هل تضررت الجزائر من وقف تصدير الغاز عبر المغرب؟.. خبير يفجر مفاجأة
خط الأنابيب أصبح ملكًا لمراكش بموجب الاتفاق
قبل أيام، أصدرت الجزائر قرارًا رسميًا بعدم تجديد اتفاقية تصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي المغربية، لتحسم الجدل الدائر منذ الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ يونيو/حزيران الماضي.
تساؤلات كثيرة دارت حول تأثّر المغرب بالقرار الجزائري، والتحديات التي ستواجه الرباط من أجل تعويض الإمدادات الجزائرية، والتي كانت تعتمد عليها في توليد الكهرباء.
تأثيرات القرار
كشف الخبير المغربي في مجال النفط والصناعة الطاقية، الحسين اليمني، تأثيرات قرار الجزائر على المغرب، وإلى أيّ مدى ستتأثّر مراكش بوقف تصدير الغاز عبر أراضيها إلى أوروبا.
وقال، إن أوروبا كانت تبحث عن تأمين احتياجاتها من الغاز الجزائري، وكان المغرب يأخذ في المقابل حقوق المرور، حسبما ذكرت صحيفة "بديل" المغربية.
كان المغرب والجزائر قد وقّعا اتفاق في يوليو/تموز من عام 2011 لنقل الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب المغرب العربي، وقد انتهى الاتفاق رسميًا الأحد الموافق 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ينقل خط أنابيب غاز المغرب العربي وأوروبا -الذي بدأ عام 1996 بعقد مدّته 25 عامًا- الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل في الجزائر إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب.
ويبلغ طول خط الأنابيب 325 ميلًا، بقدرة تصدير 390 مليار قدم مكعبة سنويًا، حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وبنهاية العام الماضي، صدَّرت الجزائر عبر خط أنابيب المغرب العربي 3.67 مليار متر مكعب سنويًا إلى إسبانيا، بحسب منصة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
محطات الكهرباء
أشار الحسين إلى أن المغرب لم يبنِ على مشروع خط الغاز استثمارات كبيرة، باستثناء محطتي كهرباء كانتا ضروريتين للحصول على الحقوق العينية للمغرب من الغاز، ولم تراهن الرباط على المشروع لتأمين اختياجاتها المستقبلية من الطاقة.
وأضاف: "ما أقوله بشكل دقيق جدًا، غاز الجزائر كان المغرب يأخذه ويُشغّل به محطتي كهرباء، واحدة في بني نصار والأخرى نواحي طنجة أصيلة، وهما محطتان لا تسهمان إلّا بما بين 7 و8 من إنتاج الطاقة الكهربائية في المغرب.
بدائل المغرب
أوضح الخبير المغربي أنه بعد إيقاف الخط شرعَت بلاده في تشغيل مجموعة من الوحدات التي كانت متوقفة، سواء في المحمدية أو في القنيطرة وغيرهما من المدن الأخرى.
وأكد أن المغرب لن يُعاني من أيّ أزمات في الكهرباء، وإنه مع توقّف الغاز الجزائري لديه حلول أخرى، مع تنويع الرباط لمصادر الطاقة لديها، إذ يستعمل الفحم بالدرجة الأولى، ويستعمل "الديزل الأحمر"، ويستعمل الغاز، هذا في مصادر الطاقة الأحفورية، إضافة إلى التوجه الكبير الذي ذهب فيه المغرب بمجال الطاقة المتجددة أو الخضراء أو النظيفة.
ملكية خط الأنابيب
أشار الحسين اليمني إلى أنه مع انتهاء الاتفاق مع الجزائر، أصبح خط الأنابيب ملك المغرب، إذ إنه بموجب الاتفاقية بعد انتهاء العقد يصبح الأنبوب ملكًا للدولة العابر لأراضيها.
وأوضح أن الأنبوب يمكن أن يصلح مستقبلًا لتزويد المغرب بالغاز من الاتحاد الأوروبي، لأن قضية الغاز لم تعد مرتبطة بمنطقة معزولة، فهناك تشبيك بشبكة دولية، بمعنى أنه "يمكن غدًا أن نستورد الغاز في الاتجاه المعاكس من إسبانيا".
احتياجات الغاز
ردّ اليماني حول التساؤلات بحدوث عجز في الكهرباء بسبب توقّف إمدادات الغاز الجزائري، قائلًا: "إن استعمال الغاز في توليد الكهرباء ضعيف جدًا، فنحن نحتاج الغاز لتطوير الصناعات، وهناك مشروعات لتشجيع استكشاف الغاز في عدد من المواقع المغربية".
وأضاف: "لا يمكن أن تكون أعماق المغرب عاقرة لهذه الدرجة، ونحن سنستغل الطاقات الموجودة في الصحراء والجنوب والشمال".
وأضاف الخبير أنه يجب التفريق بين الغاز المستعمل في توليد الكهرباء والغاز المستعمل في الأغراض المنزلية، مشيرًا إلى أن الأخير يأتي من سوق أخرى، هي سوق البوتان، والاستغلال الأساس يأتي من السوق الأميركية، لأن الغاز الأميركي أصبح منافسًا للغاز الجزائري لرخص ثمنه، والسوق المغربية توجهت في المدة الأخيرة نحو أميركا وأوروبا، ونستطيع الاستغناء عن الجزائر.
إعادة تشغيل المصافي
يرى الخبير المغربي أن توقّف إمدادات الغاز الجزائري سيعود بالنفع على الصناعة المغربية، إذ هناك إمكان تشغيل معمل "سامير" بالمحمدية المتوقف منذ سنوات عن العمل، والذي كان ينتج "الديزل الأحمر" – زيت الغاز، وهو ما يدفع لإعادة تشغيل المصفاة مرة أخرى، على اعتبار أن زيت الغاز أحد الحلول المتاحة لإنتاج الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- بعد وقف تصدير الغاز الجزائري عبر المغرب.. هل إسبانيا على مشارف أزمة طاقة؟
- قرار عاجل من الرئيس الجزائري بشأن تصدير الغاز عبر المغرب
اقرأ أيضًا..
- بنك أوف أميركا يتوقع وصول أسعار النفط 120 دولارًا في هذا الموعد
- تحديث - كوب 26.. أميركا وأوروبا يعلنان عن شراكة عالمية لخفض انبعاثات الميثان