قمة المناخ كوب 26.. الإمارات تستهدف الاستحواذ على 25% من سوق الهيدروجين
وتعلن إنجازًا جديدًا لمشروع محطات براكة النووية
برز الهيدروجين أحد الحلول الفعالة بخطة قادة دول العالم في قمة المناخ كوب 26، ضمن المساعي العالمية لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني وتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وفي هذا الإطار، أعلنت الإمارات ممثلةً بوزارة الطاقة والبنية التحتية، اليوم الخميس، خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، من خلال خريطة طريق لتحقيق الريادة في مجال الهيدروجين.
تسعى الخطة الإماراتية إلى الإسهام في تحقيق الحياد المناخي وتعزيز مكانة أبوظبي بصفة مصدر للهيدروجين، من خلال تعزيز الحلول المستقبلية لتحديات المناخ العالمية.
جاء الإعلان عن خريطة الطريق على هامش فعاليات قمة المناخ كوب 26 المنعقدة في مدينة غلاسكو البريطانية، التي تجمع دول العالم، للالتزام بخفض الانبعاثات للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية باريس.
خريطة الهيدروجين
قال وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي: إن "إطلاق الإمارات خريطة طريق للهيدروجين بمثابة محرك رئيس يسهم في تقديم حلول مستقبلية لتحديات التغير المناخي العالمية"، تزامنًا مع إعلان بلاده المبادرة الإستراتيجية للحياد المناخي 2050.
وأشار إلى أن المبادرة تهدف إلى إنشاء نظام بيئي فعّال يؤسس نموذجًا جديدًا لمسار النمو الاقتصادي المستدام الذي يعزز البحث والتطوير والابتكار والتكنولوجيا النظيفة.
وأوضح أنه يجري الآن وضع الخطط والإستراتيجيات وتنفيذ المبادرات والمشروعات اللازمة من قبل المعنيين في القطاعات الرئيسة في الإمارات.
تتضمن خريطة طريق الريادة في مجال الهيدروجين 3 أهداف أساسية، تتمثل في:
- فتح مصادر جديدة لخلق القيمة من خلال تصدير الهيدروجين منخفض الكربون ومشتقاته ومنتجاته إلى مناطق الاستيراد الرئيسة.
- تعزيز فرص مشتقات الهيدروجين الجديدة بوساطة الفولاذ منخفض الكربون والكيروسين المستدام.
- دعم الصناعات الأخرى ذات الأولوية والتي تسهم في تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
سوق الهيدروجين
من جانبه، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي سلطان الجابر: إننا "نعمل على بناء القدرات في سوق الهيدروجين النظيف التي تمتلك إمكانات واعدة وكبيرة للنمو، من خلال تنفيذ مشروعات النمو الطموحة في جميع جوانب ومجالات سلسلة القيمة للهيدروجين النظيف".
وأشار إلى الاستفادة من مكانة بلاده "الرائدة في الصناعات والتقنيات المتطورة والطاقة منخفضة الكربون، والخالية من الكربون".
وأضاف أن خريطة الطريق ستسهم بشكل فعلي في دعم مبادرة الإمارات الإستراتيجية سعيًا لتحقيق الحياد المناخي 2050، وتعزز النمو الاقتصادي المستدام.
وتسعى الإمارات إلى دعم صناعة الهيدروجين منخفض الكربون عبر 5 ممكنات رئيسة، تتمثل في:
- إطار تنظيمي واضح تدعمه سياسات وحوافز ومعايير وشهادات.
- توفير تكنولوجيا متقدمة عبر شراكات ذات قيمة مضافة وهيكل بحث وتطوير وطني فعّال في دولة الإمارات.
- تعزيز الشراكات الحكومية القائمة وتأسيس شراكات جديدة لتسريع وتيرة نمو النظام المحلي.
- توفير بنية تحتية وأراضٍ لدعم الإنتاج المحلي.
- توفير مصادر تمويل أخضر.
خفض الانبعاثات
من جانبها، قالت وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد المهيري: "يعدّ الهيدروجين النظيف وقودًا مستدامًا للمستقبل، وأداة مهمة في جهود العالم لتقليل الكربون".
وتابعت: "خريطة الطريق تسعى إلى الاستفادة من استثمارات الإمارات وخبراتها في مجال الطاقة المتجددة بأسعار مقبولة لتطوير قطاع الهيدروجين النظيف،بينما ستؤدي دورًا رئيسًا في دفع عجلة تحوِّل الإمارات إلى اقتصاد مستدام منخفض الكربون".
وتمضي الإمارات بخطى واثقة لتحقيق الريادة العالمية في مجال الهيدروجين منخفض الكربون، إذ تعمل حاليًا على تنفيذ أكثر من 7 مشروعات طموحة تستهدف من خلالها 25% من الحصة في أسواق التصدير الرئيسة، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والهند، إلى جانب استهدافها أسواقًا أخرى في أوروبا وشرق آسيا.
وتتجه الإمارات لتتصدّر دول العالم في إنتاج الهيدروجين النظيف، مع توفير مزايا تنافسية للهيدروجين الأزرق والأخضر، بما في ذلك الهيدروكربونات الوفيرة والتنافسية، وبناء منشآت إنتاج الهيدروجين والأمونيا على نطاق واسع، وتوفير أكثر الأسعار تنافسية في العالم بمجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية وقدرات استيعاب الكربون وتخزينه على نطاق واسع، والتي تمتلكها شركة النفط الوطنية أدنوك، إذ تُنتج أدنوك أكثر من 300 ألف طن سنويًا من الهيدروجين، وتخطط الشركة لزيادة إنتاج الهيدروجين إلى 500 ألف طن سنويًا.
محطات براكة
في سياق آخر، أعلنت الإمارات إنجازًا جديدًا لمشروع محطات براكة النووية التي تستهدف إنتاجًا يصل إلى 5600 ميغاواط، وفق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية.
وتعوّل الدولة على محطات براكة النووية، في إمدادها بجزء كبير من احتياجاتها من الطاقة النظيفة، ضمن خطتها الرامية لإنتاج 50% من الكهرباء من مصادر خالية من الانبعاثات الكربونية، بحلول 2050.
وفي هذا الإطار، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اكتمال الأعمال الإنشائية لثالث محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، التي تُعدّ أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات بمرحلة التشغيل في العالم العربي.
موعد التشغيل
من المقرر تشغيل المحطة الثالثة وإنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة بحلول عام 2023، إذ تمّ اليوم الخميس تسليم أنظمة المحطة تمهيدًا للبدء في مرحلة الاستعدادات التشغيلية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية.
ونجحت الإمارات في بدء التشغيل التجاري من المحطة الأولى، كما تمّ ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسة، وتشهد حاليًا عملية رفع مستويات طاقة المفاعل مع الاختبارات المصاحبة.
وجرى الإعلان عن الإنجاز الجديد في مناسبة "يوم الطاقة" على هامش فعاليات قمة المناخ كوب 26 المنعقدة في مدينة غلاسكو البريطانية، ما يجسّد التقدم الذي حققته الإمارات في عملية الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة.
خفض الانبعاثات
يتمثّل الإنجاز الجديد في أن محطات براكة ستضيف قريبًا 1400 ميغاواط أخرى من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي يرسّخ الدور الريادي لدولة الإمارات في قطاع الطاقة الصديقة للبيئة.
ويُبرِز اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثالثة، التقدم الكبير الذي تحققه مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على صعيد الجهود الجارية لمواجهة التغير المناخي، ودعم جهود الإمارات والوفاء بتعهداتها الخاصة بزيادة الاعتماد على الطاقة الصديقة للبيئة عبر استخدام تكنولوجيا الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء لدعم مصادر الطاقة المتجددة.
وتقوم محطات براكة بدور ريادي في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الإمارات، إذ أصبحت المحطة الأولى في براكة في أبريل/نيسان 2021 أكبر مصدر منفرد للكهرباء في المنطقة، وتنتج كهرباء صديقة للبيئة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع .
ومع ربط ثاني محطات براكة بشبكة كهرباء الدولة في سبتمبر/أيلول 2021، أصبحت محطات براكة تتصدر جهود خفض الانبعاثات الكربونية في الدولة، والمضي قدمًا نحو مضاعفة كمية الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها المحطات.
وبحلول العام 2050، من المتوقع أن تقوم محطات براكة بخفض الانبعاثات الكربونية في إمارة أبوظبي بنسبة 50%، مما يدلّ على القدرات الكبيرة للطاقة النووية في إنتاج كهرباء الحمل الأساس دون أيّ انبعاثات كربونية.
وستنتقل المحطة الثالثة في براكة الآن إلى المرحلة التالية المتمثلة في استكمال الاستعدادات التشغيلية والاختبارات والرقابة التنظيمية والمراجعات الدولية المطلوبة للحصول على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات.
التغير المناخي
قال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد إبراهيم الحمادي، مع بدء التشغيل التجاري للمحطة الأولى في براكة، وربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء، يأتي اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثالثة، ليُبرز التقدم الثابت في تطوير محطات براكة للطاقة النووية.
وأضاف: "بينما يجتمع العالم في قمة المناخ كوب 26، فإن الحاجة إلى إجراءات ملموسة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي أمر ملحّ ولا جدال فيه، إذ تسهم محطات براكة حاليًا في إيجاد الحلول المناخية من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة".
تعدّ محطات براكة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وتضم 4 من مفاعلات الطاقة المتقدمة من طراز APR-140.
بدأت العمليات الإنشائية للمحطات في العام 2012، وتقدمت بثبات منذ ذلك الحين، ووصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى أكثرمن 96%.
وعند تشغيلها بالكامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 غيغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لأكثر من 60 عامًا مقبلة.
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 26.. مصر تنضم إلى مبادرة أميركا لتحقيق الحياد الكربوني بقطاع الطاقة
- قمة المناخ كوب 26.. هل يقوض انخفاض سرعة الرياح أجندة تحول الطاقة؟
- قمة المناخ كوب 26 تصطدم بالواقع.. الهند تحتاج للفحم 50 عامًا
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 شركات للنفط والغاز حول العالم.. وأرامكو في المقدمة
- موازنة الكويت.. طفرة ضخمة في الإيرادات النفطية تتجاوز 110%