غازتقارير الغازرئيسية

سيمبرا تخطط لغزو الأسواق الآسيوية بشحنات الغاز الطبيعي المسال

من خلال مشروعها الثاني في المكسيك

داليا الهمشري

في ظل أزمة الغاز الحالية التي ضربت قارتي أوروبا وآسيا، تحاول شركات الطاقة التوسع في مشروعاتها والعمل على مشروعات جديدة؛ لمواكبة النقص الذي تعاني منه الأسواق.

وأعلنت شركة سيمبرا الأميركية للغاز الطبيعي المسال -ومقرها سان دييغو- أمس الجمعة تفاصيل حول خطط بناء مشروعها الثاني في المكسيك.

وأطلقت الشركة على المشروع اسم "فيستا باسيفيكو للغاز الطبيعي المسال"، وسيركز هذا المرفق على إرسال شحنات الغاز الطبيعي المسال من توبولوبامبو المكسيكية، وهو ميناء على خليج كاليفورنيا في ولاية سينالوا، إلى الأسواق الآسيوية.

تصدير الغاز الطبيعي المسال

مُنحت الموافقة على بناء المرفق المقترح للشركة بعد مناقشات استمرت عامًا مع المسؤولين في الحكومة المكسيكية، ومن المتوقع أن يُبنى بجوار محطة للمنتجات المكررة مملوكة لشركة سيمبرا للبنية التحتية، وهي إحدى الشركات التابعة للشركة الأم.

ومن المخطط أن يُنتج مشروع فيستا باسيفيكو نحو 4 ملايين طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، حسب موقع "سان دييغو يونيون تريبيون".

وسيكون ذلك المقدار نفسه -تقريبّا- الذي من المتوقع أن يصدره مرفق إنرجيا كوستا آزول؛ إذ يجري توسيع المرفق بالقرب من مدينة إنسينادا، الذي تشغله شركة سيمبرا البنية التحتية لتوريد شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى جميع أنحاء المحيط الهادئ، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج والشحن بحلول نهاية عام 2024.

ومن المتوقع أن تجتذب صادرات الغاز الطبيعي المسال القادم من مشروع إنرجيا كوستا آزول اهتمامًا كبيرًا؛ لأنه يقع مباشرة على المحيط الهادئ؛ ما يعني أن الشحنات يمكن أن تتجاوز دفع رسوم قناة بنما، والوصول إلى وجهات مطلة المحيط الهادئ في قرابة نصف الوقت الذي تستغرقه صادرات الغاز الطبيعي المسال القادمة من المرافق الواقعة على ساحل الخليج للوصول.

تصاريح التشغيل

ما زال أمام مشروع فيستا باسيفيكو بضع سنوات، كما يحتاج إلى الحصول على تصريح إضافي من وزارة الطاقة الأميركية، فضلًا عن تصريحين على الأقل من الحكومة المكسيكية.

وكان الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، قد اقترح -العام الماضي- أن تساعد شركة سيمبرا حكومته في تقليل مخزونات الغاز الطبيعي الفائض.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيمبرا، جيف مارتن، أمس الجمعة: "لقد اتخذنا قرارًا قبل عدة سنوات بمساعدة الرئيس لوبيز أوبرادور على النجاح؛ لذا تركز غالبية محادثاتنا على السبل التي يمكننا من خلالها الشراكة مع مجلس وزرائه لجعل شركة النفط المكسيكية المملوكة للدولة -بيمكس- ناجحة".

وأضاف: "وسنُنفذ مشروعاتنا مع مراعاة أهداف الحكومة".

امتداد للوقود الأحفوري

سيحصل مشروع فيستا باسيفيكو على الغاز الطبيعي من حوض برميان في الولايات المتحدة، ويصل إلى المرفق عبر خطي أنابيب أحدهما تابع لشركة سيمبرا للبنية التحتية، في حين أن الأسواق الآسيوية ستكون الوجهة الرئيسة.

وأوضح مارتن أن الشحنات يمكن أن تتجه -أيضًا- إلى أميركا الجنوبية، أو تبقى في المكسيك.

فمرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال تأخذ الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب، وتبرده إلى 260 درجة تحت الصفر، ثم تحمل المنتج المسال في خزانات شحن مصنوعة خصيصًا له على متن سفن ذات هيكل مزدوج تنقل الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم.

ويرى مؤيدو الغاز الطبيعي المسال أنه خيار فاعل وصديق للبيئة، إلا أن معظم المنظمات البيئية تعارض هذه الفكرة، مشيرة إلى أنه امتداد لاستخدام الوقود الأحفوري.

أزمة الغاز العالمية

شهدت سوق الغاز الطبيعي المسال -مؤخرًا- ارتفاعًا في الأسعار وفي العقود طويلة الأجل، ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى أزمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي والصين، ونقص إمدادات الغاز الطبيعي؛ نتيجة التعافي الاقتصادي وانخفاض المخزونات.

وكانت وكالة الطاقة الدولية وبعض المشرعين الأوروبيين قد اتهموا شركة غازبروم بعدم بذل جهود كافية لزيادة إمداداتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، لكن الشركة الروسية قالت إنها تفي بالتزاماتها التعاقدية.

وتهدد أزمة ارتفاع أسعار الغاز قارة أوروبا في الأسابيع المقبلة؛ إذ أصبح شبح الإفلاس قريبًا من شركات عديدة، أما الملايين من الأسر فستغرق في براثن الفقر بسبب الارتفاع غير المنضبط في أسعار الوقود في جميع أنحاء أوروبا.

وكانت أسعار الغاز قد سجلت، في وقت سابق من الشهر الجاري، مستويات تاريخية غير مسبوقة؛ إذ صعدت إلى مستوى 1937 دولارًا لكل ألف متر مكعب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق