قمة المناخ كوب 26.. تمويل مصارف بريطانية للوقود الأحفوري هل يحرج المملكة المتحدة؟
مصرف باركليز يتصدر بـ5.6 مليار دولار في 10 أشهر
هبة مصطفى
- المملكة المتحدة تستضيف كوب 26 ومصارفها تُموّل مشروعات الوقود الأحفوري
- باركليز يتصدّر بتمويل الوقود الأحفوري بـ5.6 مليار دولار خلال 10 أشهر
- مصرفا إتش إس بي سي و ستاندرد تشارترد يعقبان باركليز في تمويل الوقود الأحفوري
- حشد المملكة لتمويل مشروعات المناخ في كوب 26 يتنافى مع موقف مصارفها
- تقرير لمنظمة بيئية يرصد حجم تورّط المصارف البريطانية في التغيرات المناخية
- المصارف تُبرر وتتعهد بالتوازن بين دعم الوقود الأحفوري والحياد الكربوني
بينما تستضيف المملكة المتحدة قمة المناخ كوب 26، أعلن نشطاء بيئيون تصدُّر مصرف باركليز مصرف المملكة في تقديم الدعم لمشروعات الوقود الأحفوري منذ بداية العام الحالي؛ ما عدّوه تناقضًا مع مبادئ قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي.
وخصّص مصرف باركليز البريطاني تمويلًا قدره 5.6 مليار دولار أميركي لدعم مشروعات الوقود الأحفوري خلال الأشهر الـ10 منذ بداية العام الجاري.
جاء إعلان مخصصات تمويل باركليز لمشروعات الوقود الأحفوري بالتزامن مع انطلاق قمة المناخ كوب 26، منذ أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول، وتستضيفها المملكة المتحدة بمدينة غلاسكو في إسكتلندا، حتى 12 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وبينما يسعى كوب 26 إلى حشد التمويل والدعم (العامّ والخاص) لمعالجة حالة الطوارئ المناخية التي يعاني منها العالم بأسره، كشف تقرير لمنظمة ماركت فورسز المعنية بشؤون البيئة وتمويل المناخ حجمَ إنفاق مصارف بريطانية كبرى بالمملكة المتحدة على تمويل مشروعات الوقود الأحفوري.
باركليز يتصدر
يُعدّ تمويل مصرف باركليز هو الأعلى بين مصارف المملكة المتحدة، رغم التحذيرات الدولية من دعم مشروعات الوقود الأحفوري التي تقضي على فرص تجنّب انهيار كارثي للمناخ، وفق تقرير أعدّه نشطاء مهتمون بتمويل أنشطة المناخ.
وتفوّق تمويل مصرف باركليز لمشروعات الوقود الأحفوري على مصرف "إتش إس بي سي" الذي أنفق 5.3 مليار دولار، وبنك ستاندرد تشارترد الذي أنفق 4.3 مليار دولار.
ويُغطي تمويل باركليز عدّة مشروعات، منها مشروع مثير للجدل لخطّ أنابيب تابع لشركة إنبريدغ الكندية، ويصل لديكوتا، والذي يحتوي على نفط خام كافٍ لإنتاج انبعاثات تعادل انبعاثات 30 محطة فحم بشكل سنوي، بتمويل قدره 194 مليون دولار أميركي.
وتطرّق تقرير النشطاء إلى دعم باركليز لمشروعات شركة كندية أخرى "إم إي جي إنرجي"، ويتركز نشاطها في استخراج نفط القطران الرملي، الذي يعدّ الأكثر تلوثًا على الإطلاق بين أنواع الوقود، بتمويل قدرة 200 مليون دولار أميركي.
- قمة المناخ كوب 26.. مخاوف من فشل المصارف الأوروبية الكبرى في الوفاء بالتزاماتها المناخية
- الوقود الأحفوري.. إتش إس بي سي يواجه ضغوطًا لخفض الاستثمار
مصارف أخرى
تصدُّر مصرف باركليز لا يعفي باقي المصارف في المملكة المتحدة من مسؤوليتها، إذ أشار تقرير نشطاء البيئة إلى توسّع 3 مصارف كبرى –على رأسها باركليز- في تمويل شركات راعية لمشروعات الوقود الأحفوري.
يأتي ذلك في غضون تعهُّد تلك المصارف بالالتزام بتحقيق الحياد الكربوني لأنشطتها التمويلية بحلول عام 2050، وإعلان تحذيرات بيئية تؤكد عدم توافق مشروعات الوقود الأحفوري مع أهداف الحفاظ على درجات الحرارة العالمية عند مستوى معين.
وكشف التقرير النشطاء إصدار مصرفَي "إتش إس بي سي" و"ستاندرد تشارترد" سندات تمويلية قدرها 6 مليارات دولار لصالح شركة أرامكو السعودية، التي اتّهمها النشطاء بأنها الأكثر عالميًا من حيث إصدار الملوثات.
كما قام إتش إس بي سي بتقديم تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار لصالح شركة قطر للبترول، والتي تملك أكبر حقل غاز في العالم، وفق صحيفة الغارديان.
وأورد تقرير ماركت فورسز أن مصرف باركليز احتلّ المركز الـ7 عالميًا في تمويل الوقود الأحفوري، والأول في أوروبا، وجاء إتش إس بي سي في المركز الـ13 عالميًا.
أمّا مصرف ستاندرد تشارترد، فجاء في المركز الـ34 عالميًا، والأول في بريطانيا من حيث تمويل محطات الفحم الجديدة في آسيا.
من جانبها، أوضحت الناشطة بالمنظمة، ميا واتانابي، أن تلك المصارف تواصل تقديم الدعم المالي لتمويل مشروعات شركات الوقود الأحفوري، التي من شأنها تدمير أهداف المناخ.
المصارف تردّ
تزامن صدور تقرير ماركت فورسز الأخير مع تنحّي الرئيس التنفيذي لبنك باكليز، جيس ستالي، من منصبه، بعدما خضع للتحقيق من قبل مجلس المدينة، حول علاقته بملياردير يواجه عقوبة قانونية، ولم يعلن المصرف ردًّا على التقرير.
أمّا مصرف ستاندرد تشارترد، فسارعَ بإعلان موقفه والردّ على ما ورد في تقرير منظمة ماركت فورسز الذي تزامن صدوره الأسبوع الماضي مع انطلاق أعمال كوب 26.
وأعلن المصرف أنه سيتبنّى أهدافًا جديدة، تتّسم بالطموح؛ للوصول بتمويل الأنشطة والقطاعات -الأكثر إصدارًا للانبعاثات الكربونية- للحياد الكربوني، بحلول عام 2050، والأهداف المناخية المرحلية عام 2030، طبقًا للرؤية التي سبق أن أعلنتها وكالة الطاقة الدولية.
وأكد المتحدث باسم مصرف إتش إس بي سي، أن المصرف ملتزم بإحداث توازن بين تمويل المشروعات مع الحفاظ على الوصول للحياد الكربوني بحلول 2050.
وقال، إن المصرف ملتزم بوقف تمويل الفحم الحراري في أسواق الاتحاد الأوروبي ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بحلول 2030، وعلى الصعيد العالمي بحلول 2040.
وتوقّع توفير المصرف تمويلًا يتراوح بين 750 مليار وتريليون دولار، بحلول 2030، لتحقيق الحياد الكربوني، مشيرًا إلى أن المصرف يضع أهدافًا قصيرة ومتوسطة المدى للتعامل مع قطاعات النفط والغاز والكهرباء والخدمات.
رؤى مناخية سابقة
قبل قمة المناخ كوب 26، وفي تقرير سنوي سابق لمنظمة ماركت فورسز البيئية، التي تعكف على تتبّع تأثير تمويل المصارف للمشروعات العالمية للوقود الأحفوري على البيئة، رصدت المنظمة تمويل المصارف الـ3 مشروعات قطاعات الفحم والغاز بما يزيد عن 257 مليار دولار، خلال السنوات الـ5 منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، حتى العام السابق.
وسبق أن أعلنت الهيئة العالمية لمراقبة الطاقة، أنه في حالة وصول العالم للحياد الكربوني بحلول عام 2050 ستتوقف مشروعات تطوير النفط والغاز والفحم.
وعقب أيام من إعلان الهيئة –الذي صدر في مايو/أيار الماضي- حذّر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من تجاوز الخطط العالمية لإنتاج الوقود الأحفوري لمستويات الحفاظ على درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة.
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ كوب 26.. الكويت تسعى إلى إستراتيجية وطنية لتخفيض الكربون حتى 2050
- حوار - رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة: الانتقال للطاقة النظيفة يواجه عقبات يصعب حلّه