قمة المناخ كوب 26.. استطلاع يفضح التزام الحكومات بإنقاذ الأرض من الانبعاثات
سكان 10 دول لا يرون ضرورة لتغيير نمط حياتهم لحل أزمة التغير المناخي
تتواصل فعاليات قمة المناخ كوب 26 في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، والتي يعول عليها قادة العالم في التوصل إلى حلول جذرية من أجل مواجهة تغير المناخ، وخفض الانبعاثات.
وبالتزامن مع فعاليات قمة cop26، أظهر استطلاع رأي أُجري في 10 دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، أن المواطنين قلقون من أزمة تغير المناخ.
وأكد المشاركون في الاستطلاع أنهم يفعلون المزيد للحفاظ على كوكب الأرض أكثر من أي شخص آخر، بما في ذلك حكوماتهم، وقلة منهم على استعداد لإجراء تغييرات كبيرة في نمط الحياة، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
انتقاد الحكومات
انتقد المشاركون جهود الحكومات للتحرك نحو إنقاذ كوب الأرض وخفض الانبعاثات، وتبين أن 62% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع رأوا أن أزمة المناخ هي التحدي البيئي الرئيس الذي يواجهه العالم، قبل تلوث الهواء (39%)، وتأثير النفايات (38%) والأمراض الجديدة (36%).
وعندما طُلب منهم تقييم تصرفاتهم الفردية ضد الآخرين مثل الحكومات والشركات ووسائل الإعلام، رأى الناس عمومًا أنهم ملتزمون بالبيئة أكثر من الآخرين في مجتمعهم المحلي أو أي مؤسسة.
صنف نحو 36% أنفسهم على أنهم "ملتزمون للغاية" بالحفاظ على كوكب الأرض، بينما شعر 21% فقط بأن الأمر نفسه ينطبق على وسائل الإعلام و19% من الحكومة المحلية.
أشار نحو 18% فقط ممن شملهم الاستطلاع إلى التزام مجتمعهم المحلي بالقدر نفسه من الإجراءات للحفاظ على كوكب الأرض، مع اعتبار الحكومات الوطنية (17%) والشركات الكبرى (13%) أقل مشاركة.
تغيير نمط الحياة
لم يُبد المشاركون حماسًا للقيام بالمزيد بأنفسهم، وقال 76% ممن شملهم الاستطلاع "إنهم سيقبلون قواعد وأنظمة بيئية أكثر صرامة، لكن ما يقرب من نصفهم 46% شعروا بأنه لا توجد حاجة حقيقية لهم لتغيير عاداتهم الشخصية".
في المقابل، أشار 51% فقط إلى أنهم سيتخذون بالتأكيد إجراءات مناخية فردية.
وكان الأشخاص في بولندا وسنغافورة (56%) هم الأكثر استعدادًا للعمل، وأقلهم في ألمانيا (44%) وهولندا (37%).
كانت الأسباب الأكثر شيوعًا لعدم الرغبة في بذل المزيد من الجهد من أجل الكوكب هي:
- أشعر بالفخر بما أفعله حاليًا (74%).
- لا يوجد اتفاق بين الخبراء حول أفضل الحلول (72%).
- أحتاج إلى المزيد من الموارد والمعدات من السلطات العامة (69%).
بينما جاءت أسباب عدم الراغبين في القيام بالمزيد من الإجراءات لحماية الأرض كالتالي:
- لا يمكنني تحمل هذه الجهود (60%).
- أفتقر إلى المعلومات والإرشادات حول ما يجب القيام به (55%).
- لا أعتقد أن الجهود الفردية يمكنها حقًا التأثير (39%).
- أعتقد أن التهديدات البيئية مبالغ فيها (35%).
- ليست لدي مساحة للتفكير في الأمر (33%).
حلول لإنقاذ الكوكب
تطرق الاستطلاع إلى الإجراءات التي يجب أن تُعطى الأولوية للحفاظ على كوكب الأرض؛ حيث يرى المشاركون ضرورة التركيز على التدابير التي كانت عادات راسخة بالفعل، أو تتطلب جهدًا فرديًا أقل، أو التي يتحملون عنها القليل من المسؤولية المباشرة.
وقال نحو 57%، على سبيل المثال، إن تقليل النفايات وزيادة إعادة التدوير "مهمان جدًا"، ومن بين الأولويات التوقف عن إزالة الغابات (54%)، وحماية أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض (52%)، وبناء مبانٍ موفرة للطاقة (47%)، واستبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة (45%).
رأى المستطلعون أن الإجراءات التي من المحتمل أن تؤثر في أنماط حياتهم أقل أهمية بكثير، فقد اعتُبر تقليل استهلاك الطاقة لدى الناس أولوية بنسبة 32% فقط، مع تفضيل وسائل النقل العام على السيارات (25%)، وتغيير النموذج الزراعي (24%) لا تحظى بشعبية بالمثل.
وأكد نحو 23% أن الحد من السفر بالطائرة وفرض المزيد من الرسوم على المنتجات التي لا تحترم المعايير البيئية مهمان للحفاظ على كوكب الأرض، مع حظر مركبات الوقود الأحفوري (22%) وتقليل استهلاك اللحوم (18%) والتجارة الدولية (17%) كان يُنظر إليها على أنها أولويات أقل.
دور الحكومات
قالت الدراسة التي نشرتها صحيفة الغارديان إن المواطنين قلقون بلا شك من حالة الكوكب، لكن النتائج تثير الشكوك بشأن مستوى التزامهم بالحفاظ عليه؛ فبدلًا من الترجمة إلى رغبة أكبر في تغيير عاداتهم، تركز اهتمامات المواطنين بشكل خاص على تقييمهم السلبي لجهود الحكومات.
شمل الاستطلاع عينات تمثيلية لأكثر من 1000 شخص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا والسويد وبولندا وسنغافورة ونيوزيلندا.
وأعطى الناس لأنفسهم أعلى درجة للالتزام في كل مكان باستثناء السويد، بينما فقط في سنغافورة ونيوزيلندا كانت الحكومات الوطنية تعد مشاركة عالية، كانت الهوة بين رؤية المواطنين جهودهم الخاصة (44%) ونظرة حكومتهم (16%) هي الأعلى في المملكة المتحدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- تقرير جزائري يتحدث عن تطورات تصدير الغاز إلى إسبانيا
- وزير الطاقة الإماراتي: النفط والغاز لازمان لضمان إمدادات الطاقة