالمي ركودًا، مشددًا على أن تحفيز الاستثمار في صناعة النفط مهم لضمان أمن إمدادات الطاقة.
زيادة كافية
قال وزير الطاقة العماني، محمد الرمحي، إن أوبك+ ترفع الإمدادات اليومية بمقدار 400 ألف برميل يوميًا بصفة شهرية، وهذا يكفي.
وأضاف أن المجموعة التي تضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا إلى جانب سلطنة عمان، ليست قلقة من احتمال قيام الولايات المتحدة السحب من احتياطيها النفطي الإستراتيجي للسيطرة على أسعار النفط، لأنه لن يؤدي إلى زيادة المعروض في السوق.
وأشار إلى أن الخوف كان وراء ارتفاع أسعار النفط غير المبرر حاليًا، قائلا: "لا داعي لحالة الخوف السائدة في السوق، يوجد توازن بين العرض والطلب، ولا يوجد مبرر لارتفاع أسعار النفط لهذه الدرجة".
وأرجع وزير الطاقة العماني السبب وراء الأزمة الحالية في السوق إلى تخفيض الاستثمار في قطاعي النفط والغاز الذي أثّر سلبًا في الأسواق.
تعويض الحصص
من جانبه، رفض وزير النفط الكويتي، محمد الفارس، الدعوات المطالبة بقيام أعضاء أوبك+ بتعويض نقص حصص بعض أعضاء التحالف، قائلًا: "التعدي على الحصص قد يعطّل انسجام التحالف، ويخاطر بإنهاء اتفاقية أوبك+ بالكامل".
وقال الفارس،: "حسب فهمي، تبذل بعض الدول قصارى جهدها للتأكد من أن لديها ما يكفي من الإنتاج في السوق".
وأضاف أن الكويت ستزيد إنتاجها النفطي بالتوازي مع العمل على خفض الانبعاثات من أجل ضمان أمن الطاقة، وستتوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الهيدروجين بوصفه جزءًا من "مسار موازٍ" للمُضي قدمًا.
احتياطي النفط الإستراتيجي
يأتي ذلك بعد أن طالب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، إدارة الرئيس جو بايدن بالتصديق على السحب من احتياطي النفطي الإستراتيجي في البلاد، بعد أن صعدت أسعار البنزين لمستوى هو الأعلى في 7 أعوام في الولايات المتحدة.
ويحتوي المخزون النفطي الإستراتيجي على نحو 609 ملايين برميل حاليًا، وهي كمية تكفي لتغطية الواردات النفطية الأميركية لـ100 يوم تقريبًا.
وفي هذا الإطار، أشار مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، في مقال له بعنوان "البنزين.. ما خيارات بايدن لخفض أسعاره؟".. إلى أنه إذا توقفت الولايات المتحدة عن استيراد النفط تمامًا، وبقي الاستهلاك والإنتاج على ما هو عليه، فإن هذا المخزون الإستراتيجي يكفيها لـ100 يوم، وإذا قررت وقف وارداتها من الشرق الأوسط فقط؛ فإن هذا المخزون يكفيها لأكثر من سنة.
وأضاف أن وزيرة الطاقة الأميركية غرانهولم أعلنت عدّة مرات أن بايدن سيستخدم صلاحياته الرئاسية، ويأمر بالسحب من المخزون الإستراتيجي، "لكن لم يحدث ذلك، لسبب بسيط: صلاحية الرئيس محدودة بالطوارئ ونقص الإمدادات، وليست هناك طوارئ ولا نقص في الإمدادات! لهذا لا يمكن استخدام الاحتياطي الإستراتيجي لتخفيض أسعار النفط والبنزين".
استثمار 600 مليار دولار
جاءت تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، سلطان الجابر، في الاتجاه ذاته (ضد زيادة الإنتاج)، إذ قال، إن صناعة النفط والغاز تحتاج إلى أكثر من 600 مليار سنويًا حتى 2030، لتلبية الطلب المتوقع على الطاقة.
وأشار إلى أنه لا يمكن للعالم أن "ينفصل فجأة ببساطة" عن المواد الهيدروكربونية، وذلك لضمان أمن الطاقة على المستوى العالمي.
ورغم أن الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، لم يستبعد وصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل المدة المقبلة، بسبب تراجع الاستثمارات، فإنه أكد أن هذا سيحدث لمدة قصيرة، وذلك في حوار مع تلفاز "بلومبرغ".
وقال: "إننا نستثمر أكثر أو أقلّ من 50% مما استثمرناه في 2013.. هناك فجوة بين العرض والطلب، و سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تبدأ شركات النفط في الاستثمار مرة أخرى".
وأضاف أن استهلاك النفط العالمي يقترب من 100 مليون برميل يوميًا، وهي مستويات قياسية.
موضوعات متعلقة..
- أديبك 2021.. وزير الطاقة العماني يتحدث عن موقف أوبك+ من الإفراج عن احتياطي النفط الأميركي
-
أديبك 2021.. وزير الطاقة السعودي: أسواق النفط لا تحتاج إلى زيادة الإمدادات
اقرأ أيضًا..
- تقرير رسمي: الجزائر تحقق طفرة في صادرات الغاز.. وقطر تتراجع
- المفاعلات النووية الصغيرة تنافس مصادر الطاقة المتجددة في توفير الكهرباء
-
الكوبالت المغربي.. سوق واعدة لتغذية سوق السيارات الكهربائية عالميًا