قمة المناخ وأزمة الغاز بين الجزائر والمغرب.. تعليقات "الطاقة" على أبرز أحداث الأسبوع
الطاقة
تصدّرت أخبار قمة المناخ كوب 26 -التي اختُتمت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد- إلى جانب استمرار تداعيات أزمة الغاز بين الجزائر والمغرب، أبرز أحداث الطاقة على مدار الأسبوع الماضي.
وبين كوب 26 وأزمة الجزائر والمغرب، برز على الساحة تقريران مهمان، الأول لمنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" بشأن أرقام الإنتاج والتوقعات المقبلة، والثاني تقرير آفاق الطاقة قصير الأجل، لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
الأحد (7 نوفمبر/تشرين الثاني)
بينما تنعقد فعاليات قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو الإسكتلندية، فاجأت الصين العالم ببيانات حكومية أظهرت رفع إنتاجها اليومي من الفحم إلى 11.88 مليون طن، في وقت يواجه فيه العالم مخاطر الاحتباس الحراري، ويسعى لاتخاذ موقف بشأن السيطرة على ارتفاع درجات حرارة الأرض.
بررت الصين موقفها هذا بأنه محاولة للتغلب على ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، وللتخفيف من آثار نقص الإمدادات، مع اقتراب فصل الشتاء.
في السياق نفسه، تناولت "الطاقة" تقريرًا عن موقف بريطانيا من الحياد الكربوني، بالتزامن قمة كوب 26، إذ أظهر تهميش الزراعة والانحياز إلى السيارات الكهربائية.
أشار التقرير إلى عدم تحديد بريطانيا خطة تفصيلية للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، رغم إعلان عزمها خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 78% بحلول عام 2035، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
بينما المُعلن حتى الآن هو اتجاه الدولة إلى منع بيع السيارات والشاحنات ذات محركات الاحتراق بحلول عام 2030، وتبنّي نظام طاقة منزوع الكربون بالكامل بحلول عام 2035.
الإثنين (8 نوفمبر/تشرين الثاني)
أعلن الراعي الرسمي لفريق ليفربول الإنجليزي شركة أكسا -الذي يلعب في صفوفه نجم منتخب مصر محمد صلاح- موقفًا يدعم هدف قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو.
وحسب تقرير صحفي، فإن شركة أكسا هددت بسحب استثماراتها من شركات النفط والغاز في غضون 3 سنوات، ما لم تلتزم بأهداف المناخ، مشيرة إلى أنها "ستتعامل مع شركات النفط والغاز، بما في ذلك إكسون موبيل وبي بي، بكل صرامة.
في اليوم نفسه، صدرت دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، أوضحت أن الهند ستجني 15 تريليون دولار إذا التزمت بتحقيق الحياد الكربوني.
وأشارت دراسة المنتدى إلى حاجة نيودلهي للتركيز على 5 قطاعات رئيسة في هذا السياق، هي: الطاقة، والصناعة، والزراعة، والبنية التحتية، إضافة إلى المدن.
وفي وسط الحديث عن الحياد الكربوني والاتجاه للطاقة النظيفة، صرّح وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي بأن النفط والغاز لازمان لضمان إمدادات الطاقة.
تصريحات الوزير التي جاءت خلال مشاركته في مؤتمر "أسبوع النفط الأفريقي" المنعقد في دبي، ألقت الضوء على أزمة الطاقة العالمية حاليًا، ثم تناول قدرة تحالف أوبك+ على زيادة إمدادات النفط، إذا كان هناك طلب من السوق.
ومن الإمارات، ينتقل الحديث عن شركة قطر للطاقة، التي أعلنت أنها باعت إلى باكستان أغلى شحنة غاز مسال بسعر 30.6 دولارًا/وحدة حرارية بريطانية.
أرجعت باكستان إقدامها على تلك الخطوة إلى رغبتها في تأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال، خوفًا من حدوث أزمة مع قرب حلول فصل الشتاء.
الثلاثاء (9 نوفمبر/تشرين الثاني)
أدلى الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، المهندس أمين الناصر، بعدّة تصريحات مهمة حول رؤيته للوضع الحالي في سوق النفط، وهل توجد أزمة فعلية في نقص الإمدادات؟
وتوقّع رئيس أرامكو تقلُص الطاقة الفائضة للنفط خلال العام المقبل، مشيرًا إلى أنها تبلغ حاليًا 3-4 ملايين برميل يوميًا، لكنها "توفر بعض الراحة للسوق".
كما توقّع أمين الناصر، أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط مستويات ما قبل الوباء بنحو 100 مليون برميل يوميًا في 2022، قائلًا: "إن أسعار الخام المرتفعة حاليًا تعكس الانتعاش الاقتصادي الصحي، فضلًا عن تحوّل الطاقة في القطاع من الغاز إلى المشتقات النفطية".
في الإطار ذاته، صدر تقرير آفاق الطاقة قصير الأجل، عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، والتي خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال 2022.
وتوقعت الإدارة نمو الطلب على الخام بنحو 3.35 مليون برميل يوميًا العام المقبل، مقارنة مع 3.48 مليون برميل يوميًا في تقديرات الشهر الماضي.
ومن توقعات الطلب على النفط، إلى منظمة أوبك، إذ أعلنت الكويت في بيان أصدرته وزارة النفط، ترشيحها المحافظ السابق لها لدى منظمة الدول المصدّرة للنفط، هيثم الغيص لمنصب الأمين العامّ، خلفًا للأمين الحالي، محمد باركيندو، الذي تنتهي مدة عمله في نهاية يوليو/تموز المقبل.
الأربعاء ( 10 نوفمبر/تشرين الثاني)
في خضم أزمة إمدادات الغاز بين الجزائر والمغرب، عقب إعلان الأولى عدم تجديد اتفاق نقل الغاز الطبيعي إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية، خرج إلى العلن خبر عن أول وساطة بين البلدين، لحلّ تلك الإشكالية.
مسألة الوساطة هذه أعلنتها شركة ناتورجي، أكبر مجموعة للغاز في إسبانيا، قائلة: إنها "ترغب في تحقيق تمديد محتمل لاتفاقية نقل إمدادات الغاز الجزائري بخط أنابيب المغرب العربي وأوروبا المارّ بالرباط إلى إسبانيا"، حتى تتحقق الاستفادة لكل الأطراف.
ومنذ هذا الإعلان، لم تعلّق الجزائر، ولا المغرب، بينما لم تكشف ناتورجي الإسبانية عن أيّ تطورات جديدة.
الخميس ( 11 نوفمبر/تشرين الثاني)
كما كان متوقعًا، بحسب اتفاق أوبك+ لخفض الإمدادات، ارتفع إنتاج أوبك النفطي بنحو 217 ألف برميل يوميًا خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحسب التقرير الشهري للمنظمة، فإن أغلب الزيادة جاءت من جانب السعودية وفنزويلا والإمارات والكويت، ليبلغ إنتاج الدول الأعضاء 27.453 مليون برميل يوميًا بنهاية أكتوبر/تشرين الأول، مقابل 27.236 مليون برميل يوميًا المسجلة في الشهر السابق له.
وتراجعت مخزونات النفط التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأكثر من 18 مليون برميل خلال سبتمبر/أيلول، ما يعني أن المخزونات العالمية أقلّ بنحو 374 مليون برميل، مقارنة بمستويات سبتمبر/أيلول 2020.
الجمعة ( 12 نوفمبر/تشرين الثاني)
قبل استضافتها رسميًا قمة المناخ كوب 27، استعرض تقرير نشرته "الطاقة" إنجازات مصر في التحول الأخضر، ركّز على مبادرة الدولة لإحلال السيارات المتقادمة بأخرى تعمل بالغاز، إلى جانب السيارات والمركبات الكهربائية.
وأشار التقرير إلى اتجاه مصر لاستخدام التقنيات المتوافقة مع البيئة، وتخصيص مبالغ ضخمة في الموازنة العامة، من أجل المشروعات الخضراء.
السبت (13 نوفمبر/تشرين الثاني)
بعد أكثر من أسبوعين من انعقاده، أُسدل الستار رسميًا على قمة المناخ كوب 26، التي انتهت بـ بيان مخيّب للآمال، بعد اتفاق المشاركين على خفض استخدام الفحم، "وليس منعه"، مع توفير الدعم المالي للبلدان النامية لدعم الأهداف المناخية، دون تقديم أيّ ضمانات.
هذه النهاية -المتوقعة سابقًا- دعت رئيس القمة ألوك شارما، إلى البكاء خلال كلمته الختامية، قائلًا: "إنه انتصار هش".
اقرأ أيضًا..
- تقرير رسمي: الجزائر تحقق طفرة في صادرات الغاز.. وقطر تتراجع
- مقال - أنس الحجي يكتب: البنزين.. ما خيارات بايدن لخفض أسعاره؟
- قمة المناخ كوب 26.. هل ينتصر البيان الختامي للبيئة أم ينحاز لمصالح الدول الكبرى؟