تشهد المرحلة الثانية من مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز الطبيعي المسال العائم -الذي تديره شركة النفط البريطانية بي بي قبالة سواحل موريتانيا والسنغال- عملية إعادة تقييم بعد تخصيص الكثير من النفقات الرأسمالية للمرحلة الأولى.
ويقول المدير العام للمحروقات بوزارة البترول والمعادن والطاقة في موريتانيا، مصطفى بشير: إننا "نعمل حاليًا على إعادة تشكيل المرحلة الثانية وتعجيلها وتعظيم اقتصاديات المشروع".
وأضاف -في حديثه إلى وكالة "إس آند بي غلوبال بلاتس"-: "نهدف إلى الحصول على قرار استثماري نهائي بحلول نهاية العام المقبل أو مطلع عام 2023، ولكن مرة أخرى تخضع المرحلة للتحسين الجاري حاليًا".
إنتاج الغاز
صرّح بشير -على هامش فعاليات أسبوع النفط الأفريقي في دبي- بأنه من المقرر أن يصل أول إنتاج للغاز من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في أواخر عام 2023، بعد العديد من التأخيرات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا وتضخم التكلفة.
إذ كان من المتوقع في البداية بدء تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في النصف الأول من عام 2023، بسعة أولية تبلغ 2.5 مليون طن متري سنويًا.
وفي إطار المرحلة الثانية، من المتوقع أن تتضاعف الطاقة الإنتاجية إلى 5 ملايين طن متري سنويًا.
تسويق الغاز
اتخذت شركة بي بي وشركاؤها القرار الاستثماري النهائي للمرحلة الأولى من تورتو أحميم في ديسمبر/كانون الأول 2018، مع خطط أولية لبناء المشروع بسعة إجمالية تصل إلى 10 ملايين طن متري سنويًا.
ويعتمد المشروع على ما يُقدر بـ15 تريليون قدم مكعّبة من الغاز البحري الذي يمتد على الحدود البحرية لدولتي غرب أفريقيا.
وقالت شركة بي بي، في فبراير/شباط من العام الماضي، إن ذراعها لتسويق الغاز وافقت على شراء جميع الغاز الطبيعي المسال الذي سيجري إنتاجه في مشروع تورتو أحميم الكبير في مرحلته الأولى لمدّة أولية تصل إلى 20 عامًا.
وكان من المتوقع في الأصل أن يصل أول إنتاج للغاز في عام 2022، لكن التأخيرات المتعلقة بجائحة فيروس كورونا دفعت تاريخ بدء التشغيل إلى عام 2023.
تطوير حقل بير الله
صرّح بشير بأن تطوير حقل بير الله شهد -أيضًا- بعض التأخيرات، بسبب التغيير الحالي في سمات مشروعات الوقود الأحفوري.
ولا تزال الوزارة والشركاء يقومون بتقييم ما إذا كان ينبغي للمشروع التركيز فقط على الغاز الطبيعي المسال، وما إذا كان ينبغي أيضًا النظر في تطوير الهيدروجين الأزرق، أو الخوض في البتروكيماويات.
وكانت شركة بي بي قد قالت، عام 2019، إنها اكتشفت مكامن غاز "عالمية" في منطقة بير الله/أوركا جنوب موريتانيا وفي ياكار-تيرانغا في السنغال.
التنقيب عن النفط
نما نشاط التنقيب والحفر بين شركات النفط الكبرى والمستكشفين في موريتانيا بشكل مطرد في السنوات القليلة الماضية حتى تفشي جائحة فيروس كورونا.
وكان من المتوقع أن تصبح موريتانيا منتجًا كبيرًا للنفط، بعد اكتشاف حقل شنقيط، لكن هذا الأمر انتهى بسرعة كبيرة.
بدأ شنقيط الإنتاج عام 2006 بمعدل إنتاج مستهدف 75 ألف برميل يوميًا، لكن الحقل عانى مشكلات فنية أدت إلى انخفاض سريع في الإنتاج، وتوقف الحقل عن إنتاج أي خام في العام الماضي.
موضوعات متعلقة..
- لمحات عن رحلة موريتانيا في الطاقة والمعادن (إنفوغرافيك)
- بعد تعليق إنتاج النفط في موريتانيا.. الأمل في الغاز الطبيعي (ملف خاص)
- موريتانيا: وضعنا إستراتيجية تحوّل الطاقة.. وسنوفر الكهرباء للجميع بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- تغيّر المناخ والاقتصاد العالمي.. التداعيات السلبية أصبحت ملموسة (تقرير)
- ناد مصري شهير يجمع تبرعات لسداد فاتورة الكهرباء.. و280 ألف دولار متأخرات
- بايدن وأوبك+.. هل تنجح خيارات أميركا في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة؟ (تقرير)