أسبوع الطاقة الأفريقي.. الغاز الطبيعي أمل القارة في التنمية الاقتصادية
دول جنوب الصحراء الكبرى تسعى لجذب استثمارات كبيرة في قطاع الغاز
نوار صبح
- الغاز الطبيعي قدّم في السنوات الأخيرة بعض التطورات والاكتشافات التجارية المهمة
- أشار بعض خبراء الغاز الطبيعي إلى "عصر ذهبي" لتطوير الغاز الطبيعي في أفريقيا
- تقدم السنغال وجمهورية الكونغو خططًا متميزة لاستثمار الغاز
- الغاز هو البديل الوحيد لتوليد الاحتياجات الأساسية من الكهرباء
عقد أسبوع الطاقة الأفريقي، الذي يُعَد أكبر مناسبة مخصصة للطاقة في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، في يومه الثاني، جلسة نقاشية تحت شعار "العصر الذهبي للغاز الطبيعي في أفريقيا"، ورعت الجلسة شركة جنرال إلكتريك غاز باور الأميركية، بمشاركة نخبة من الخبراء.
وحضر الجلسة السكرتير الدائم للطاقة في وزارة البترول والطاقة في جمهورية السنغال شيخ نيان، ونائب المدير العام لتطوير وإستراتيجية الأعمال الدولية في شركة غازبروم الروسية فلاديمير إليانين، وممثلة عن شركة جنرال إلكتريك غاز باور وممثل عن شركة النفط الوطنية الكونغولية.
وعلى الرغم من أن النفط لا يزال يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي؛ فإن الغاز الطبيعي قدم في السنوات الأخيرة بعض التطورات والاكتشافات التجارية المهمة، حسبما نشره موقع منصة إنرجي كابيتال باور المعنية باستثمارات الطاقة.
وتشمل تلك الاكتشافات حقل الغاز الضخم غراند تورتو أحميم الواقع في المياه البحرية بين السنغال وموريتانيا؛ وحقل غاز الزهور العملاق في مصر.
يضاف إلى ذلك مشروع ليندي للغاز الطبيعي المسال بقيمة 30 مليار دولار في تنزانيا الذي يستأنف نشاطه في عام 2022؛ ومشروع سايبم للغاز الطبيعي المسال في موزمبيق بتكلفة 20 مليار دولار، الذي يرتقب أن يبدأ أعماله العام المقبل.
جدير بالذكر أن منطقة الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى تُعدّ موطنًا لبعض الدول المنتجة للنفط على مستوى العالم، مثل نيجيريا وأنغولا وغينيا الاستوائية.
أهمية الغاز في أفريقيا
أدت اكتشافات ومشروعات الغاز الكبرى، مدفوعة بحاجة الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى إلى زيادة الوصول إلى الطاقة من أجل تسريع التصنيع والنمو الاقتصادي، وأشار العديد من خبراء الغاز الطبيعي إلى "عصر ذهبي" جديد لتطوير الغاز الطبيعي في أفريقيا.
وتمتلك بعض البلدان الأفريقية قدرات بارزة لاستخدام الغاز الطبيعي باعتباره محفزًا للنمو وللمساعدة في خفض تكلفة الإنتاج في مجموعة واسعة من الصناعات.
بدورها، تقدم دول مثل السنغال وجمهورية الكونغو خططًا متميزة لاستثمار الغاز، ووضعت إستراتيجيات طويلة الأجل للاستفادة القصوى من موارد الغاز الطبيعي الموجودة أو المكتشفة حديثًا في البر والبحر.
دور الغاز في تحول الطاقة
قالت المديرة التجارية الإقليمية لدى شركة جنرال إلكتريك غاز باور، نوسيزويدلينيزيل، إن اهتمام الشركة انصبّ على إزالة الكربون، واستكشاف دور الغاز لمساعدة البلدان على التصنيع وخلق مزيج طاقة مستدام.
وأضافت أن الغاز هو البديل الوحيد لتوليد الاحتياجات الأساسية من الكهرباء، التي تتيح، مع مصادر الطاقة المتجددة، تشغيل شبكة كهربائية مستقرة؛ وأكدت أهمية إنشاء اقتصاد صناعي مرتبط بالغاز ويسمح للصناعات المحلية بالنمو والارتقاء بالكفاءة.
وقال رئيس قسم المشروعات المشتركة وإدارة العلاقات الحكومية في شركة النفط الوطنية الكونغولية، الدكتور بي دياأيوإيباتا: إن الشركة تسعى لاستخدام الغاز الطبيعي باعتباره وقودًا رئيسًا لتحقيق تحول الطاقة، وتقليل انبعاثات الكربون.
وأوضح أن الغاز يُعدّ وقودًا نظيفًا ويؤدي دورًا كبيرًا في تحول الطاقة والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة المحددة في جدول أعمال الأمم المتحدة 2030.
وأضاف أن بلاده تستخدم الغاز الطبيعي على المستوى المحلي وتتحرك نحو تصدير الغاز بحلول عام 2022.
وبيّن أن استخدام الغاز الطبيعي في الكونغو يساعد على تنفيذ تحول الطاقة والتوافق مع موقف أوبك بأن جميع مصادر الطاقة، بما في ذلك الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي، تؤدي دورًا حاسمًا.
تطوير احتياطيات الغاز
قال نائب المدير العام لتطوير وإستراتيجية الأعمال الدولية في شركة غازبروم الروسية، فلاديمير إليانين: إن التعاون الإقليمي داخل منطقة الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى أمر بالغ الأهمية لتطوير احتياطيات الغاز في قارة أفريقيا بأكملها.
وقال السكرتير الدائم للطاقة في وزارة البترول والطاقة في جمهورية السنغال، شيخ نيان، إن الدول الأفريقية بحاجة إلى التفكير في تمويل اكتشافات الغاز الأخيرة؛ لأنها ضرورية للتنمية، وتمثل مصدرًا موثوقًا للطاقة يحترم البيئة.
وأشار إلى أن السنغال تحضّر خطة لاستثمار الغاز، وستكون الإيرادات المتأتية من الغاز الطبيعي مهمة للمساعدة في تمويل تحول الطاقة وضمان التنمية المستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن أسبوع الطاقة الأفريقي أكد أهمية دور الغاز الطبيعي باعتباره وقودًا انتقاليًا مثاليًا؛ لأن حرقه يُعَد أنظف من حرق الوقود الأحفوري التقليدي مثل الفحم والنفط، ولا يزال قادرًا على توفير الكهرباء الموثوقة على نطاق واسع.
وركزت جلسات أسبوع الطاقة الأفريقي على وجود فرص هائلة لاستبدال محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم وزيت الوقود ببنية تحتية أنظف لتحويل الغاز إلى كهرباء.
ويشترك في أعمال أسبوع الطاقة الأفريقي عدد من الشركات متعددة الجنسيات مثل جنرال إلكتريك وشركة ساسول النفطية الجنوب أفريقية، وعدد من الدول الأفريقية المنتجة للغاز التي تسعى لضمان تسييل موارد الغاز الوطنية بطريقة فعالة.
وبيّن المشاركون في أسبوع الطاقة الأفريقي ضرورة التآزر بين منتجي الغاز الطبيعي في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، ودعوا إلى إنشاء أسواق قوية ومربحة للكهرباء والغاز الطبيعي في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
اقرأ أيضًا..
- المغرب يخطط لإنشاء شركة لإدارة مشروعات النفط والغاز
- من المسؤول عن تغيّر المناخ تاريخيًا؟ (إنفوغرافيك)
- كرواتيا تستقبل أول شحنة غاز مسال من مصر