قرار عاجل من مجموعة العشرين بشأن محطات الفحم ودرجة الحرارة العالمية
هبة مصطفى
- المجموعة تجدّد التزامها بالتخلّي تدريجيًا عن الوقود الأحفوري
- طالبت مجموعة الـ20 بتفعيل صندوق دعم المناخ باستثمارات 100 مليار دولار
- المجموعة تدعو الدول النامية لخفض انبعاثاتها حتى تلتزم الدول الكبرى بتعهداتها التمويلية
- تمسّكت المجموعة بإجراءات عاجلة للحفاظ على درجات الحرارة عند 1.5 درجة
اتفق قادة دول مجموعة العشرين بشكل حاسم على أهمية العمل على حفظ درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية، ودعوا لاتخاذ الإجراءات الداعمة لذلك، فيما تتجه دول المجموعة لوقف استثمارات محطات الفحم الخارجية.
أعلنت دول المجموعة ذلك عبر بيانها الذي صدر في ختام أعمال لقاء دول المجموعة، اليوم الأحد، في العاصمة الإيطالية روما.
ولم تحسم دول المجموعة موقف محطات الفحم بشكل نهائي، إذ تتجه لوقف استثماراتها بالخارج طبقا لتوقعات مسؤولين، بينما يتم ضبط الشؤون الداخلية لكل دولة تعتمد على استخدام الفحم محليًا طبقا لرؤية حكوماتها.
كانت دول مجموعة العشرين قد جددت التزامها بترشيد استهلاك الوقود الأحفوري والتخلي عنه تدريجيًا بحلول 2025، فضلًا عن الحدّ من توليد الكهرباء عبر المحطات العاملة بالفحم، كونها من العوامل الرئيسة المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري، عبر المسودة الأولية للبيان الختامي، التي صدرت قبل يومين.
وخلال المسودة الأولية، التزم قادة مجموعة العشرين ببذل قصارى جهدهم لمنع بناء محطات كهرباء جديدة عاملة بالفحم، مع مراعاة "الظروف الخاصة بكل دولة"، وذلك قبيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26.
وتعهّد قادة المجموعة بالتوقّف عن تمويل محطات الفحم خارج البلاد، نهاية العام الجاري؛ بهدف التوصل لنظام كهربائي خالٍ من الكربون، بحلول العقد المقبل.
وأعلنوا عزمهم خفض انبعاثات غاز الميثان -الذي يعدّ من أكبر مسببات غازات الاحتباس الحراري، غير أنه أقلّ بقاءً من ثاني أكسيد الكربون- بحلول عام 2030.
قرارات مجموعة العشرين
واتفق قادة مجموعة العشرين على المُضي في خطوات عاجلة، تهدف للحدّ من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، حسب رويترز.
كما اتفقوا –خلال لقائهم في روما لإجراء محادثات حول التغير المناخي- على التصدي للتهديدات الوجودية للتغير المناخي، والتوصّل لإجراءات أكثر تفصيلًا خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 –الذي يضم ممثلي أكثر من 200 دولة، والمرتقب عقده في غلاسكو.
وتُلزم اتفاقية باريس للمناخ –الصادرة عام 2015- الموقّعين عليها بالحفاظ على درجات الحرارة عند مستوى 1.5 درجة، أقلّ من درجتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.
تأتي أهمية الحفاظ على درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية في محاولة لتلافي الكوارث البيئية، مع تزايد مستويات الانبعاثات الكربونية في الغلاف الجوي وتأثّر نوبات الطقس، منذ توقيع الاتفاقية، وأكدت مجموعة العشرين أنه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على درجة الحرارة عند 1.5 درجة.
الحياد الكربوني
تمسّكت دول مجموعة العشرين بهدف الوصول للحياد الكربوني والتخلص من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050، كونه موعدًا نهائيًا للالتزام بدرجات حرارة عالمية عند 1.5 درجة.
ورغم أن الصين إحدى دول مجموعة العشرين، فإنها تتمسّك بالوصول للحياد الكربوني عام 2060، إذ تُعدّ أكبر دولة مُصدّرة للانبعاثات الكربونية.
يحضر لقاء مجموعة العشرين –الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما في خطوة استباقية لمؤتمر الأمم المتحدة كوب 26- الرئيس الأميركي جو بايدن، بينما يُشارك الرئيس الصيني، شي جين، عبر تقنية التواصل المرئي.
وأعلن عدد من ممثلي دول المجموعة عدم مشاركتهم شخصيًا، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
تمويل خطط المناخ
ولم يتطرق البيان الختامي للطموحات المشار إليها في المسودة الأولية، إذ كان يُنتظر أن يخرج لقاء مجموعة العشرين ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 بخطط تمويلية للمناخ، تضمن تمويل التحول البيئي للدول الفقيرة.
وشددت دول مجموعة العشرين على أهمية التزام الدول المتقدمة بتقديم تعهّد مالي يقارب 100 مليار دولار سنويًا، حتى عام 2025، لتمويل إجراءات مكافحة التغيرات المناخية للبلدان النامية، الذي سبق الاتفاق عليه عام 2009 عبر إنشاء صندوق لذلك، إلّا أن تنفيذ هذا التعهد جاء بطيئًا.
وكان رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب26، ألوك شارما، قد أعرب الأسبوع الجاري، عن أمله في إنشاء هذا الصندوق بحلول عام 2023.
وأضاف أنه على الدول النامية الإسراع من خفضها الانبعاثات، حتى يتسنّى للدول الغنية الوفاء بتعهداتها التمويلية.
ودعت مسودة الاجتماع إلى توفير تمويل إضافي للمناخ، بينما أوضح مسؤول صيني خاص بالمجال البيئي أن قضية التمويل كانت العقبة الأكبر خلال محادثات المناخ.
وتضم دول مجموعة العشرين كلًا من: المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وكوريا، وروسيا، وجنوب أفريقيا، وتركيا.
وتُشكّل مجموعة العشرين ما يزيد عن 80% من الناتج المحلي الإجمالي على الصعيد العالمي، و60% من سكان العالم، وما يقرب من 80% من انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري.
اقرأ أيضًا..
- ناقوس خطر.. أين يقف العالم في مواجهة تغيّر المناخ؟
- خطة البنك الدولي لـ كوب 26.. الأولوية لدعم المساهمات الوطنية في مكافحة تغير المناخ
- تكساس.. الجمهوريون يخططون لتأسيس أكبر منشأة لتعدين البيتكوين في العالم